وينصح أخصائيو التغذية باختيار مشروب طاقة يحتوي على أقل قدر ممكن من المواد الحافظة.
يلجأ كثير من الناس إلى مشروبات الطاقة، سواء أكانوا بحاجة إلى جرعة منشطة، أو يستعدون لممارسة تمارين صعبة، لكن الخبراء يحذرون من مخاطرها الصحية الكبيرة.
وربط العلماء المشروبات التي تحتوي على الكافيين بالصداع ومشاكل النوم والقلق، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وتلف الكلى، وفقًا لمجلة “ذا صن” البريطانية، كما وجدت الأبحاث أنها تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
وأشارت دراسة أجرتها جامعة “نيوكاسل” إلى أنها تُعرّض الأطفال والشباب لخطر متزايد من تعاطي المخدرات والعنف والأفكار الانتحارية.
ما هي أضرار مشروبات الطاقة؟
وفي هذا الإطار، تقول راكيل بريتزكي، أخصائية التغذية لصحيفة “صن هيلث”: “قد يكون لمشروبات الطاقة تأثير إذا استُخدمت من حين إلى آخر وبعناية، مثلاً قبل قيادة طويلة أو ممارسة التمارين الرياضية”.
لكن المشكلة مع مشروبات الطاقة تكمن في استخدامها يوميًا، أو الأسوأ من ذلك، عدة مرات يوميًا، حسبما ذكرت بريتزكي.
وأضافت: “أرى أشخاصًا يعتمدون عليها طوال اليوم، مما يشير عادة إلى سبب آخر مثل قلة النوم، والتوتر الشديد، وعدم الحصول على تغذية كافية من الطعام”.
وقالت بريتزكي: إذا “كنت ستتناول مشروب طاقة، فاكتفِ بعلبة صغيرة واحدة (250 مل) يوميًا”.
وتابعت بريتزكي: “شرب أكثر من ذلك يُعرّضك لخطر قلة النوم، والقلق، والتوتر، والصداع، أو حتى خفقان القلب”.

وحذرت من أنه على المدى الطويل، قد يؤثر ذلك على ضغط الدم وسكر الدم والإجهاد العام للجسم.
وفي حين أن بعض مشروبات الطاقة تحتوي على مكونات “صحية” متنوعة، إلا أن الكثير منها لا يحتوي عليها، وفقًا لراكيل بريتزكي.
بعض المكونات التي يجب الحذر منها في مشروبات الطاقة
-
الكافيين
يُعد الكافيين منبهًا طبيعيًا، وربما هذا هو السبب الذي يدفعك لتناول مشروبات الطاقة في المقام الأول، فهو يزيد من نشاط الدماغ والجهاز العصبي المركزي، مما يساعدك على البقاء متيقظًا.
ويُعتبر تناول نحو 400 مليغرام من الكافيين على دفعات منفصلة آمنًا لمعظم البالغين، وفقًا للهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية.
يحتوي كوب كبير من القهوة على نحو 80 مليغرامًا، لكن لوسيا ستانسبي، أخصائية التغذية تُحذر من أن بعض مشروبات الطاقة، قد تحتوي على ما يصل إلى 300 مليغرام.
وتقول: “الإفراط في تناول الكافيين قد يُهيّج الجهاز العصبي، ويزيد من القلق”، وتضيف: “تناوله خلال النهار قد يؤثر أيضًا على جودة النوم، بالإضافة إلى تأثيره المُجفف لأن الكافيين مُدرّ للبول”.
وتنصح راكيل بتناول 150 ملغ كحد أقصى من الكافيين لكل مشروب.
-
السكر
إلى جانب الكافيين، تحتوي مشروبات الطاقة على كميات كبيرة من السكر.
وتقول لوسيا: “تحتوي العلبة المتوسطة على ما يتراوح بين 20 و50 غرامًا من السكر.
وتحذر راكيل من أن السكر يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، مما يجعلك تشعر بتعب أكبر وترغب في تناول المزيد من السكر أو الكافيين.

فقد وجدت دراسة نُشرت في مجلة “نوترينتس”، أن الأشخاص الذين يشربون كميات كبيرة من المشروبات المحلاة بالسكر كانوا أكثر عرضة لزيادة الوزن، كما أنهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، وداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي سياق متصل، وجدت دراسة منفصلة أجرتها جامعة “واشنطن” أن النساء اللواتي تناولن أكثر من “مشروب سكري” واحد يوميًا كنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم بخمس مرات، مقارنةً بمن يشربن أقل من مشروب واحد شهريًا.
لذلك ينصح أخصائيو التغذية بضرورة التحقق من ملصق مشروب الطاقة، حيث يُطلق على السكر أسماء مختلفة، مثل السكروز، وشراب الذرة عالي الفركتوز، والغلوكوز.
تقول لوسيا: “إذا كان مشروب الطاقة الذي تتناوله يحتوي على أكثر من 10 إلى 15 غرامًا من السكر لكل حصة، فيُعتبر مشروبًا عالي السكر، ومن الأفضل عدم تناوله بانتظام”.
-
المُحليات الصناعية
تستمد العديد من الأنواع الخالية من السكر مذاقها الحلو للغاية من مكونات مثل الأسبارتام والسكرالوز والأسيسلفام ك.
وعلى الرغم من انخفاض سعراتها الحرارية، إلا أن هذا لا يعني أنها صحية. فقد خلصت دراسة نُشرت في مجلة “Cureus” إلى أنها قد تؤثر سلبًا على الأمعاء والدماغ والقلب.
كما وجد علماء في معهد “كارولينسكا” في السويد، أن الأسبارتام قد يُسبب ارتفاعًا حادًا في مستويات الأنسولين وتراكمًا للويحات الدهنية في الشرايين، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
تقول لوسيا: إن المُحليات الصناعية الأكثر إشكالية بالنسبة لها هي “الأسبارتام والسكرالوز”، وتضيف “أنها مرتبطة باختلال ميكروبيوم الأمعاء (البكتيريا التي تعيش في أمعائك)، والصداع، واختلال التمثيل الغذائي”.
وتردف: يجب على الأشخاص الذين يعانون من داء السكري توخي الحذر بشكل خاص مع المُحليات وملصقات “خالية من السكر” لأنها قد تؤثر على استقلاب الأنسولين.
وتضيف أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية عصبية معينة، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو الصداع النصفي المزمن، يجب أن يكونوا حذرين بشكل خاص، لأن المُحليات قد تُفاقم الأعراض.
-
التورين
يعد التورين واحدا من 20 حمضًا أمينيًا، وهي اللبنات الأساسية للبروتين، ونُنتج بشكل طبيعي، ونحصل عليه أيضًا من أطعمة مثل اللحوم.
وتقول راكيل: “التورين بحد ذاته لا يُشكل مشكلة عادةً، بل قد يُعزز صحة القلب والدماغ، لكن عند دمجه مع نسبة عالية من الكافيين ومنشطات أخرى، يُصبح الجهاز العصبي مُرهقًا، خاصةً عند تناوله بكميات كبيرة”.
وتضيف لوسيا: “الكميات التي تزيد عن 3000 ملغ يُمكن أن تُسبب القيء والغثيان والصداع وآلام المعدة وفرط تحفيز الجهاز العصبي”.
-
الألوان والمواد الحافظة
تحتوي مشروبات الطاقة على ملونات صناعية، مثل E102 (الأصفر)، وE129 (الأحمر)، وE133 (الأزرق).
وبحسب لوسيا، ترتبط هذه الملونات بفرط النشاط والحساسية، وربما السمية العصبية.
فقد خلص تحليل أُجري عام 2004 لـ15 دراسة إلى أن الملونات الغذائية الصناعية “المنتشرة على نطاق واسع” يمكن أن تزيد من فرط النشاط لدى الأطفال.
أما بالنسبة للمواد الحافظة، التي تُضاف إلى مشروبات الطاقة لإطالة عمرها، فتقول راكيل إن بنزوات الصوديوم قد تسبب مشاكل لبعض الأشخاص، “خاصةً عند دمجها مع بعض الفيتامينات مثل فيتامين C”.