مراقبون إسرائيليون يشككون في تحقيق العملية بجنين لأهدافها

24 نوفمبر 2024
(شباب اف ام) -

شكك مراقبون إسرائيليون في أن تكون العملية العسكرية على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية حققت كافة أهدافها المطلوبة.


وبدأ الجيش الإسرائيلي فجر أول أمس (الاثنين) عملية عسكرية واسعة النطاق على مدينة ومخيم جنين بهجوم جوي.
وأسفرت العملية التي ش

ارك فيها نحو ألف جندي مدعومين بطائرات مروحية ومسيرات (طائرات بدون طيار) عن مقتل 12 فلسطينيا وجندي إسرائيلي واحد.

وفي وقت متأخر من مساء أمس (الثلاثاء)، انسحب الجيش الإسرائيلي من مخيم جنين بعد عملية عسكرية استمرت لمدة 45 ساعة.

وقال مراقبون إسرائيليون في تصريحات منفصلة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن العملية العسكرية على جنين “لم تحقق كافة أهدافها”.

ووصف الكاتب والمحلل السياسي تسفي بارئيل، العملية العسكرية على جنين بأنها عملية “استعراضية”، وجاءت لتخدم أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسية.

ويواجه نتنياهو ضغوطا شعبية واسعة النطاق بعد استئناف دفع التشريعات القضائية التي تهدف إلى الحد من دور المحكمة العليا، إلى جانب محاكمته في قضايا فساد.

وقال بارئيل لـ((شينخوا)) “فقدان السيطرة السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أثمر عملية عسكرية استعراضية”.

وأضاف “لا يوجد أي شخص في الجيش أو في جهاز الشاباك (الأمن العام) أو حتى في اليمين يعتقد بأن عملية كهذه ستقضي على الإرهاب في مخيم اللاجئين في جنين، أو في جنين أو نابلس أو شرقي القدس”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن العملية جاءت “لمكافحة الإرهاب في مدينة جنين ومخيمها”.

ووصفت وسائل إعلام إسرائيل العملية بأنها “الأكبر” منذ عملية السور الواقي في الضفة الغربية عام 2002.

وقال المتحدث العام باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري للإذاعة العبرية العامة إن المعلومات الاستخباراتية “لم تكن كافية للوصول إلى جميع الأهداف في مخيم جنين، وأن الكثير من الخلايا المسلحة انسحبت خارج المخيم”.

وأضاف هغاري أن العملية العسكرية في جنين ومخيمها “ليست الأخيرة التي يقوم بها الجيش، وقد يضطر للعودة إذا استدعت الضرورة لذلك”.

ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العملية “بالمعقدة في بيئة معادية”، مشيرا إلى أنه جرى خلال العملية “اعتقال 300 فلسطيني يعتقد أن 30 منهم مطلوبون ضمن أهداف العملية”.

وأشار هغاري إلى أن الهدف الرئيسي للعملية هو “الحيلولة دون تحويل مخيم جنين لمأوى للإرهابيين، بالإضافة إلى تدمير البنى التحتية العسكرية ومنها مختبرات لتصنيع المتفجرات وأماكن تخزين العبوات الناسفة”.

وقال الكاتب والمحلل السياسي آفي يسسخروف لـ((شينخوا)) “هذه ليست حملة عسكرية واسعة وذات مغزى”.

وأضاف يسسخروف “قد تخدم الحملة الأهداف السياسية لبنيامين نتنياهو، غير أنها مع الأسف بعد وقت قصير من خروج الجيش الإسرائيلي من أزقة المخيم (جنين)، فأن المسلحين سيعودون إليها ويستأنفون العمليات من هناك”.

ويعتبر مخيم جنين الذي تأسس عام 1953 بؤرة صراع ساخنة بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث شن الجيش الإسرائيلي في أبريل 2002 عملية “السور الواقي” على المخيم، وأسفرت عن مقتل 52 فلسطينيا و23 جنديا إسرائيليا، وفق الأمم المتحدة.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي للإذاعة العبرية العامة أمس (الثلاثاء) إن العملية جرت لأن حوالي 50 هجوما انطلق من جنين منذ العام الماضي.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، يعيش ما بين 15 إلى 20 ألف شخص في مخيم جنين للاجئين الذي تبلغ مساحته أقل من نصف كيلومتر مربع.

وسيطرت إسرائيل على الضفة الغربية إلى جانب القدس الشرقية وقطاع غزة في حرب عام 1967، وحافظت على سيطرتها على هذه الأراضي التي يرغب الفلسطينيون في إقامة دولتهم المستقبلية عليها، على الرغم من الانتقادات الدولية.

وقال يسسخروف إن صور القتلى الفلسطينيين في جنين قد تمنح نتنياهو بضعة أسابيع أو أشهر أخرى من الاستقرار في حكومته غير المستقرة على نحو خاص، مشيرا إلى أنه منذ بداية ولاية حكومة نتنياهو اليمينية نشهد “ارتفاعا دراماتيكيا في العمليات”.

وبالتزامن مع العملية العسكرية في جنين، أصيب عشرة إسرائيليين ثلاثة منهم بجروح خطيرة في عملية دهس بمدينة تل أبيب الساحلية وسط إسرائيل نفذها فلسطيني من مدينة الخليل الثلاثاء.

وقتل أكثر من 190 فلسطينيا برصاص إسرائيلي، فيما قتل 25 شخصا في إسرائيل في هجمات نفذها فلسطينيون منذ بداية العام الجاري.

وقال يسسخروف إن العملية في تل أبيب هي فقط “مثال آخر” على تصاعد وتيرة العمليات ضد الإسرائيليين منذ تولي حكومة نتنياهو.

وأضاف الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي “الحملة في جنين تشكل قرص مسكن في أفضل الأحوال لمرض صعب عضال، فقد تخفض خطر مخيم جنين من ناحية الوسائل القتالية لكن بالتأكيد لن تؤدي إلى تخفيض حقيقي في عدد محاولات العمليات”.

المصدر: القدس دوت كوم

ر.ن