تحليلات سياسية: هل يواصل سموترتش وبن غفير حروب التدمير المحمولة على الأوهام والأساطير؟

تحليلات سياسية: هل يواصل سموترتش وبن غفير حروب التدمير المحمولة على الأوهام والأساطير؟
29 نوفمبر 2024
(شباب اف ام) -

منذ السابع من أكتوبر، تشهد الضفة الغربية حرباً بالتوازي مع الحرب على قطاع غزة، وهي آخذة بالتصعيد وسط وعيد وتهديد من قبل الوزيرين في حكومة نتنياهو بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير، ما قد ينذر بحرب أكثر وحشيةً تنتظر الضفة الغربية.

ويرى كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة لـ”القدس” دوت كوم، أن هذا التصعيد الحاصل والمتوقع يأتي في سياق يهدف إلى إنهاء حل الدولتين وتدمير السلطة الفلسطينية وحلم الشعب الفلسطيني بالحصول على دولته المستقلة، وتحقيق مشروع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي أن الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني مستمرة منذ السابع من أكتوبر.

ويوضح عنبتاوي أن العمليات العسكرية بدأت في قطاع غزة، لكنها امتدت إلى الضفة الغربية حيث يجري الاستهداف بكل الوسائل، فيما يشير عنبتاوي إلى أن إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش يتمتعان بصلاحيات وامتيازات واسعة في هذا السياق.

ويقول عنبتاوي: “إن هذا التصعيد يمثل منهجاً واضحاً في استهداف الضفة الغربية بعد السابع من أكتوبر، حيث تم استهداف الأسرى واعتقال آلاف المواطنين كأسرى جدد، إضافة إلى استشهاد وجرح مئات المواطنين. كما شهدت الضفة تضييقاً واعتداءات ممنهجة من قبل المستوطنين، ووجود أكثر من 700 حاجز إسرائيلي وسط ضغوط اقتصادية شديدة”.

وبحسب عنبتاوي، فإن التوجه الإسرائيلي يسعى إلى القضاء على كل الإنجازات الفلسطينية بهدف إنهاء خيار حل الدولتين وتدمير السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن هناك استهدافاً مبرمجاً للمخيمات الفلسطينية بهدف إلغاء حق العودة، وجعلها غير صالحة للحياة.

ويشير إلى أن إسرائيل، سواء هُزمت أو انتصرت في غزة، ستتجه إلى تصعيد أكبر في الضفة الغربية. ويوضح عنبتاوي أن بن غفير وسموتريش يهددان بالانسحاب من الحكومة إذا توقفت الحرب على غزة، لكن السؤال يظل ما إذا كانا سيجازفان بالمكاسب التي حققاها بوجودهما في الحكومة وينسحبان.

ويشير عنبتاوي إلى أن نتنياهو قد يلجأ إلى المساومة معهما لإرضائهما بتصعيد العمليات في الضفة الغربية.

تابع منصة شباب اف ام عبر “إكس”

من جانبه، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي هاني أبو السباع أن تصعيد تصريحات بن غفير وسموترتش وتهديداتهما تأتي في ظل تصاعد المقاومة في شمالي الضفة الغربية، موضحاً أن الاحتلال يحاول استهداف الحاضنة الشعبية معتقداً أن ضربها سيقضي على المقاومة، إلا أن التجارب السابقة أثبتت فشل هذه المحاولات.

ويؤكد أبو السباع أنه في ظل تصاعد المقاومة في الضفة الغربية، فإن ذلك يلوح بخطر استهداف المستوطنات، ما دفع بالتهديدات ضد الضفة الغربية لحماية المشروع الاستيطاني، كما أن ما يقلق المؤسسة الإسرائيلية هو الخشية من تراجع الاستيطان.

ووفقاً لأبو السباع، فإنه طالما أن الجبهات في الشمال وغزة مشتعلة، لا يستطيع الجيش الإسرائيلي فتح جبهة في الضفة الغربية.

ويشير أبو السباع إلى أن فكرة التهجير موجودة لدى الاحتلال، إلا أن تنفيذها صعب أمام الصمود الشعبي الفلسطيني، واشتداد المقاومة، وتنامي التضامن العالمي.

ويرى أبو السباع أن التقديرات تشير إلى أنه إذا توقفت الحرب على غزة، فإن الحكومة الإسرائيلية ستنهار، مما سيؤدي إلى تحديد موعد لانتخابات إسرائيلية جديدة، فيما يؤكد أبو السباع أن المجتمع الإسرائيلي سيكتشف حجم الخسائر التي تكبدها خلال هذه الفترة.

بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي عماد موسى: “إن تصريحات بن غفير وسموتريش هي امتداد لتصريحات اليمين المتطرف الذي لا يقيم أي وزن للشعب الفلسطيني، وهي أكثر خطاب تطرفاً في التاريخ”.

وفيما يتعلق بالمرحلة المقبلة، يعتقد موسى أنها ستشهد محاولة استهداف القرى المحاذية للمستوطنات في الضفة الغربية، وكذلك استهداف مدن نابلس وجنين وطولكرم بهدف القضاء على المقاومة، مشيراً إلى أن هذا الاستهداف سيشمل أيضًا استهداف السلطة الفلسطينية بهدف القضاء عليها، حيث إن حكومة الاحتلال لا تعترف بالسلطة الفلسطينية.

ويرى موسى أن العدوان على غزة قد يكون قريبًا من الانتهاء، ولذا تسعى حكومة نتنياهو إلى تحقيق أي نوع من الانتصار وتعزيز مشروع الاستيطان في أراضي الضفة الغربية، بينما يعتقد موسى أن “حجم التصعيد في الضفة الغربية خلال الفترة المقبلة، سيكون دمويًا، كما أن فكرة التهجير قد تكون واردة”.

ويشدد على أنه بات من الضروري أن تكون هناك استجابة فلسطينية شاملة لمواجهة تحديات المرحلة، من خلال عقد حوار وطني شامل وتشكيل حكومة وحدة وطنية، كما يجب التواصل مع المنظمات الدولية لمحاولة منع الكارثة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، خاصة تلك التي قد تحدث في الضفة الغربية.

أما الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات، فإنه يشير إلى أن الخطاب الإسرائيلي المتطرف تجاه الضفة الغربية يمثل جزءاً كبيراً من الخطاب اليميني في إسرائيل، ويأتي بهدف تعزيز دور اليمين المتطرف في الحكومة بعد الانتخابات.

ووفق بشارات، يُظهر الخطاب الإسرائيلي استمرارية اتساع وتنامي الفكر اليميني في المجتمع الإسرائيلي، حيث يسعى كل من نتنياهو وسموترتش، وحتى المعارضة الإسرائيلية، إلى التماهي مع هذا الفكر في هذه المرحلة.

ويرى بشارات أن المحطة التاريخية في العلاقة الإسرائيلية الفلسطينية في الفترة المقبلة هي تأكيد الهوية الإسرائيلية وإثبات الذات.

ويشير بشارات إلى أن الخطاب يتماهى مع السياسات الإسرائيلية العامة، حيث تسعى هذه السياسات بكافة مستوياتها لتحقيق حلم الدولة اليهودية وترسيخ السيطرة على الفكر الفلسطيني بعدم إمكانية زوال الاحتلال.

ويقول : “إن ما نشهده من اقتحامات واعتقالات وتدمير وقتل وهدم في الضفة الغربية ليس ضرورياً لإسرائيل، ولكنها قررت تصعيد التوتر بهدف إظهار قوتها وتثبيت سيطرتها على المنطقة”.

ويرى بشارات أن هذا التصعيد يهدف إلى إحباط الفلسطينيين وإقناعهم بأنه ليس لديهم أمل في إقامة دولة فلسطينية، فيما يتوقع بشارات تصعيدًا في الضفة الغربية في المرحلة المقبلة، من قتل واستيطان وتدمير مع تصاعد اليمين المتطرف وتمكن المستوطنين من تشكيل دولة داخل دولة في الضفة الغربية.

وبحسب بشارات، من الممكن أن تأتي مرحلة التصعيد في الضفة الغربية بعد انتهاء الحرب على غزة، في فترة ليست بعيدة كثيراً.

ويتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تصاعدًا في مستوى التوحش داخل المجتمع الإسرائيلي، في محاولة لتعزيز الهوية الاستيطانية، وربما إرضاءً لليمين المتطرف في حال توقفت الحرب على غزة.

 

المصدر: القدس “دوت كوم”

ر.ن