يترقبون في إسرائيل خطاب أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، الذي يتوقع أن يلقيه مساء اليوم، الأربعاء، وأن يلقي من خلاله الضوء على كيف سيتعامل حزب الله مع إسرائيل بعد اغتيالها القيادي في حركة حماس، صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية في بيروت، أمس.
واعتبر الباحث في الشؤون الفلسطينية في جامعتي تل أبيب ورايخمان، د. ميخائيل ميلشتاين، في تحليل نشره موقع القناة 12 الإلكتروني، أن “المعضلة المركزية في أعقاب اغتيال العاروري ليست لدى حماس وإنما لدى حزب الله، الذي منح رعاية لنشاط حماس في لبنان”.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد هدد باغتيال العاروري قبل هجوم “طوفان الأقصى” والحرب على غزة، ورد نصر الله على هذا التهديد وتوعد بأن استهداف أي شخصية فلسطينية في الأراضي اللبنانية سيؤدي إلى تصعيد. ويعتبرون في إسرائيل أن سياق الأمور تغير وأن الجبهة اللبنانية في حالة تصعيد متواصل بعد الحرب على غزة.
وبحسب ميلشتاين، فإن “نصر الله يخضع لتوتر شديد. من جهة، هو معني بالرد على استهداف لمحور العلاقة المركزي بين ’معسكر المقاومة’ وحماس وعلى العملية (الاغتيال) التي نُفذت في بيروت، أي في ملعب حزب الله البيتي. ومن الجهة الأخرى، هو يتأثر من ضرورات منعته حتى الآن من الانضمام بكامل القوة إلى المعركة في غزة”.
وأضاف أنه “عدا التخوف من شدة رد فعل الجيش الإسرائيلي، يخضع نصر الله لضغط شديد من جهة الحلبة الداخلية في لبنان بعدم المبادرة إلى حرب شاملة ستدمر الدولة الموجودة في حالة انهيار أصلا. واغتيال العاروري يزيد من المعضلة، لأن الحديث يدور عن فلسطيني ليس ناشطا في حزب الله وليس مواطنا لبنانيا”.
ويلقي نصر الله خطابا اليوم بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني. وحسب ميلشتاين، فإنه يتوقع أن “يشرح نصر الله كيف ينظر إلى الاغتيال وأن يرسم خطوطا عامة لرد الفعل عليه”.
ورجح ميلشتاين أن “نصر الله سيسعى إلى القيام بخطوة تكون، من جهة، بقوة أشد من تلك التي نفذها منذ 7 أكتوبر، مثل إطلاق قذائف صاروخية لمدى أطول، لكن من الجهة الأخرى سيحاول على ما يبدو أن يكون بالإمكان احتواء خطوة كهذه وألا يتم استدراج لبنان بسرعة إلى حرب شاملة”.
وتابع أنه “مثلما أثبتت التجربة في الماضي، وبضمن ذلك تجربة نصر الله نفسه في حرب لبنان الثانية، فإنه ليس دائما بالإمكان السيطرة على حجم التصعيد بعد المبادرة إليه، وهذا يطور ديناميكية من شأنها أن تدفع كافة الأطراف إلى واقع أشد من الذي خططوا له أو أرادوه”.
ووصف محلل الشؤون العربية في صحيفة “هآرتس”، تسفي برئيل، اغتيال العاروري بأنه “نجاح استخباراتي وعملياتي” إسرائيلي، “لكنه لا يقوض في هذه الأثناء خطوات حرب يحيى السنوار في غزة. فالعاروري لم يكن شريكا في هجوم حماس في 7 أكتوبر”.
وأضاف برئيل أنه “بالنسبة لنصر الله، اغتيال العاروري هو اختبار أعلى لمعادلة المواجهة والردع التي يضعها مقابل إسرائيل. ومشاركته في ’محور المقاومة’ محدود لرد فعل على أي استهداف لمواطني لبنان، وقد وسّعها مؤخرا عندما صرح بأن إطلاقه النار باتجاه إسرائيل سيستمر طالما تستمر الحرب في غزة، لكن هذا لا يزال يخضع لقيود تفرضها إيران”.
وأشار إلى أنه “ثمة شك إذا كانت إيران ستسمح لحزب الله بتنفيذ ’عملية انتقامية’ واسعة ضد إسرائيل على اغتيال أحد لا ينتمي لحزب الله، بينما لم ترد بعد على اغتيال قائد فيلق قدس في سورية، رضي موسوي، أو على عمليات اغتيال ضباط وعلماء إيرانيين كبار في أراضيها”.
س.ب