رسالة بمناسبة اليوم العالمي للأرصاد الجوية

رسالة بمناسبة اليوم العالمي للأرصاد الجوية
23 نوفمبر 2024
(شباب اف ام) -

كتبها: أنطونيو غوتيريش

اليوم، ونحن نحتفل باليوم العالمي للأرصاد الجوية، تواجه البشرية حقيقة مرة: فتغيُّر المناخ آخذ في تحويل كوكبنا إلى مكان لا يمكن العيش فيه.

وما من عام يمر دون اتخاذ التدابير الكافية للإبقاء على الاحترار العالمي دون 1,5 درجة مئوية، إلا وهو عام يقربنا أكثر من حافة الهاوية، مفاقما من المخاطر النُّظمية، وموهنا من قدرتنا على الصمود في وجه الكارثة المناخية. وبينما تندفع البلدان متجاوزة سقف 1,5 درجة، يزيد تغير المناخ من شدة موجات الحر والجفاف والفيضانات وحرائق الغابات والمجاعات، ويهدد في الوقت نفسه بإغراق البلدان والمدن المنخفضة، وبدفع المزيد من الأنواع الحية إلى الانقراض.

إن موضوع هذا العام – مستقبل الطقس والمناخ والمياه عبر الأجيال – يحتم علينا جميعا أن نفي بمسؤولياتنا ونحرص على أن نترك للأجيال القادمة أملا في غد أفضل.

وهذا يتطلب الرفع من وتيرة العمل لإبقاء الاحترار في حدود 1,5 درجة بتكثيف تدابير التخفيف والتكيف.

كما يتطلب إحداثَ تحوُّل جذري في نظم الطاقة والنقل، والتخلصَ من إدماننا للوقود الأحفوري، والتوجهَ نحو تحقيق انتقال عادل إلى الطاقة المتجددة.

ويتطلب كذلك أن تقوم البلدان المتقدمة النمو بثورة من حيث ما تقدمه من دعم مالي وتقني للبلدان النامية في سعيها إلى التخفيف من الانبعاثات، وإلى التكيف مع مستقبل يعتمد على الطاقات المتجددة، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة الظواهر الجوية القصوى، ومعالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ.

ويتطلب أيضا الوفاء بالوعدِ المعلن في آخر احتفال باليوم العالمي للأرصاد الجوية، الوعدِ بضمان أن تصبح نظم الإنذار المبكر من الكوارث المناخية متاحة لكل شخص في العالم. وقد حُدد حتى الآن ثلاثون بلدا للتعجيل بتنفيذ ذاك الوعد هذا العام.

فعام 2023 يجب أن يكون عام تحوُّل لا عام ترقيع.

لقد حان الوقت لأن نكفَّ عن الطبيعة هذه الحرب المستعرة والتي لا معنى لها، ولتحقيق المستقبل المستدام الذي يحتاجه مناخنا ويستحقه أطفالنا وأحفادنا.

 

المصدر: الأمم المتحدة

ر.ن