تفاصيل استشهاد الجندي المصري في رفح

تفاصيل استشهاد الجندي المصري في رفح
29 نوفمبر 2024
(شباب اف ام) -

جرى الجانبان المصري والإسرائيلي محادثات “هادئة” حول تبادل إطلاق النار على الشريط الحدودي في منطقة رفح، والذي أسفر عن استشهاد جندي مصري بنيران إسرائيلية، أمس الإثنين، وقررا “ترك القضية تموت بهدوء” بعيدا عن وسائل الإعلام، بحسب ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

في المقابل، تواصل تبادل الاتهامات على المستوى غير رسمي بشأن الجانب الذي شرع بإطلاق النار، في ظل عدم التطرق لهذا الشأن في البيانين الرسميين المقتضبين اللذين صدرا عن المتحدث العسكري المصري والجيش الإسرائيلي.

الرواية الإسرائيلية

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”) أن التحقيق الأولي أظهر أن تبادل إطلاق النار حصل في الساعة 11:30 صباحا، “عندما كانت قوة من سلاح الهندسة التابعة للجيش الإسرائيلي تمارس نشاطا عملياتيا لتحييد نفق على الحدود المصرية”.

وأضافت أن الحادثة حصلت في محور فيلادلفيا، قرب مواقع انتشار جنود مصريين في الجانب المصري، وزعمت أنه “خلال النشاط العملياتي للجيش، أطلق جندي مصري النار على شاحنة تابعة للقوة من مسافة قصيرة نسبيا”.

وتابعت أن عناصر الاحتلال “الذين قاموا بتأمين القوة، والذين كانوا داخل ناقلة جنود مدرعة تابعة لسلاح الهندسة، بإطلاق النار من منظومة ‘كاتلاني‘ على الجندي المصري الذي أطلق النار ما أدى إلى مقتله وإصابة آخرين كانوا بالقرب منه”.

ومنظومة “كاتلاني” (كلمة بالعبرية تعني قاتل) هي عبارة عن مدفع رشاش مثبت على ناقلة الجنود المدرعة.

الرواية المصرية

في المقابل، كشف مصدر أمني تحدث لصحيفة “العربي الجديد”، أن الجندي المصري استشهد “برصاص قناص إسرائيلي”، مضيفا أن القوات المصرية “لم تبدأ بإطلاق النار”، بخلاف الرواية الإسرائيلية.

وبحسب المنشورات المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الجندي المصري الذي استشهد في الحادثة يدعى عبد الله رمضان، وهو من قرية العجمين بمحافظة الفيوم جنوب غرب مصر، في حين لم يعرف عدد المصابين في صفوف الجيش المصري.

وذكر “مسؤول أمني مطلع” تحدث لقناة “القاهرة الإخبارية” أن “التحقيقات الأولية لحادث إطلاق النيران واستشهاد جندي على الحدود تشير إلى وقوع إطلاق نيران بين عناصر من قوات الاحتلال وعناصر من المقاومة الفلسطينية”.

وقال إن ذلك “أدى إلى إطلاق النيران في عدة اتجاهات، وقيام عنصر التأمين المصري (الذي استشهد في الحادث) باتخاذ إجراءات الحماية والتعامل مع مصدر النيران”.

وأضاف المسؤول الأمني “هذا ما حذرنا منه منذ شهور… والهجوم الإسرائيلي على محور فيلادلفيا يخلق أوضاعا ميدانية ونفسية يصعب السيطرة عليها ومرشحة للتصعيد”.

وفي روايته الرسمية، قال المتحدث العسكري المصري إن “القوات المسلحة المصرية تجري تحقيقًا بواسطة الجهات المختصة حيال حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودي في رفح، ما أدى لاستشهاد أحد العناصر المكلفين بالتأمين”.

وقبل البيان المصري، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يجري تحقيقا في حادثة “إطلاق نار وقعت على الحدود المصرية”، مؤكدا وجود اتصالات مع مصر بهذا الشأن.

وكشف الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (واينت)، عن “حوار بين كبار المسؤولين في إسرائيل ومصر” يجري في الخفاء في محاولة لـ”جعل الحادثة تموت بهدوء” بعيدا عن الضجة الإعلامية.

وأشارت إلى “محادثات جرت بين ضابط إسرائيلي ومسؤول مصري”، تقرر خلالها حل الموضوع بعيدا عن وسائل الإعلام، منعا لـ”إثارة الغضب” في الشارع المصري، بهدف “كبح أزمة سياسية غير مرغوب فيها لكلا الجانبين”.

وأشار إلى أنه على الجانب الإسرائيلي قاموا أيضا باللجوء للرقابة العسكرية، من أجل “منع التقارير التي من شأنها إثارة الغضب على الجانب الآخر (المصري)”. وكانت “كان 11” قد كشفت أن الجيش الإسرائيلي امتنع عقب الحادثة عن الإدلاء بمعلومات.

س.ب