أكدت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي على أن الحملة التي استهدفت الفلسطينيين في أراضي48 منذ السابع من أكتوبر، لم تتجاوز مؤسسات التعليم العالي، حيث تشهد معظم الجامعات والكليات منذ اندلاع الأحداث حملة منظمة من التحريض والملاحقة السياسية، مضيفة، أن، “الشكاوى والبلاغات العديدة التي وصلت إلينا تشير بوضوح إلى أن هناك مجموعات عديدة على شبكات التواصل الاجتماعي تقوم بحملة صيد ساحرات ممنهجة ضد الطلاب والمحاضرين العرب”.
وجاءت ذلك خلال رسالة أبرقها رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي د.شرف حسان إلى رئيس لجنة رؤساء الجامعات، بروفيسور أرييه تسبان، وهو أيضًا رئيس جامعة بار إيلان، وإلى رئيسة لجنة رؤساء الكليات العامة، بروفيسور يفعات بيطون، وهي أيضًا رئيسة الكلية الأكاديمية “أحفا”، طالبًا فيها عقد لقاء مستعجل لبحث سبل مواجهة الوضع الخطير الناشئ في حرم الجامعات والكليات، وقد تم أيضًا ارسال نسخة من الرسالة إلى جميع رؤساء الجامعات والكليات العامة.
وقالت اللجنة، أن، “لجنة متابعة قضايا التعليم العربي هي هيئة تمثيلية ومهنيّة تعمل من أجل الدفع قدمًا بحقوق ومكانة المواطنين العرب في جهاز التعليم وفي التعليم العالي. وفي هذا النطاق، تعمل اللجنة مع مختلف الجهات في جهاز التعليم والمؤسسات الأكاديمية على إزالة العوائق التي تحول دون منالية الطلاب العرب للدراسة الأكاديمية.
وتابعت، “يتعرض المواطنون العرب في إسرائيل لحملة تحريض خطيرة، ابتداءً من أحداث 7 أكتوبر 2023 المروّعة، والحرب المستمرة منذ ذلك الحين. فقد وصمتهم قطاعات عديدة من المجتمع الإسرائيلي كأعداء، وارتكبت ضدهم ممارسات عدائية قاسية بمزاعم جارفة فضفاضة بـ “دعم الإرهاب”. ويجري ذلك للأسف بتأليب وتشجيع من أصحاب مناصب وجهات رسمية”.
وقالت، إنه، “وفقًا لمعلومات نشرتها هذه المجموعات، وتحت الضغوط التي تمارسها، تم حتى الآن اتخاذ إجراءات إقصاء وإبعاد وفصل ضد عشرات الطلاب الجامعيين، وفي قسم من الحالات حتى قبل استنفاد إجراءات الاستيضاح المطلوبة، وبالاستناد على معطيات مغلوطة. وأشير من أجل اعتماد الدقة إلى أن بعض الإجراءات اتخذتها الجامعات، بينما اتخذت غالبيتها من قبل الكليات”.
وأردفت، “وفقا لفحص أجراه خبراء ومنظمات حقوق إنسان، الذين انغمسوا في العمل معنا للحد من حملة الملاحقة، فإنه في معظم الأحيان كانت منشورات مشروعة، تكفلها حرية التعبير. وفي كثير من الحالات، كانت هذه المنشورات عبارة عن دعوات لوقف الحرب أو لتجنب المساس بالأطفال والأبرياء، أو كانت حتى صلوات تقليدية من أجل حماية حياة هؤلاء الأطفال والأبرياء. وهذا بالإضافة إلى منشورات تعبر عن الشعور بالألم والعجز الذي يسيطر علينا جميعًا في هذه الأيام الرهيبة”.
وتابعت، “في حين أن الطلاب العرب يتعرضون للملاحقات والإجراءات التي ذكرناها، فإن شبكات التواصل الاجتماعي ومجموعات النقاش في الجامعات، وبعضها محسوب بشكل واضح على جهات ذات أجندات سياسية معادية للجمهور العربي، تعجّ بالمنشورات العنصرية، التي تصوّر الطلاب العرب كأنهم داعمون للإرهاب، وتدعو إلى انتهاج العنف ضدهم والقيام بأعمال انتقامية بحقهم. وهذا بالإضافة إلى التشهير بالمحاضرين الذين خرجوا ضد حملة الملاحقة، والذين تم نعتهم بأوصاف مثل “أعداء” و”طابور خامس”. لكن لا يبدو في هذه المرحلة، أنه تم اتخاذ إجراءات جدية ضد هذه المنشورات”.
ولفتت إلى أنه، “فيما يتجاوز انتهاك حرية الطلاب العرب في التعبير، فإن حملة الملاحقة قد وضعتهم في واقع جديد وخطير وقابل للانفجار. وهم يتعرضون لتهجّمات كلامية وحتى جسدية داخل وخارج الحرم الجامعي، وهذا بالإضافة إلى الصعوبات النفسية ومشاعر الخوف وانعدام الأمان التي يعيشونها. وفي الوقت نفسه، فإنهم يشعرون بأنه تم تركهم وحيدين في التعاطي مع هذا الوضع الصعب، من دون دعم كافٍ ولا حماية فعالة”.
وأردفت، “في هذا السياق، أود أن أشارككم في أننا بدأنا بالفعل بتلقي توجهات من طلاب مصابين بالرعب والخوف، والذين يفكرون في وقف دراساتهم الأكاديمية، هذا بالإضافة إلى الطلاب الذين تم قبولهم للتوّ لسنة التعليم الأولى ويفكّرون بالفعل في عدم الحضور للدراسة و/أو في بدائل أخرى”.
وقالت، “هذه العواقب الخطيرة والمؤسفة تجري بالذات عندما بدأنا نرى نتائج إيجابية للجهود العديدة التي بذلت في السنوات الأخيرة من أجل توسيع نطاق منالية الدراسة الأكاديمية للمواطنين العرب ، وفي غضون ذلك الحد من تسرّب الطلاب العرب من التعليم العالي. صحيح أننا شاركنا في بذل الجهود لذلك، ولكن عددًا لا بأس به من التحركات والبرامج المباركة والمهمة في هذا السياق، قامت بها الجامعات نفسها أو تمّت بالتعاون معها”.
وتابعت، “لا مانع في أن نذكّر في هذا السياق بأن المواطنين العرب في إسرائيل موجودون أصلًا في نقطة انطلاق متدنية من حيث القبول للدراسة الأكاديمية. ومن المعروف أنهم ينتمون جغرافياً واجتماعياً واقتصادياً إلى مجموعات سكان الأطراف، بكل ما يعنيه ذلك، ومعروف أن التمييز التاريخي ضدهم قد أضرّ بالمساواة في فرصهم للالتحاق بالدراسات الأكاديمية”.
وأردفت، “من هنا تأتي الخشية العميقة التي ينتابنا إزاء حملة التحريض والملاحقة التي تشهدها الجامعات؛ ولسوء الحظ، فإننا بدأنا نلاحظ بالفعل وجود ضائقة حقيقية لدى العديد من الطلاب العرب، ووفقًا لتقييمنا فإن نسيج الحياة الأكاديمية والطلابية يتدهور بسرعة نحو صدع غير مسبوق في خطورته وعواقبه الاجتماعية والتربوية”.
وأضافت، “إن النتائج التي تظهر والواقع الجديد الذي نشأ كما وصفناه، يضعنا جميعا أمام تحديات خطيرة، تتطلب استعدادا خاصا وطارئًا، قبل فوات الأوان؛ ولهذا السبب بالذات، هناك حاجة الآن إلى التشديد بدرجة قصوى في حماية حقوق الطلاب في الحرم الجامعي. وأنه في كل الأحوال وتحت أي ظرف كان، لا مكان للملاحقة السياسية في المؤسسات الأكاديمية، التي تشكل موطن وبوتقة القيم الأساسية المتعلقة بحرية التعبير والمساواة والتسامح والتعددية الثقافية”.
المصدر: الجرمق الإخباري
ر.ن