واعتبر البعض أن المسلسل “أساء إلى الشرع” وإلى التقاليد والعادات، ووجهت الاتهامات إلى كل من كاتب المسلسل ومخرجه بتشويه بعض الحقائق.

ورد مخرج المسلسل محمد عبد العزيز على الانتقادات، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، حيث يرى أنه “قدم المَشاهد ذات الأثر ديني في قالب صوفي متسامح، جوهره ألا يفرض أحد أفكاره على المجتمع، مثل مشهد شيخ المسجد الذي ظهر في إحدى الحلقات وهو يدعو للدكتورة التي تدير مركزا للقمار بالهداية والرحمة والمغفرة”.

شخصية معتدلة

وتابع عبد العزيز: “هذه الشخصية الدينية تمثل اللبناني المعتدل القادر على احتضان كل الفئات، وهذا الجانب ليس جديدا في الدراما، وفكرة أن يدعو إمام المسجد لصاحبة بيت القمار بالهداية ليست بجديدة، والتراث الإسلامي يزخر بمثل هذه المواقف، وأبواب السماء مفتوحة للمخطئين في حال قرروا التوبة”.

وأضاف: “من حسنات العمل أنه يغوص في أماكن شائكة غير مسبوقة بالدراما المشتركة، وبالتالي من الممكن أن ينتج عن هذا الغوص إعادة طرح الأسئلة حول ما هو محظور”.

حجاب مريم

وقال المخرج السوري: “بالنسبة لحجاب البطلة مريم، فالمشهد لا يحرض بجوهره على لبس الحجاب ولا على خلعه. وضعنا الشخصية في مواقف صعبة وكان عليها التصرف وفق رؤيتها وإحساسها بالخطر، ولا ننسى أن مريم تأتي من بيئة ذات خلفية صوفية منفتحة”.

وتابع: “كان لا بد من ذلك، فالشخصية لديها هواجس أمنية من زيها السوري، وهذا من الممكن أن يؤدي إلى كشف تزوير أوراقها الثبوتية، أو على الأقل هذا ما تعتقده عندما تسافر خارج بيئتها الدمشقية للمرة الأولى وتدخل لبنان بشكل غير شرعي، أضف لكل ذلك أن زوجها كان محتجزا عند مجموعات متزمتة ومسلحة”

وأوضح المخرج في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” النقاط التالية:

تم تعديل النص على عدة مراحل، تحت إشراف الشركة المنتجة ذات التاريخ العريق.

أثرى الفنانون المحترفون الذين شاركوا بالمسلسل، أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز وطوني عيسى وطارق تميم، العمل بملاحظاتهم وخبراتهم، وساهموا في بلورة المشروع بقالب جيد.

نُفذ العمل بشراكة حقيقية في مناخ خيمت عليه روح الفريق، وبناء على الرؤية الإخراجية التي انتهجتها من اليوم الأول.

انتجت هذه الشراكات رؤية مشتركة لصياغة وتعديل النص، الذي حاز إعجاب شريحة كبيرة من الجمهور.

تمت التعديلات والاقتراحات بموافقة الكاتب الذي كان يبدي مرونة كبيرة، لكن للأسف الشديد وصلنا في مرحلة ما إلى طريق مسدود.

أُكمل العمل مع فريق الممثلين والشركة المنتجة بفريقها الاحترافي، وبما ارتأيناه لصالح تقديم العمل للجمهور بالشكل الذي تم عرضه.

بارود وقوارب الموت

وفي السياق ذاته، تحدث عبد العزيز إلى دور الفتى “بارود” في المسلسل الذي يلعبه تيم عزيز، وقال: “وقع الاختيار عليه بعد اختبارات عدة. كان تيم من أفضل الممثلين وأدى الدور بصدق وحرارة”.

وأضاف المخرج: “أعتقد أن الجمهور يوافقني الرأي بأنه شاب متمكن من خصائص الشخصية، خاصة أنه وفي هذه الفئة العمرية قلما نجد فتيانا بهذا الحضور والفهم لأبعاد الشخصية”.

وتابع: “ما يهم بالنسبة لنا قدرته على تأدية الشخصية، فهو يملك الجاذبية والذهنية المطلوبة للقيام بالدور”.

كما اعتبر عبد العزيز أن مشهد الهجرة غير الشرعية والهروب عبر البحر بالقارب “كان من أقرب المشاهد إلى قلبي. نفذته بحساسية عالية وأعتقد أنني تمكنت من تصوير آلام شريحة كبيرة من المجتمعين السوري واللبناني مرت بهذه التجربة المرة”.

وأضاف: “تطرقنا في المسلسل إلى فشل الرحلة والغرق في البحر والمأساة. قصدت هذا المشهد للتذكير بويلات الحرب في سوريا وبنتائجها”.

س.ب