إسرائيل تغلق “البوابة الأخيرة” لقطاع غزة

إسرائيل تغلق "البوابة الأخيرة" لقطاع غزة
28 نوفمبر 2024
(شباب اف ام) -

وسط تحذيرات دولية من تفاقم الكارثة الانسانية لمئات الاف النازحين في مدينة رفح، وبعد ساعات من اعلان حركة حماس موافقتها على المقترح المصري القطري لانهاء الحرب واتمام صفقة تبادل للاسرى، دفع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قواته للسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري، متوعدا بمواصلة زحف قواته الى المدينة المحاصرة لاطباق الخناق عليها واغلاق بوابتها الاخيرة الى العالم وقطع شريان الحياة الوحيد المتبقي لسكان القطاع من محاولة لافشال جهود الوسطاء الهادفة اتمام صفقة تبادل من شأنها أن تفضي لانهاء الحرب.

وما لبثت حركة حماس أن أعلنت مساء امس الاول (الاثنين) موافقتها على مقترح التبادل ووقف النار، حتى أعلن مجلس الحرب الاسرائيلي وبالاجماع موافقته أيضا، ولكن ليس على التهدئة، بل على “أن تواصل إسرائيل عمليتها في رفح لممارسة الضغط العسكري على حماس من أجل تعزيز إطلاق سراح الرهائن وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب” كما اعلن مكتب نتنياهو.

وقال جيش الاحتلال في بيان، إن “قوات اللواء 401 سيطرت على معبر رفح من جهة غزة، وفصلت المعبر عن محور صلاح الدين”.
وبث جيش الاحتلال مقاطع مصورة لدباباته ترفع العلم الإسرائيلي وتجوب ساحات معبر رفح، وبمحاذاة محور فيلادلفيا (الحدود المصرية مع قطاع غزة) في مشهد غير مسبوق، منذ الانسحاب الإسرائيلي من المعبر ومستوطنات قطاع غزة في عام 2005.
ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا) هو شريط حدودي يبلغ طوله 14 كيلومترا، يفصل بين الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة والمصرية.

وبموازة ذلك واصل جيش الاحتلال قصف رفح التي يكتظ فيها أكثر من نصف سكان القطاع (جلهم من النازحين)، مبدداً آمالا انتعشت عقب اعلان حماس قبولها مقترح التهدئة والتبادل، الذي صاغه الوسطاء، وقبلته اسرائيل قبل ان ينقل لحركة حماس.
واعتبرت حكومة نتنياهو (التي فوجئت بقبول حماس)، المقترح بانه “بعيد كل البعد عن متطلباتها”.
وقال وزير الجيش الإسرائيلي يؤاف غالنت بان “العملية العسكرية في رفح لن تتوقف حتى القضاء على حركة حماس”.

وينطوي احتلال معبر رفح على أبعاد مأساوية على الأهل في قطاع غزة، الذين يتعرضون لحرب إبادة وتدمير وتجويع وحصار خانق منذ سبعة شهور.

وقالت هيئات محلية ودولية بأن احتلال معبر رفح، وإغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد مع غزة، سيعمق الكوارث الإنسانية والصحية التي يعاني منها القطاع الذي بات سكانه يعانون مجاعة حقيقية، حيث أعلن وفاة عشرات المواطنين جوعا، فضلا عن وفاة مئات المرضى والجرحى جراء عدم تمكنهم من تلقي الرعاية الصحية المطلوبة.

وقال المتحدث باسم هيئة المعابر في غزة، هشام عدوان في تصريح صحفي، إن “احتلال معبر رفح البري سيفاقم الحالة الإنسانية، خاصة بالنسبة للمرضى والجرحى، وسيحكم على السكان بالإعدام نتيجة توقف إدخال المساعدات الإنسانية”.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، انه تم وقف العمل بمعبر رفح نتيجة سيطرة الاحتلال عليه، ومنع سفر الجرحى والمرضى ومرافقيهم لتلقي العلاج خارج غزة، فضلاً عن منع القائمة التي كان من المفترض أن تسافر امس.
وأكدت انه تم أيضا منع دخول شاحنات الأدوية والمعدات الطبية والوقود اللازم للمستشفيات.
وتشير تقديرات رسمية إلى أن 11 ألفا من جرحى العدوان الاسرائيلي المتواصل على القطاع، و10 آلاف مريض بالسرطان، بحاجة ماسة للسفر من أجل تلقي علاج منقذ للحياة بالخارج.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إن “استمرار انقطاع دخول المساعدات وإمدادات الوقود عبر معبر رفح سيوقف الاستجابة الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة”، محذرة من أن “‏كارثة الجوع التي يواجهها الناس، وخاصة في شمال قطاع غزة ستزداد سوءا إذا توقف دخول الإمدادات”.

واعتبرت حركة حماس اقتحام معبر رفح “تصعيداً خطيراً” مشيرة الى ان “هذه الجريمة التي تأتي مباشرة بعد إعلان الحركة موافقتها على مقترح الوسطاء، تؤكّد نية الاحتلال تعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى”.

ونقلت وكالة “شينخوا” عن “مصدر مصري مطلع”، أن الوفد الوفد الإسرائيلي، أبلغ الجانب المصري خلال المفاوضات التي أجراها أمس في القاهرة، بأن إسرائيل تسعى لإسناد إدارة معبر رفح لجهات فلسطينية غير حركة حماس.
وأوضح المصدر أن الوفد الإسرائيلي ناقش مع الجانب المصري عدة نقاط في مقترح وقف إطلاق النار.

ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن مصدر رفيع المستوى قوله، إن الوفد الأمني المصري أكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة وقف التصعيد تجنبا للعواقب الكارثية المنتظرة جراء استمرار التصعيد.

وشدد المصدر على أنه “لا صحة شكلا وموضوعا لما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن تولي مصر أي مسؤوليات أمنية داخل قطاع غزة من أي نوع”.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن مصر غاضبة من إسرائيل لأنها لم تقبل بالاتفاق المقترح الذي عملت عليه القاهرة من أجل وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي مطلع، أن مقترح اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حركة حماس مماثل لمقترح أيدته إسرائيل في وقت سابق.
ووصل وفد أمني إسرائيلي يضم مسؤولين من جهازي “الموساد” و”الشاباك” أمس القاهرة، للتفاوض حول مقترح وقف إطلاق النار والتبادل، وذلك بالتزامن مع وجود وفود من قطر والولايات المتحدة الأمريكية وحماس في العاصمة المصرية لاستكمال المباحثات الهادفة التوصل لهدنة وإنهاء الحرب.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إسرائيل بإعادة فتح معبري رفح وكرم أبو سالم “على الفور” للسماح بدخول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة، ودعاها إلى وقف التصعيد.
وحذر غوتيريش، من أن “هجوما واسعا” على رفح المكتظة بالمواطنين سيكون عبارة عن “كارثة إنسانية”.

وأعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عن قلقه “البالغ” إثر إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم، “ما يشكل تحديات أمام وصول المساعدات” إلى القطاع، موضحا أن مخزونات الغذاء الحالية “تغطي فقط 1-4 أيام من الاحتياجات في رفح ودير البلح وخان يونس”.

س.ب