فتحَ ارتقاء الشيخ خضر عدنان متأثراً بتداعيات إضراب عن الطعام استمر 86 يوماً في سجون الاحتلال، باب الحديث مجدداً عن صفقة تبادل الأسرى المعطلة ، عقب التصعيد العسكري الأخير
وتمكنت وساطة قامت بها دولة قطر، إلى جانب مصر والأمم المتحدة، من وقف التصعيد بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، الذي اندلع عقب استشهاد الأسير خضر عدنان.
وكانت المقاومة الفلسطينية قد أطلقت أمس الثلاثاء أكثر من 20 صاروخاً تجاه المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، بعد ارتقاء عدنان. وفي المقابل، قصفت مدفعية الاحتلال مواقع في القطاع، أوقعت شهيداً فلسطينياً، هو هاشل مبارك السواركة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي الإطار، كشفت مصادر مصرية مطلعة على مسار الوساطة التي تقودها القاهرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وحكومة الاحتلال، منذ صباح أمس الثلاثاء، لـ”العربي الجديد”، أنّ “جهود الوساطة ربما تضمنت إعادة فتح النقاش بشأن إمكانية تحريك صفقة تبادل الأسرى، كحل من شأنه أن يبرد الأوضاع على مدى زمني طويل نسبياً في القطاع”.
وأشار مصدر مصري إلى أنّ “تحقيق هدوء طويل نسبياً وتحييد فصائل غزة لفترة طويلة بعيداً عن صراع متعدد الجبهات، كان المدخل الذي تحرك من خلاله المسؤولون في جهاز المخابرات المصرية، مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين خلال الساعات الماضية”.
وأضاف: “لذلك، طُرحَت إعادة فتح ملف صفقة تبادل الأسرى، على هامش الاتصالات الخاصة بمنع التصعيد، في أثناء محاولات إقناع المسؤولين في حكومة الاحتلال، بسرعة تسليم جثمان القيادي في حركة الجهادي الإسلامي خضر عدنان لذويه”.
وأوضح المصدر أنّ “المسؤولين في القاهرة أكدوا لنظرائهم في حكومة الاحتلال أنّ موجة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة كان من الممكن تجنبها، في حال التعامل بشكل أكثر إيجابية مع الجهود التي كانت تهدف إلى حل أزمة خضر قبل وفاته”.
واعتبر المصدر أنّ “استشهاد خضر، الذي كان مضرباً عن الطعام 86 يوماً، أحرج حكومة بنيامين نتياهو ليس من الناحية الإنسانية وحدها، ولكن أيضاً بسبب ردة فعل فصائل المقاومة، التي لم يكن من المتوقع أن تكون بهذه الحدة”.
وبحسب المصدر، فإنّ المسؤولين في حكومة الاحتلال الإسرائيلية “طرحوا تساؤلات خلال اتصالات الوساطة التي قادتها القاهرة، بشأن أسباب حدة موقف الفصائل هذه المرة، وسرعة تطور الأحداث”.
مطالبة بعدم الإفراج عن جثمان خضر عدنان
من جهة أخرى،طالب ذوو جنود إسرائيليين أسرى، بعدم الإفراج عن جثمان خضر عدنان قبل الإفراج عن أبنائهم.
ونقلت القناة العبرية الـ”7″ بالتلفزيون الإسرائيلي عن عائلة الجندي الأسير هدار جولدين قولها: “يجب على الحكومة الإسرائيلية والجيش عدم تسليم جثمان خضر عدنان إلى عائلته حتى تعيد المقاومة في غزة جثماني هدار وأرون شاؤول إلى إسرائيل”.
وأضافت: “يحظر على الحكومة أن تسلّم جثمان خضر عدنان حتى يتم إعادة هدار وأرون من غزة، هذه فرصة ذهبية لتصحيح الفشل المستمر، لا تفوتوها”.
وقالت ليئا جولدين والدة الجندي هدار: “هذه ثاني جولة عسكرية مع غزة في عهد وزير الدفاع يواف جالانت ورئيس الأركان الجديد هرتسي هاليفي والتي انتهت أيضًا دون أي تغيير – الآن يجب تغيير المعادلة بإعادة الأسرى من غزة”.
وقال تسور جولدين شقيق هدار في وقت سابق: “نشعر أنه تم نسيان أخي على مدار السنوات، وإسرائيل لا تفعل ما يكفي لإعادة الجنود الأسرى”، وفقًا للقناة العبرية ذاتها.
بدوره قال تسليل ترجمان صديق هدار: “للأسف لا يزال هدار في غزة منذ أكثر من ثماني سنوات ونصف السنة، وبقدر ما نشعر بالقلق، إلا أن الحرب في نظرنا لم تنته حتى يعود”.
وأضاف: “هناك تعهد بذلك غير مكتوب بين قيادة الدولة وأولياء أمور الجنود الذين تم إرسالهم للمعركة”.
من جهته، قال أوفيك شاؤول شقيق الجندي أرون: “لقد كانت هناك فرص لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من غزة، لكن الحكومة الإسرائيلية تخلت عنهم”.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال في لقاء مع عائلة شاؤول أرون، إن تأخر إطلاق سراح ابنهم سببه أن المقاومة تطالب بأشياء “يصعب تنفيذها”.
ويستمر أسر بـ4 إسرائيليين بينهم جنديان أُسرا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف عام 2014، هما “أورون شاؤول” و”هدار جولدين” تقول إسرائيل إنهما قتلا بينما ترفض “حماس” الإدلاء بأي معلومات عنها.
أما الأسيران الآخران، وهما “أفيرا منجستو” و”هشام السيد”، فقد دخلا القطاع في ظروف مجهولة، وسبق أن نشرت “المقاومة” مقاطع فيديو لهما تؤكد أنهما على قيد الحياة.
وتم التأكيد أكثر من مرة سابقا أنها جاهزة للإفراج عن الإسرائيليين لديها حال دفعت إسرائيل الثمن المطلوب عبر صفقة تبادل أسرى، دون أن تحدد هذا الثمن عبر الإعلام.