دخلت تركيا اعتباراً من الساعة السادسة بالتوقيت المحلي، الصمت الانتخابي قُبيل جولة الإعادة الرئاسية التي ستُجرى غداً الأحد، ويتنافس فيها الرئيس رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة كمال قليجدار أوغلو.
وقبيل بدء الصمت الانتخابي، زار أردوغان ضريح رئيس الوزراء السابق عدنان مندريس، الذي أعدمه الجيش بعد انقلاب عسكري في عام 1960، وقال في خطاب له: “ترنحت الديمقراطية التركية مع الجرح الذي أصيبت به في 27 مايو. والآن، بعد 63 عاماً، نتطلع إلى إعلان الأخبار السارة بأن فترة الانقلابات والمجلس العسكري والمذكرات قد انتهت”.
رغم أن أردوغان يبدو أكثر حظاً بالفوز في جولة الإعادة، إلا أن قليجدار أوغلو واصل دعوته الأتراك إلى التصويت له، وقال السبت في مهرجان أمام مؤيديه بالعاصمة أنقرة إنه سيعمل على تحسين الوضع الاقتصادي للأسر التركية في حال فوزه بالرئاسة.
وستكون هذه المرّة الأولى التي يذهب فيها الأتراك مرة ثانية إلى صناديق الاقتراع في غضون أسبوعين، إذ لم يسبق أن جرت جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية منذ أن بدأ انتخاب الرئيس عبر الاقتراع العام بدلاً من اختياره من البرلمان خلال العقد الماضي.
لم تكن الحملة الانتخابية بين الجولتين الأولى والثانية صاخبة على غرار ما كان الحال عليه قبل انتخابات 14 من مايو لأن المعارضة بدت مُحبطة من تفوق أردوغان على قليجدار أوغلو في الجولة الأولى بفارق يقرب من 5 نقاط مئوية وسيطرة التحالف الحاكم على البرلمان الجديد.
وقبيل ساعات من فتح صناديق الاقتراع، حث أردوغان الأتراك على التصويت بكثافة وقال في بيان: “أناشد كل فرد من أمتي: لن يحدث بدونكم، فلنذهب غداً إلى صناديق الاقتراع معاً من أجل النصر العظيم لتركيا”.
ويبدو أن فرص أردوغان في الفوز بجولة الإعادة قوية لأنه حصل في الجولة الأولى على 49.5% وكاد يتجاوز نسبة الخمسين زائد واحد المطلوبة، على عكس قليجدار أوغلو الذي حصل فقط على 44.8% من أصوات الناخبين.
كما أن فوز التحالف الحاكم بأكثرية مقاعد البرلمان الجديد قد يساعد أردوغان في استقطاب أصوات إضافية في جولة الإعادة لأن فوزه بالرئاسة سيعني سلطة جديدة متناغمة بين الرئاسة والبرلمان. مع ذلك، يُكافح قادة المعارضة منذ انتخابات 14 مايو على تحفيز الناخبين للعودة مرّة أخرى إلى الصناديق الأحد والتصويت لصالح قليجدار أوغلو.
ترّكزت الحملة الانتخابية لكل من أردوغان وقليجدار أوغلو بين الجولتين الأولى والثانية على كيفية استقطاب الأصوات القومية التي صوتت في الجولة الأولى لصالح مرشح تحالف “الأجداد” سنان أوغان وبلغت 5.17%.
لكنّ هذه الكتلة ستتفرق بين أردوغان وقليجدار أوغلو بعد قرار أوغان دعم أردوغان وقرار حزبي “النصر” و”العدالة”” وكلاهما انخرطا في تحالف “الأجداد” بدعم قليجدار أوغلو.
وبعد الإرباك الذي سببه تحالف قليجدار أوغلو مع حزب “النصر” القومي المتشدد في العلاقة بين زعيم المعارضة وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، قالت بيرفين بولدان الرئيسة المشاركة للحزب السبت إن حزبها غير معني بالاتفاقية بين قليجدار أوغلو وحزب “النصر” وبأنه لا يزال يُراهن على الوعود التي قدمها قليجدار أوغلو سابقاً في تبني سياسة مختلفة عن أردوغان في التعاطي مع الملف الكردي.
سيُشارك في جولة الإعادة، التي سيُنتخب فيها الرئيس 13 للجمهورية التركية، ما يقرب من 61 مليون شخص سيدلون بأصواتهم في أكثر من 190 ألف مركز اقتراع في عموم ولايات البلاد، وسيُشارك في هذه الجولة 47 ألف ناخب شاب بلغوا 18 من العمر.
وعلى عكس الجولة الأولى، التي تأخر فيها إعلان النتائج الأولية حتى بعد منتصف الليل بسبب أن عمليات الفرز كانت معقدة وشملت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية معاً، فإن ظهور النتائج الأولية لجولة الإعادة الرئاسية قد لا يتأخر كثيراً، حيث قال علي إحسان يافوز، المسؤول في حزب العدالة والتنمية الحاكم، إنه يتوقع أن تُعرف نتائج الانتخابات في غضون ساعة ونصف بعد انتهاء التصويت.
المصدر: أجيال
س.ب