عطاء الهدهد| يشهد مشروع المستشفى الوطني في مدينة نابلس اهتماماً واسعاً في الأوساط المحلية، بعد بدء أعمال الهدم في بعض مباني العيادات النهارية، تمهيداً لتنفيذ مشروع تطوير جديد للمستشفى. الخطوة أثارت تفاعلاً لافتاً بين من يراها تطويراً ضرورياً للقطاع الصحي في المدينة، ومن يخشى على فقدان أحد المعالم التاريخية ذات القيمة المعمارية والرمزية.
وفي حديث خاص عبر اذاعة شباب اف ام مع المهندس نصير عرفات، أوضح أن فكرة المشروع تعود إلى أكثر من خمسة عشر عاماً، حين كانت الحكومة التركية، عبر وكالة التعاون والتنسيق التركية تيكا، تستعد لتمويل مشروع ترميم شامل للمستشفى الوطني ضمن مبادراتها لترميم المباني التاريخية في نابلس. وقد تم إعداد المخططات الأولية حينها، إلا أن المشروع توقف بعد أن طلبت وزارة الصحة الفلسطينية تحويل التمويل نحو بناء مستشفى جديد بدلاً من ترميم القائم، ما أدى إلى تجميد المشروع التركي بالكامل.
بعد سنوات، عادت الفكرة إلى الواجهة عقب إعلان رجل الأعمال الدكتور مروان السائح تبرعه بمبلغ خمسة ملايين دولار لصالح المستشفى الوطني، في مبادرة إنسانية عبّر من خلالها عن وفائه للمكان الذي ولد فيه وتلقى فيه أول رعاية طبية بحياته.
وعقب هذا التبرع، جرى تشكيل لجنة لمناقشة أفضل سبل الاستفادة من المبلغ، بين خيار ترميم المبنى الحالي وتوسعته أو بناء مبنى جديد بالكامل.
المهندس عرفات أشار إلى أن المباني التي يتم هدمها حالياً ليست جزءاً من المبنى الأصلي القديم، وإنما إضافات لاحقة لا تمتلك قيمة معمارية خاصة. كما نفى ما يتم تداوله حول تحويل موقع المستشفى إلى مشاريع تجارية، مؤكداً أن الأرض تابعة لبلدية نابلس وأن الغاية الوحيدة من المشروع هي تطوير الخدمات الطبية وتحسين البنية التحتية الصحية في المدينة.
ومن المقرر أن تعقد في الفترة المقبلة اجتماعات بين الدكتور مروان السائح والمكتب الهندسي المشرف على المشروع، للوصول إلى القرار النهائي بشأن شكل المشروع القادم، سواء بالاعتماد على المبنى الحالي أو من خلال إنشاء مبنى جديد متكامل يواكب احتياجات المدينة الطبية.
المصدر: شباب اف ام
ع.هـ

