فاجأت الناشطة الأميركية ميغان وولي رواد “تيك توك” بتوثيق أسماء الأطفال الذي استشهدوا على مدى 48 يوما من الحرب الإسرائيلية على غزة، من خلال مقاطع فيديو.
وعلى مدار 16 يوما وحتى أمس الأحد 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وثقت وولي أسماء شهداء غزة تأكيدا على قيمة حياة كل منهم على حدة.
وقالت وولي في أحدث مقطع لها، “هذ هو اليوم الـ16 من قراءة أسماء الأطفال الذين قتلوا في غزة، تذكروا أسماء هؤلاء الأطفال دائما، لدينا عدد لا بأس به من العائلات”.
وختمت المقطع بقولها، “ردد أسماءهم، تذكر أسماءهم، سنواصل العمل، لن نتخلى عنهم، لن نتراجع ونظهر فقط بعض الاحترام، خذ لحظة لتتذكر أن هؤلاء أطفال تحت سن العاشرة”.
وتفصح وولي في مقطع آخر على “تيك توك” عن السبب الذي دفعها إلى تسجيل هذه المقاطع المصورة الموثقة لأسماء الشهداء من أطفال غزة قائلة، “رأيت تعليقا فظا جدا يقول إنهم لا يستطيعون قراءة بعض أسماء الأطفال أو الأشخاص بشكل عام… أغضبني هذا التعليق حقا لأن البعض منكم يسمون أطفالهم بأسماء مثل آبل، نورث، ماليبو باربي.. لا أهمية حقا لأسمائهم أو لديانتهم أو محل ولادتهم، فحياتهم لا تقدر بثمن”.
وأضافت الناشطة الأميركية في مقطع آخر، “لمن لا يعرفني منكم.. أنا ريغان الفتاة التي تجلس على الأرض وتسجل احترامها لأسماء الأطفال الذين ماتوا في غزة. أخذت إجازة لمدة أسبوع وأردت أن أشرح السبب لأنه كان يشغلني لكن الحقيقة هي أن (تيك توك) لا يحب ما أفعله، لكني استغرقت أسبوعا”.
وأضافت، “مقاطع الفيديو قصيرة. دقيقة واحدة و5 ثوانٍ، ودقيقتان، ودقيقتان و17 ثانية، و4 دقائق في محاولة التحميل، 4 دقائق تقريبا كل 10 دقائق أحاول التحميل، 30 ثانية فقط من قراءة الاسم بأسرع ما يمكن، شعرت بالاشمئزاز من الاضطرار إلى الإسراع في قراءة هذه الأسماء خلال 15 إلى 30 ثانية لتحميلها، لذا حاولت مرة أخرى وأعتقد أن الطريقة ستنجح، وقد عدنا إليها اليوم، فلسطين حرة”.
وفي مقطع آخر قالت وولي، “سئمت من الرقص حول خوارزمية (تيك توك)، أنا ببساطة أحاول قراءة أسماء الأطفال الذين قتلوا ممن تقل أعمارهم عن 10 سنوات.. رأيت مقطع فيديو لشخص يخبرني أن هؤلاء الأطفال يولدون ويرضعون في الخبز كراهية اليهود والمسيحيين، ويعتقدون أن هذا هو السبيل الوحيد حتى لا يتعاطفوا مع الأطفال ويرغبون في مواصلة هذا الإرهاب”.
وتضيف وولي، “استمر في هذه الحرب. هؤلاء الأطفال الذين يقرؤون كلمات من القرآن يريدون استعادة أرضهم، ويعتقدون أن أعلى مراتب الشرف هو أن تموت شهيدا في سبيل قضيتك وإعلاء كلمة الله. لكن إذا لم تتعرض للظلم من قبل، فأنت لا تعرف معناه لأنك لم تجربه”.
يذكر أن عائلات أبيدت بأكملها من الجد إلى الأحفاد وتم محوها من قوائم السجل المدني في غزة بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع، حيث وثقت وزارة الصحة ومنظمات حقوقية فلسطينية تعرض نحو 123 عائلة لجرائم إبادة جماعية.
ومن بين هذا الرقم، توجد 55 عائلة مسحت تماما من السجل المدني، واستشهد جميع أفرادها سواء بقصف المنازل فوق رؤوسهم من دون سابق إنذار، أو باستهدافهم على الطرقات خلال محاولتهم النزوح إلى مناطق أكثر أمنا، أما باقي 123 عائلة فقد فقدت 5 من أفرادها على الأقل في جريمة واحدة.
وكان طلاب من جامعة هارفارد الأميركية وثقوا أسماء 10 آلاف شهيد قتلوا نتيجة للعدوان الإسرائيلي على غزة، في لافتة تضامنية للتعبير عن معاناة الفلسطينيين.
وأظهر مقطع فيديو نُشر في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني، قيام عدد من طلاب الجامعة بكتابة أسماء ضحايا الاحتلال على لوحة طويلة ممتدة على سلالم أبنية الكليات والفناء الخارجي للجامعة الواقعة فى مدينة كامبردج بولاية ماساشوستس.
وعلى مدى 48 يوما الماضية، شن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت 14 ألفا و854 شهيدا فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، في حين تجاوز عدد المصابين 36 ألفا، بينهم أكثر من 75% أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
س.ب