فيلم “إفريثينغ إفريوير آل أت وانس” يتطلع إلى حَصد جوائز الأوسكار

فيلم "إفريثينغ إفريوير آل أت وانس" يتطلع إلى حَصد جوائز الأوسكار
23 نوفمبر 2024
(شباب اف ام) -

نشطت التكهنات قبل ساعات من حفلة الأوسكار التي تُقام الأحد في شأن إمكان أن يحصد الفيلم الكوميدي الشديد الغرابة وغير التقليدي “إفريثينغ إفريوير آل أت وانس” أبرز الجوائز، بعدما جعلته الترجيحات الأوفر حظاً.


وتطمح الأكاديمية التي تنظّم الأوسكار إلى أن تنجح أمسيتها، وهي الخامسة والتسعون، في استقطاب عدد كبير من المشاهدين، ليتابعوا ربما الفوز المحتمل لهذا الفيلم لذي وُصِف بأنه “مجنون” نوعاً ما، والمرشّح لإحدى عشرة جائزة، بعدما حقق نجاحاً منقطع النظير في دور السينما، إذ بلغت إيراداته مئة مليون دولار.

كذلك يأمل المنظمون في أن تساهم الحفلة المرتقبة في طي صفحة صفعة ويل سميث الشهيرة التي عكرت صفو أمسية العام المنصرم وسرقت أضواءها واستحوذت على اهتمام الجمهور ووسائل الإعلام.

ويروي “إفريثينغ إفريوير آل أت وانس” الذي يجمع عناصر الحركة والكوميديا والخيال العلمي، قصة مالكة مغسل تؤدي دورها ميشيل يو، أنهكتها مشكلاتها الإدارية مع سلطات الضرائب، وانغمست فجأة في مجموعة عوالم موازية.

وتصبح هذه المهاجرة الصينية التي تؤدي دورها ميشيل يو بمنزلة الأمل الأخير للبشرية، إذ تواجه شريرةً خارقة تهدد “الكون المتعدد” برمّته، يتبين أنه الأنا الأخرى لابنتها التي تعاني اكتئاباً.

وللتمكّن من ذلك، يتوجب عليها استخدام قوى مختلف حيواتها البديلة، من خلال عوالم غريبة، تكون لبعض البشر فيها مثلاً نقانق “هوت دوغ” بدلاً من الأصابع.

وحصد الفيلم معظم الجوائز السينمائية التي وُزعت قبل حفلة الأوسكار، بفضل حبكته التي تقوم على أفكار مؤثرة عن حب العائلة، تولى ترجمتها على الشاشة فريق عمل لامع معظمه أعضائه من الآسيويين.

ولاحظ الكاتب المتخصص في “هوليوود ريبورتر” سكوت فاينبيرغ أن “وراء الفيلم مجموعة من الأشخاص المحببين جداً الذين لا يمكن عدم التعاطف معهم”.

إلا أن نظام التصويت لاختيار أفضل فيلم قد يشكّل عائقاً أمام هيمنة الفيلم المتوقعة منذ أسابيع على جوائز الأوسكار، إذ يميل هذا النظام إلى معاقبة الأعمال الشديدة الاستقطاب، بحسب فاينبيرغ.

وكشف أحد ناخبي الأوسكار لوكالة فرانس برس في هذا المعنى أن لدى بعض أعضاء الأكاديمية، وخصوصاً من كبار السن، تحفظات حيال ما حققه الفيلم من نجاح.

وقال الناخب طالباً عدم ذكر اسمه “لقد كان فيلماً جريئاً جداً وفريداً، لكنه لم يكن فيلماً تقليدياً (…) وبالتالي قد يضعه البعض في درجة أبعد بكثير في الترتيب”.

قد يصبّ هذا الأمر في مصلحة فيلم “آل كوايت أون ذي ويسترن فرونت” المقتبس من رواية ألمانية مؤيدة لمبدأ السلام، أو يفتح باب الفوز أمام فيلم توم كروز الجماهيري “توب غَن: مافريك” الذي ساهم أخيراً في إنعاش دور السينما وإعادة المشاهدين إلى الصالات بعد أزمة الجائحة.

أما المنافسة بين الممثلين، فتبدو أقوى بكثير. وقال فاينبيرغ “لا أتذكر سنة (…) كانت فيها المنافسة” بهذه الشراسة “في ثلاث من فئات التمثيل الأربع”.

وتتركز المنافسة على جائزة أفضل ممثلة بين كيت بلانشيت المرشحة عن دورها كقائدة أوركسترا في “تار”، وميشيل يو، بطلة “إفريثينغ إفريوير آل أت وانس” التي قد تصبح أول آسيوية تحصل على اللقب في هذه الفئة.

أما في فئة أفضل ممثل، فالمعركة حامية بين كل من براندن فرايزر عن “ذي وايل”، وكولين فاريل عن “ذي بانشيز أوف إنيشيرين”، وأوستن بتلر عن “إلفيس”.

وهذه أيضاً حال فئة أفضل ممثلة في دور مساعد التي تتقارب حظوظ الفوز بها بين أنجيلا باسيت المرشحة عن “بلاك بانثر: واكاندا فوريفر” وجايمي لي كورتيس (“إفريثينغ إفريوير آل أت وانس”) وكيري كوندون (“ذي بانشيز أوف إنيشيرين”).

وحده كي هو كوان الذي كان برز طفلاً في فيلم “إنديانا جونز أند ذي تمبل أوف دوم” وبقي منسياً من هوليوود لأكثر من 20 عاماً، يبدو شبه واثق بنيله جائزة الأوسكار بعدما استبق الحدث بحصوله على عدد من الجوائز الأخرى عن دوره المساعد كزوج حنون في”إفريثينغ إفريوير آل أت وانس”.

ويخيّم على الأمسية الأوسكارية أيضاً شبح الصفعة الشهيرة التي وجهها ويل سميث إلى مقدّم حفلة العام الفائت كريس روك، بعد إطلاقه دعابة عن صلع زوجته.

ولا مفرّ على الأرجح من أن تصدر بعض التعليقات المازحة عن الصفعة، لكنّ المنتجة التنفيذية لحفلة جوائز الأوسكار مولي ماكنيرني تسعى بوضوح إلى طي الصفحة. وقالت للصحافيين “سوف نعترف بالحدث (…) وننتقل إلى أمر آخر”.

وتعرّضت الأكاديمية لانتقادات في العام الفائت لكونها سمحت لسميث بتسلم جائزة أفضل ممثل على المسرح بعد صفعه كريس روك. وصدر بعد ذلك قرار بمنعه من حضور الحفلة لمدة عشر سنوات. وحَدَت حادثة العام الفائت بالأكاديمية إلى تشكيل “فريق أزمة” يعمل في الكواليس تحوّطاً لكل الاحتمالات.

ويعوّل المنظمون هذه السنة على أن وجود تتمّتَي فيلمَي “توب غِن” و”أفاتار” الواسعَي الشعبية ضمن المنافسة لرفع نسبة المشاهدين، ووقف الانخفاض الذي سجّل في الأعوام الأخيرة.

فرغم معاودة عدد المشاهدين الارتفاع العام المنصرم، تراجَعَ الاهتمام بجوائز الأوسكار بشكل كبير بعد بلوغه ذروته في تسعينات القرن العشرين. وفي العام 1998، سجّل عدد المشاهدين رقماً قياسياً إذ تابع 57 مليوناً فوز فيلم “تايتانيك” بإحدى عشرة جائزة.

وقال فاينبيرغ “هذا العالم ولّى (…) ولكن إذا لم يزد عدد الجمهور مقارنة بالعام الماضي، فستواجه الأكاديمية مشكلة كبيرة”.

س.ب