أظهر مقطع فيديو كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي وهي تصفق دون وعي وتبتسم أثناء ترديد أغنية باللغة الإسبانية أثناء زيارتها جزيرة بورتوريكو، قبل أن تتوقف فجأة عن التصفيق بعد ترجمة كلمات الأغنية لها.
فأثناء زيارة هاريس (59 عاما) فناء منزل جديد بمركز مجتمع جويوكو في عاصمة الجزيرة سان خوان، بدأ متظاهر الغناء باللغة الإسبانية قائلا “نريد أن نعرف يا كامالا، لماذا أتيت إلى هنا؟ نريد أن نعرف. نائب الرئيس هنا يصنع التاريخ. نريد أن نعرف رأيها في المستعمرة.. فلسطين حرة وهاييتي أيضا”..
وفي محاولة لأن تكون ودودة، أومأت هاريس برأسها وصفقت دون قصد، قبل أن يظهر أحد المساعدين لإبلاغها بما تعنيه الكلمات، لتتوقف عن التصفيق فجأة.
وقبل ساعات من وصول هاريس، تجمع عشرات المتظاهرين في عاصمة بورتوريكو للتنديد بالوضع الإقليمي للجزيرة، وللمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
واستقبل المتظاهرون موكب هاريس بلافتة كتب عليها “كامالا هاريس مجرمة حرب” في مظاهرة ضد دعم إدارة بايدن إسرائيل في حربها على قطاع غزة المتواصلة منذ نحو 171 يوما.
أول زيارة منذ إعصار “ماريا”
وتعد هذه أول زيارة تقوم بها هاريس إلى بورتوريكو بصفتها نائبة للرئيس، حيث سبقت أن زارت الجزيرة بصفتها عضوة في مجلس الشيوخ الأميركي في عام 2017 بعد أن ضربها الإعصاران المدمران “إيرما” و”ماريا”.
وفي مايو/أيار 2017، تقدمت الجزيرة بطلب رسمي إلى واشنطن لإعادة هيكلة ديونها البالغة 70 مليار دولار، في أكبر إفلاس في تاريخ الولايات الأميركية، حيث يرزح قرابة 50% من سكان بورتوريكو تحت خط الفقر.
وجاءت زيارة هاريس إلى بورتوريكو حينها في إطار الترويج للمساعدات الفدرالية التي تلقتها في أعقاب إعصار “ماريا” الذي ضرب الجزيرة في عام 2017 وقتل نحو 3 آلاف شخص.
أما الرحلة الأخيرة، فشهدت زيارة نائبة الرئيس الأميركي منطقة في بلدة كانوفاناس التي تلقت أموال الإسكان الفدرالية التي صرفتها إدارة بايدن لإعادة بناء المنازل لنحو 6300 أسرة على مستوى الجزيرة في أعقاب الإعصار.
وكانت الزيارة تستهدف أيضا الناخبين اللاتينيين في ضوء الانتخابات الأميركية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، على الرغم من أن البورتوريكيين لا يملكون ممثلين يدلون بأصواتهم في المجمع الانتخابي للرئاسة.
كما احتفلت هاريس بالذكرى 151 لإلغاء العبودية في البلاد عندما كانت تحت الحكم الإسباني، جنبا إلى جنب مع قادة المجتمع والفنانين في سان خوان حيث تم الاحتفال بالتراث الثقافي للجزيرة وتأثيرها الأفريقي.
ورافق هاريس في الزيارة التي استغرقت نحو خمس ساعات، وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر جرانهولم، وأدريان تودمان نائب وزير الإسكان والتنمية الحضرية، وكان في استقبالهم حاكم الولاية بيدرو بيرلويسي، وهو ديمقراطي يسعى حزبه التقدمي الجديد منذ فترة طويلة إلى إقامة دولة.
وقالت هاريس خلال الزيارة “حتى الآن، استثمرت إدارتنا أكثر من 140 مليار دولار في بورتوريكو”.
أميركيون لا يصوتون في الانتخابات
وبما أن بورتوريكو أرض أميركية وليست ولاية، فإن الأشخاص الذين يعيشون في الجزيرة لا يمكنهم التصويت في الانتخابات الرئاسية، رغم أنهم مواطنون أميركيون بالولادة، لكن الأحزاب السياسية تسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات التمهيدية التي تساعد في انتخاب المرشحين الرئاسيين.
ومن المقرر إجراء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في بورتوريكو يوم 28 أبريل/نيسان المقبل، والانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري يوم 21 أبريل/نيسان القادم.
ويعيش ما يقرب من 6 ملايين بورتوريكي في البر الرئيسي للولايات المتحدة، والعديد منهم في ولايات تنافسية مثل فلوريدا وبنسلفانيا.
ويأمل أنصار بايدن-هاريس أن يؤدي الترويج لانتصارات إدارة بايدن في بورتوريكو إلى التأثير على الناخبين اللاتينيين من أصل بورتوريكو الذين يعيشون في البر الرئيسي للولايات المتحدة ويمكنهم التسجيل للتصويت في الانتخابات الرئاسية.
جزيرة أميركية تتحدث الإسبانية
وخضعت بورتوريكو منذ 1493 لسيطرة الإمبراطورية الإسبانية، وبعد أربعة قرون من الحكم تنازل الإسبان عنها للولايات المتحدة الأميركية المنتصرة عليهم، حيث أطلق عليها رسميا اسم كومنولث بورتوريكو وعاصمتها سان خوان، وتعتمد الإسبانية والإنجليزية لغتين وطنيتين.
وتقع الجزيرة، التي يعني اسمها بالإسبانية ميناء الأغنياء، في منطقة الكاريبي بين البحر الكاريبي وشمال المحيط الأطلسي، وتبلغ مساحتها 13 ألفا و790 كيلومترا مربعا.
وتتبنى بورتوريكو نظاما سياسيا جمهوريا، وتتمتع بحكم ذاتي في إطار اتحاد مع الولايات المتحدة، واستقلت بشكل رسمي يوم 25 يوليو/تموز 1952 بعد إقرار دستور يتضمن حكما ذاتيا، وعملتها هي الدولار الأميركي.
ومنحت الجزيرة وضع “الولاية الحرة الشريكة” الخاصة، وهي عبارة تلخص كل تعقيد العلاقات مع السلطة الأميركية.
وفي يونيو/حزيران 2017، اختار الناخبون في بورتوريكو أن تصبح جزيرتهم ولاية أميركية في استفتاء شهد نسبة امتناع هائلة، وقاطعته المعارضة.