نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية تحليلًا لمعلّقها للشؤون العسكرية عاموس هرئيل حمل عنوان: “لقد وصلت المفاوضات بشأن صفقة الرهائن إلى نقطة حرجة، وبيان نتنياهو يحبط فرصة التقدّم”.
وكتب هرئيل في مقاله أنّ الإعلان الذي نشره نتنياهو باسم “مسؤول سياسي كبير” والذي أعلن بموجبه أن الجيش الإسرائيلي سيدخل حتمًا إلى رفح، نجح في إثارة ردود فعل غاضبة على جانبي الخريطة السياسية. في الوقت الراهن، لم تقدّم حماس ردّها بعد على الاقتراح المصري، ولكن من الواضح أنه إذا كان الردّ إيجابيًا فإن الضغط سيتحوّل إلى نتنياهو، وستتسع الاحتجاجات.
وقالت الصحيفة إنّ “الاتصالات الرامية للتوصل لصفقة تبادل وصلت نقطة حرجة مرة أخرى نهاية الأسبوع. لقد أغرق الوسطاء المصريون والقطريون، وربما الأميركيون أيضًا، وسائل الإعلام العربية بتوقّعات متفائلة بشأن التوصل إلى اتفاق وشيك، بهدف دفع “إسرائيل” وحماس إلى الالتزام بالصفقة. عمليًا؛ لا يزال من غير الواضح ما إذا كان وفد حماس الذي ذهب إلى القاهرة سيجيب على الوسطاء بالإيجاب أم بالتحفّظ بالقول نعم ولكن”.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ إدارة بايدن التي تخشى بشدة حدوث انفجار آخر في المحادثات، أرسلت رئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز إلى القاهرة.
وسارع بنيامين نتنياهو إلى الرد على التقارير المتفائلة التي صدرت بالفعل خلال يوم السبت، في بيان تم توزيعه على وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأعلن نتنياهو، تحت ستار مسؤول سياسي كبير، أنه “وخلافًا للمنشورات، فإن إسرائيل لن توافق بأي حال من الأحوال على نهاية الحرب كجزء من اتفاق إطلاق سراح الرهائن”.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي سيدخل رفح ويدمر ما تبقى من كتائب حماس هناك سواء تم إبرام هدنة مؤقتة لإطلاق سراح المختطفين أم لا.
وطبقًا للمقال فإنّ بيان نتنياهو أثار ردود فعل غاضبة من طرفي الخلاف حول الصفقة في “إسرائيل”. وحتى في اليمين هناك كثيرون لا يصدقون وعود رئيس الحكومة الإسرائيلية الفارغة بشأن احتلال رفح والنصر الكامل.
أمّا في الحملة المطالبة بإطلاق سراح المختطفين وكذلك في قيادة الجيش الإسرائيلي يتخوفون من أن نتنياهو يتعمّد من خلال سلوكه، تخريب جهود الوسطاء، علاوة على ذلك، بمجرد أن ينكشف هذا الأمر بهذا الوضوح وعلى هذا النحو، فإن الخلاف سيتعمّق بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، التي أشادت مؤخرًا بـ “إسرائيل” على المرونة، وقالت: تقع مسؤولية التأخير في التوصل لاتفاق على عاتق حماس”.
وتحت عنوان “عملية محدودة في رفح” كتب هرئيل في مقاله: “ينبغي التعامل مع التهديد الإسرائيلي المتجدد بدخول رفح بحذر. يقوم الجيش الإسرائيلي بالفعل باستعدادات لاحتلال رفح، لكن هذه الاستعدادات بدأت وتوقّفت ثم تجددت عدة مرات في الأشهر الثلاثة الماضية. في المحادثة الهاتفية بين الرئيس جو بايدن ونتنياهو وأثناء زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أكد الأميركيون أن اجتياح رفح أمر غير مقبول بالنسبة لهم، طالما لم تتصرف “إسرائيل” بطريقة حذرة وممنهجة لإجلاء المواطنين الفلسطينيين الذين يزيد عددهم عن مليون نسمة. ولذلك فمن الأرجح أن تلجأ إسرائيل إلى عملية عسكرية محدودة في المدينة.”
وأشارت عاموس هرئيل في مقاله إلى أنّ الإدارة الأمريكية توجّه تلميحات حول عقوبات محتملة على إسرائيل، سواء بعدم استعمال الفيتو في قرارات ضدّها بمجلس الأمن، أو بالتباطؤ في إمداد الجيش الإسرائيلي بالأسلحة الأساسية، خاصة إذا كان غزو رفح سيؤدي إلى مزيد من التصعيد ضد حزب الله وإيران، و”إسرائيل” تحتاج لدعم أميركي قوي في حال نشوب حرب متعددة الجبهات، لكن شريكا نتنياهو ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، يرفضان تفهم ذلك، وهناك أيضًا مشكلة الشرعية الدولية التي ما زالت تتفاقم. لقد تضاءل دعم الدول الغربية لتصرفات الجيش الإسرائيلي مع استمرار الحرب. وأي حادث يسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين في رفح سيحظى باهتمام عالمي، وسيحاول الفلسطينيون تقديم كل حادث باعتباره جريمة حرب إسرائيلية، كما فعلوا في حالة المقبرة الجماعية التي تم الكشف عنها بالقرب من مستشفى في خان يونس.
المصدر: وكالات
ي.ك