انطلقت في بريطانيا، اليوم الخميس، الاحتفالات باليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية المتربعة على العرش لمدة 70 عاما، وتعتبر الملكة اليزابيث أول ملكة بتاريخ وصلت إلى هذا الرقم
حيث تتجه الأنظار إلى شرفة قصر باكينغهام بهذه المناسبة التي تعتبر مرحلة انتقالية للعائلة الملكية البريطانية
وعلقت الأعلام والصور العملاقة في شوارع المملكة المتحدة برمتها فيما نصب عشاق العائلة الملكية الخيم في لندن ليكونوا في الصفوف الأمامية للاحتفالات باليوبيل البلاتيني لأشهر ملكة في العالم، التي باتت صحتها تتراجع وهي في سن السادسة والتسعين
وفي رسالة خطية، قالت الملكة والقائدة العليا ل15 بلدا من المملكة المتحدة إلى كندا مرورا بنيوزيلندا “آمل بأن تشكل الأيام المقبلة فرصة للتفكير في ما انجز خلال السنوات السبعين مع التطلع إلى المستقبل بثقة وحماسة”.
لم يسبق لأي عاهل بريطاني أن جلس على العرش لهذه الفترة الطويلة. ومن غير المرجح أن يحقق أي ملك آخر ذلك. فالأمير تشارلز وريث العرش يبلغ 73 عاما فيما نجله وليام سيحتفل بعيد الأربعين قريبا.
وتنطلق الاحتفالات التي ستخللها عروض ومسيرات وحفلة موسيقية كبيرة، بعرض عسكري سنوي يعرف باسم “تروبينغ ذي كولور” بمشاركة الأمير تشارلز على صهوة حصان على غرار ما كانت تفعل والدته فيما ستحلق طائرات في الأجواء.
وستخرج الملكة مرتين إلى شرفة قصر باكينغهام، إحدى أشهر الشرفات في العالم حيث تحتفل العائلة الملكية بالأحداث المهمة منذ القرن التاسع عشر.
وستمتد هذه الاحتفالات التاريخية لأربعة أيام، وسط تباين الآراء حول الكلفة الحقيقية لهذه الاحتفالات على الاقتصاد، في ظل أزمة معيشة متفاقمة.
وتحاول المتاجر والمطاعم والفنادق الاستفادة من احتفالات اليوبيل البلاتيني التي تعتبر الأولى في تاريخ بريطانيا، وذلك أملا في أن تعطي جرعة نشاط للاقتصاد.
وتأتي الاحتفالات بعد خسائر فادحة للاقتصاد امتدت على مدى العامين الماضيين، حيث إن قطاع الضيافة فقد 140 مليار جنيه إسترليني.
ووصلت خسائر السياحة إلى نحو 150 مليار جنيه، وفي المقابل تتوقع هيئة السياحة البريطانية تحسنا تدريجيا في أعداد السائحين هذا العام بعد تسجيل 21 مليون زيارة، أي ما يعادل 25% من مستوياتِ 2019.
ويعتبر القطاع السياحي من أهم ِمصادرِ الدخل للاقتصاد، حيث وصل إنفاق السياحِ في 2019 إلى 28 مليار جنيه.
وكان النصيب الأكبر من حجم هذا الإنفاق للسائح الأميركي ثم السائح الخليجي الذي أنفق 2.6 مليار جنيه.
وتحضيرا للحدث التاريخي، لم يخلُ متجر من البضائع التذكارية، كما تقوم الفنادق بتسويق عطلات ملكية، فيما تقدم المطاعم وجبات ملكية وطبعا الشاي التقليلدي aftertoon tea بنكهة ملكية.
وتزامن اليوبيل الملكي أيضا مع افتتاح خط السكك الحديدة كروس رايل المسمى بخط اليزابيث داخل لندن الذي بلغت تكلفته نحوَ 19 مليارَ جنيهٍ استرليني، والذي من المتوقع أن يدعم مبيعات التجزئة في منطقة الوست المرشحة للوصول إلى 8.6 مليار جنيه هذا العام.
وفي سابقة نادرة أعلنت الحكومة عن إجازة رسمية إضافية، وذلك وسط تحذيرات من بعض الجهات أن العطلة الإضافية قد تشطب نصفَ نقطة مؤية من النمو هذا الفصل.
لكن في المقابل تتوقع هيئة السياحة أن يقضي أكثر من 5 ملايين بريطاني إجازات داخلية قد تدعم الاقتصاد بواقعِ 1.2 مليار جنيه.
المصدر: وكالات
ر.ن