معركة التجنيد تفجر أزمة داخل حكومة الاحتلال: تحالف نتنياهو على حافة الانهيار

معركة التجنيد تفجر أزمة داخل حكومة الاحتلال: تحالف نتنياهو على حافة الانهيار
29 يناير 2025
(شباب اف ام) -

تهدد أزمة جديدة الائتلاف الحكومي في دولة الاحتلال، أقطابها “الصهيونية الدينية” مقابل الأحزاب “الحريدية”، بعد أيام من استقالة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بعد معارضته التوصل إلى وقف إطلاق نار، في قطاع غزة، ضمن صفقة تبادل برعاية أمريكية وقطرية ومصرية.

وجه زعيم حزب “شاس”، آرييه أدرعي، إنذاراً لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في لقاء صحفي، يوم أمس، بأن عدم تسوية “قانون التجنيد” خلال شهرين يعني التوجه إلى انتخابات.

ورد وزير المالية في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب “الصهيونية الدينية”، في كلمة أمام “الكنيست” اليوم، بالتشدد في الإصرار على تمرير “قانون التجنيد والميزانية”، وقال: “إذا لم يحدث هذا فأنا أخبر الحريديم يمكننا أن نقرر تمرير الميزانية وحل الكنيست”.

وفي رسالة أخرى لـ”الحريديم” الذي يعارضون بشدة صياغة قانون يلزمهم بالتجنيد الإجباري في جيش الاحتلال، قال سموتريتش: “الجيش لم يكن بحاجة لهم، الآن هو بحاجة لهم، لا يمكننا فعل شيء. لا يوجد جيش صغير وذكي، يجب أن يكون لدينا جيش كبير عدواني وقاتل”.

واعتبرت القناة “12” العبرية، أن سموتريتش تحول إلى نبرة عدوانية ضد “الحريديم” في قضية قانون التجنيد. وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في تقرير اليوم، إن مواقف قيادات الأحزاب “الحريدية” يوم أمس التي دعت لإكمال صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية، في قطاع غزة، لإعادة جميع الأسرى، أثارت غضب أوساط في حزب “الليكود” و”الصهيونية الدينية”.

واعتبرت هذه الأوساط وفقاً لـ”يديعوت أحرونوت”، أن الأحزاب “الحريدية” في حكومة الاحتلال تريد شراء “المعارضة الإسرائيلية” وتليين موقفها من قانون التجنيد، من خلال الإعلان عن دعم المضي في صفقة التبادل.

وعقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، في قطاع غزة، ثارت عاصفة معارضة من داخل تيار “الصهيونية الدينية” الذي يمثل سموتريتش وبن غفير جزءا من أقطابه الرئيسيين، وحاول وزير المالية في حكومة الاحتلال المناورة عبر إطلاق تصريحات عن “العودة للقتال بعد المرحلة الأولى”، واعتبر محللون ومراقبون أن سموتريتش لم يقدم على الاستقالة من الحكومة كما فعل بن غفير لأنه يعمل على ضمان الاستمرار في مشروعه الاستيطاني في الضفة المحتلة، حيث المنطقة التي يرى أنها قلب الصراع الرئيسي الذي يجب أن يبقى في مهداف أدواته السياسية والاقتصادية والعسكرية لتحقيق السيطرة عليها.

ويرفض “الحريديم” الالتزام بالتجنيد الإجباري ويرون أن طلاب “المدارس التوراتية” يجب إعفاؤهم من الخدمة العسكرية، وأطلق عدد من حاخاماتهم الرئيسيين فتاوى تدعو للامتناع عن الاستجابة لأوامر التجنيد التي وزعها جيش الاحتلال على آلاف الشبان. وتتهم أحزاب المعارضة الإسرائيلية نتنياهو ووزير الجيش كاتس بصياغة قانون يساعد “الحريديم”، في التهرب من الخدمة العسكرية، لضمان بقاء الائتلاف الحكومي، على حساب الجيش الذي أعلن أنه بحاجة لكتلة بشرية كبيرة خاصة في الحرب التي تسببت بمقتل وإصابة آلاف العسكريين.

ودفع وزير جيش الاحتلال السابق، يوآف غالانت، ثمن تصريحاته حول تجنيد الشبان “الحريديم” إقالته من منصبه، واستبداله بكاتس، الذي تراه أوساط إسرائيلية تابعاً كاملاً لنتنياهو، ويعمل على تحقيق رؤيته في الجيش والسيطرة عليه، لتحقيق كل أهداف المستوى السياسي.

ويستخدم تيار “الصهيونية الدينية” الاندفاع الكبير لجمهوره نحو الخدمة العسكرية، خاصة في الوحدات القتالية، في العملية الدعائية التي يمارسها في مواجهة معارضيه، وقد تفاخر سموتريتش في عدة مناسبات، خلال الحرب، أن كثير من الضباط والجنود القتلى هم من ناخبيه وجمهور حزبه.

المصدر: شبكة قدس

ي.ك