ما تزال المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مستمرة لليوم الثاني بالعاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى، بينما حث مجلس الأمن الدولي على وقف الأعمال العدائية فورا، ودعا كل الأطراف للعودة إلى الحوار.
واندلعت صباح أمس السبت معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على خلفية الخلاف السياسي المتصاعد في البلاد. وأفادت لجنة أطباء السودان بسقوط 56 قتيلا و595 جريحا على الأقل نتيجة القتال في عموم السودان.
وكان شهود عيان قد أفادوا في وقت سابق بأن اشتباكات عنيفة تدور بين الجانبين حول إدارة القوات الجوية جنوبي الخرطوم.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية إن قوات الدعم السريع موجودة بكثافة عند مقر التلفزيون الرسمي، بينما تدور اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش والدعم السريع في شارع الغابة بالخرطوم، إضافة إلى مناطق جنوبي العاصمة.
كما قالت القوات المسلحة إنها سيطرت على معسكري الدعم السريع بمحلية مروي، حيث هربت العناصر الأحياء التابعة لمليشيا الدعم السريع.
وأفاد مراسل الجزيرة في وقت سابق بوقوع اشتباك مسلح في منطقة المدينة الرياضية جنوب العاصمة قبل أن يمتد إلى مناطق أخرى في البلاد.
إغلاق طرق
وأفاد المراسل بسماع إطلاق نار بالقرب من القيادة العامة ومقر إقامة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان في الخرطوم.
وأضاف أنه جرى إغلاق الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي وسط الخرطوم بالمدرعات الثقيلة التابعة للجيش.
ولفت إلى حدوث حالة من الهلع والهروب الجماعي لمواطنين من وسط الخرطوم إثر الاشتباكات وسط المدينة وجنوبها.
وبحسب مصدر في مطار الخرطوم الدولي، فقد توقفت حركة الطيران في المطار جراء الاشتباكات بين الجيش الوطني وقوات الدعم السريع.
كما بث ناشطون سودانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو قالوا إنها لتصاعد أعمدة دخان من داخل المطار عقب الاشتباكات، وأفادت وسائل إعلام محلية بأن تصاعد الدخان بسبب احتراق طائرتين في المطار.
كما ذكر مراسل الجزيرة أن مدينة مروي أيضا تشهد اشتباكات.
كما أغلقت قوات من الدعم السريع جسر المك نمر بين الخرطوم والخرطوم بحري وجسر شمبات بين الخرطوم بحري وأم درمان.
ونقلت رويترز عن شهود عيان أنه تم نشر مدافع ومركبات مدرعة في مدينة أم درمان، مشيرة إلى سماع أصوات إطلاق نار بمدينة بحري في محيط منشآت لقوات الدعم السريع.
البرهان وحميدتي
وفي اتصال هاتفي مع الجزيرة، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إن الجيش لم يبدأ القتال وإنه قد يضطر لاستدعاء قوات الجيش من قواعده خارج الخرطوم إن استمرت المعارك.
في المقابل، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي إن ما يحدث حاليا سيؤدي إلى حل سلمي وأي مجرم سيقدم إلى العدالة.
وأضاف -في مقابلة مع الجزيرة مباشر- أن القتال لن يتوقف حتى يتم تسليم جميع المقرات.
عمليات نوعية
على صعيد آخر، أفاد الإعلام العسكري التابع للجيش السوداني باستمرار ما سماها العمليات النوعية للقوات الجوية لصد ما وصفه بعدوان مليشيا الدعم السريع المدعومة خارجيا.
وأوضح بيان الإعلام العسكري للجيش أن القوات الجوية تقوم الآن بحسم ما دعاها التصرفات غير المسؤولة لمليشيا الدعم السريع المتمردة.
في الأثناء، أفاد مراسل الجزيرة في الخرطوم بأن طائرات حربية حلقت في أجواء مناطق عدة من العاصمة السودانية.
كما دعت القوات المسلحة السودانية الضباط وضباط الصف والجنود في قوات الدعم السريع إلى الانضمام للقوات المسلحة، وأن لا يكونوا أداة في هذه المعركة لتنفيذ الطموحات الشخصية غير المشروعة لقيادتهم، على حد وصفها.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة إن القوات لم تبدأ العدوان بل هي من تعرضت للهجوم من قوات الدعم السريع، وإنه لا مستقبل للسودان إلا في ظل جيش واحد تحت قيادة عسكرية منضبطة.
وأضاف أن أفراد الجيش لا يسعون إلى تحقيق أي مكاسب شخصية وسيواصلون عملهم بكفاءة ومهنية ووطنية.
وأكد أن القوات ستتصدى لأي محاولة غير مسؤولة، وهي تأسف لوصول البلاد إلى هذه المرحلة بسبب أطماع شخصية للقيادة المتمردة، حسب قوله.
المصدر: الجزيرة نت
ع.د