0:00:00
0:00:00
0:00:00
0:00:00
0:00:00
0:00:00

فشل سابق ومنتظر.. برشلونة يتعلق بقشة للنجاة من الطوفان السعودي

فشل سابق ومنتظر.. برشلونة يتعلق بقشة للنجاة من الطوفان السعودي
09 فبراير 2025
(شباب اف ام) -

قبل عامٍ ونصف تمامًا، وتحديدًا في التاسع من أغسطس/آب 2023، منح نادي برشلونة، الدوري السعودي، واحدة من صفقاته القوية في الميركاتو الصيفي التاريخي، عندما وافق على رحيل لاعب وسطه الإيفواري فرانك كيسيه إلى أهلي جدة.

لم يدرك برشلونة أن هذه ضربة واحدة وسط العديد من الضربات، صبت جميعها في قلب النادي الكتالوني الذي فشل حتى الآن في مجاراة أندية الدوري السعودي، حتى أصبحت بمثابة الكابوس الذي يؤرق مضاجعه في كل وقت وحين.

لكن البارسا، بدلا من أن يضع يديه على أصل المشكلة، بدأ يفكر في ظل شعوره بالخطر، في حلول سريعة لمواجهة هذا الطوفان، لينطبق عليه المثل العربي الشهير “غريق يتعلق بقشة”.

معارك برشلونة الخاسرة

منذ بداية صيف 2023، دخل برشلونة في معارك مع أندية الدوري السعودي، إما للتعاقد مع لاعبين جدد، أو حتى للحفاظ على قوامه الرئيسي أو عناصره الشابة التي يبني عليها مستقبله، غير أن جُلّ محاولاته باءت بالفشل التام.

في نفس الصيف، حاول برشلونة التعاقد مع لاعبين من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، وهما البرتغالي روبن نيفيز الذي كان يلعب في ولفرهامبتون، والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش الذي كان يلعب في صفوف إنتر ميلان.

في غضون 10 أيام فقط تبددت أحلام برشلونة على صخرة الدوري السعودي، ففي 23 يونيو/حزيران 2023، أعلن الهلال ضم نيفيز، وفي 3 يوليو/تموز أعلن النصر تعاقده مع بروزوفيتش، ليعود النادي الكتالوني من الميركاتو بخفي حنين.

الغريب أن بعض التقارير أشارت إلى أن برشلونة قد يستخدم كيسيه نفسه لعقد صفقة تبادلية مع إنتر لضم بروزوفيتش، لكنه فشل في ضم الكرواتي وحتى في الحفاظ على الإيفواري الذي انتقل هو الآخر إلى الدوري السعودي.

لجأ برشلونة إلى حل آخر، وهو البحث عن موهبة شابة طامحة للبقاء في أوروبا، لتتجه أنظاره نحو الإسباني جابري فيجا الذي كان يُعتبر أحد أبرز المواهب الصاعدة مع سيلتا فيجو، حتى ترددت الأنباء عن صراع بينه وبين ريال مدريد على ضمه.

وكالعادة، لم ينجح برشلونة، وكذا ريال مدريد، في التعاقد مع اللاعب، ليظفر أهلي جدة أيضًا بخدماته، حتى يمثل مع كيسيه ثنائيًا ناريًا في وسط ملعب “الراقي”.

وتجددت معارك برشلونة الخاسرة مع الدوري السعودي في الصيف الماضي، عندما انتهت إعارة الظهير البرتغالي جواو كانسيلو من مانشستر سيتي، لتؤكد كل التقارير أن النادي الكتالوني سيعمل على إعادة اللاعب، لكن الهلال هزمه مرة أخرى.

وأخيرًا، تطور الأمر ليفشل برشلونة، ليس فقط في منافسة الدوري السعودي على ضم لاعبين جدد، بل حتى في محاولة الحفاظ على لاعبيه الواعدين الذين يعتبرهم الجميع مستقبل الفريق.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، نجح الاتحاد في التعاقد مع الإسباني أوناي هيرنانديز، قائد الفريق الرديف في برشلونة، مقابل 5 ملايين يورو فقط، بعدما سجل 9 أهداف وصنع 3 في 20 مباراة، وكان النجم الأبرز في رديف “البلوجرانا”.

لماذا يخسر برشلونة دومًا؟

في الواقع، لا يمكن فصل واقع برشلونة المرير ماليًا وإداريًا عن خسائره المتتالية في معاركه مع أندية الدوري السعودي، والتي انعكست أيضًا على خسائره لمعظم القضايا التي دخل فيها منذ وصول خوان لابورتا إلى سُدة الحكم.

الفشل الإداري تجلى واضحًا عندما عجز برشلونة عن تجديد عقد أسطورته ليونيل ميسي، ليرحل مجانًا في صيف 2021، ثم الفشل في ضمه بالمجان بعد عامين، في ظل تخوف النجم الأرجنتيني من إخفاق النادي الكتالوني في تسجيل عقده، كما أعلن اللاعب بنفسه.

في الصيف نفسه (2023)، عوَّض برشلونة فشل صفقتي نيفيز وبروزوفيتش بضم إلكاي جوندوجان بعد نهاية عقده مع مانشستر سيتي، لكن اللاعب الألماني وضع شرطًا في العقد يسمح له بالرحيل مجانًا حال عدم قدرة النادي الكتالوني على تسجيل عقده.

الغريب أن ما خشاه جوندوجان تحقق بالفعل، وكاد برشلونة يفشل في تسجيل عقده بسبب أزمته المالية، ولم ينجح في ذلك سوى قبل ساعات قليلة من بداية الدوري الإسباني.

وتكررت هذه الأزمة مؤخرًا مع الثنائي داني أولمو وفيكتور باو، حتى كاد النادي الكتالوني يفقد لاعبًا ضمه قبل أشهر قليلة بـ60 مليون يورو، بدون أي مقابل، لولا الحصول على حكم قضائي أنقذه من ذلك ولو بشكل مؤقت.

الفشل ليس ماليًا

بالطبع قد يُرجع البعض سر هذا الفشل الرهيب إلى الحالة المادية المتدنية التي يعيشها برشلونة بسبب خطايا الإدارة السابقة برئاسة جوسيب ماريا بارتوميو، غير أن صفقة انتقل هيرنانديز إلى الاتحاد تحديدًا كشفت عن فساد إداري قبل أن يكون ماليًا.

صاحب الـ20 عامًا كان النجم الأول في الفريق الرديف، واستدعاه المدير الفني السابق تشافي هيرنانديز للفريق الأول 8 مرات، وكان أحد أبرز اللاعبين عندما وصل الفريق لملحق التأهل للدرجة الثانية في الموسم الماضي.

وفي الموسم الحالي، شارك هيرنانديز مع البارسا في المعسكر التحضيري بالولايات المتحدة الأمريكية، وخاض شوطًا في الكلاسيكو ضد ريال مدريد، ولكن إدارة النادي الكتالوني لم تجدد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم.

حتى في العقد الذي ضم بندًا يسمح بتجديده تلقائيًا لموسمين آخرين، لم يدرك القائم على توقيعه من برشلونة أن اللاعب لم يصل لحاجز الـ18 عامًا، ومن ثم يكون هذا الشرط غير قانوني، ليرحل اللاعب بمقابل زهيد.

خسائر منتظرة وحل سطحي

ويبدو أن خسائر برشلونة أمام الدوري السعودي لن تتوقف أبدًا، فالعديد من التقارير الصحفية تؤكد رغبة أندية الدوري السعودي، خاصةً الاتحاد، في التعاقد مع لاعب الوسط الهولندي فرينكي دي يونج.

ولا يقتصر الأمر على لاعبي برشلونة الحاليين، بل وأيضًا على لاعبيه المستقبليين، إذ أكدت إذاعة “كادينا سير” الإسبانية أن أندية الدوري السعودي ترغب في ضم باو بريم وأرناو براداس، لاعبي فرق الشباب في النادي الكتالوني.

وتفتق ذهن مسؤولي برشلونة عن أن الحل لمنع تكرار تلك الخسائر، هو وضع بند في عقود لاعبيه يمنع انتقالهم إلى الدوري السعودي.

غير أن هذا الحل يتسم بالسطحية بشكل كبير، في ظل أن إسبانيا تلزم أنديتها بوجود شروط جزائية في عقود لاعبيها، وهذا لن يمنع الأندية السعودية من جلب ما تشاء من لاعبي البارسا، في ظل قدراتها المادية الكبيرة.

كما أن هذا البند يتعلق بجزئية واحدة فقط من المشكلة، تخص اللاعبين المقيدين في النادي، أما الصفقات التي يريدها البارسا ويتنافس مع الأندية السعودية عليها، مثل صفقة فيجا المذكورة في الأعلى، فلن يستطيع الكتلان التنافس عليها في ظل المعطيات الحالية.

فالحل ليس في مجرد محاولة التعلق بقشة بند تعاقدي، أو إخفاء قيمة الشروط الجزائية، وإنما المخرج الوحيد هو إصلاح فساد النادي المالي والإداري، لأنه لو استمر فستستمر معاركه الخاسرة، إن لم تكن ضد أندية “روشن”، فستكون ضد جميع الأندية الأخرى.

المصدر: كورة

س.ب