بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة بتوسيع ظاهرة إحراق منازل مدنيين في قطاع غزة بأوامر من ضباط القوات الموجودة في الميدان,
وأحرق الجنود عددا من البيوت والمباني خلال الشهر الأخير، مع الحرص على إبقاء النيران مشتعلة في محتوياتها وجعلها غير صالحة للسكن أو للاستصلاح في وقت لاحق وفق ما كشفته صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الخميس 1 فبراير 2024.
في المقابل، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن “تدمير البيوت في غزة يتم من خلال وسائل مصادق عليها فقط وأن أي عمليات من هذا النوع تمت بطرق أخرى سيتم فحصها”.
وفي حديث مع الصحيفة قبل نحو أسبوعين، تطرق ضابط يقود إحدى المجموعات في قطاع غزة لقضية إحراق المنازل. وبحسب أقواله يتم إحراق البيوت التي توجد معلومات حولها، كما أضاف في رده على سؤال حول إحراق بيت محدد سألت عنه الصحيفة قائلا: “يبدو أنه كانت هناك معلومات حول صاحب المنزل أو أنهم (أي الجنود) عثروا على شيء ما هناك. أنا لا أعرف تماماً لماذا تم إحراق البيت”.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة ضباط يقودون قتالاً في غزة، لم تسمّهم، قولهم إن إحراق المنازل بات أسلوباً شائعاً في قطاع غزة.
وبحسب ما قالت “هآرتس”، فإن أحد الضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر تعليماته للجنود بإحراق المنازل، قبيل إنهاء كتيبته عملياتها في قطاع غزة. وجاء في التعليمات التي أصدرها: “اخرجوا أشياءكم من البيت وجهزوه للحرق”.
وفحصت الصحيفة هذه الظاهرة، وتبيّن لها أن “ما بدأ كطريقة عمل لعمليات إبادة وتدمير محدودة في حالات عينية، اتسع على نحو كبير”، ونقلت عن ضابط قوله: “نقوم بإحراق البيوت التي كنا فيها، عندما نتابع طريقنا (نغادرها)”.
ونشر عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين شاركوا في الحرب في قطاع غزة في الآونة الأخيرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد لإحراق بيوت قالوا إنه يأتي انتقاماً على مقتل أصدقائهم في الوحدة وانتقاماً لهجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وفي إحدى الحالات ترك الجنود رسالة للقوات التي كانت ستستبدل في المبنى نفسه الذي أقاموا فيه، جاء فيها: “نحن لم نحرق المنزل لكي تستمتعوا فيه وعندما تخرجون منه فإنكم تعرفون ما الذي ستفعلونه”.
وذكرت الصحيفة أن إحراق البيوت يتم بطريقة لا تتيح لسكانها العودة إليها واستخدامها من جديد.
ويقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب بتدمير وتفجير عدد من المنازل التي يدّعي أنها لنشطاء في حركة حماس أو لسكان من غزة شاركوا في عملية “طوفان الأقصى”، مستخدماً متفجرات وآليات هندسية، ولكن الحديث يدور هنا عن ظاهرة تطاول حتى بيوت المدنيين العاديين غير الضالعين في أي عمل مقاوم.
س.ب