https://www.youtube.com/watch?v=l0wyytJXRQ4&t=60s
أثار مقطع مرئي لأحد الصحفيين الأرجنتينيين المقيمين في إسبانيا، يصف فيه علاقته بنجم بلاده ليونيل ميسي وتأثره به منذ كان طفلًا صغيرًا تفاعلًا واسعًا عبر المنصات، وحتى ميسي نفسه تأثر لدرجة البكاء، كما عبّر في رسالته التي أرسل بها إلى الصحفي.
وكان الصحفي الأرجنتيني هيرنان كاسكياري قد تحدّث في برنامجه الإذاعي عن أثر ميسي الكبير على المغتربين والمهاجرين في إسبانيا، ومدى تعلقهم به منذ انتقل إلى برشلونة، وبدأ في الظهور معهم في 2003.
وبدأ كاسكياري حديثه: “أنا أتذكر صباح يوم سبت من عام 2003، وكان تلفزيون كاتالونيا يبث مباريات الفئات السنية لبرشلونة على الهواء مباشرة، وفي حديثي مع المهاجرين الأرجنتينين في كاتالونيا، كان يطرح سؤالين: الأول كيف يمكننا عمل دولسي دي ليتشي (حلوى أرجنتينية) عن طريق الحليب المكثّف، والثاني في أي وقت سيلعب الفتى الصغير القادم من روزاريو البالغ من العمر 15عامًا، والذي سجّل أهدافًا في كل مباراة خاضها؟”.
ميسي لا يتكلم كثيرًا
وأضاف: “في تلك الفترة، كان معدل مشاهدات التلفزيون الكاتالوني في صباح يوم السبت أعلى بكثير من الليل، وبدأ كثير من الناس التحدث عن هذا الفتى، في صالون الحلاقة ومدرجات الكامب نو، والوحيد الذي لم يكن يتكلم هو ميسي، وفي مقابلاته بعد المبارايات، كانت كل إجاباته عن الأسئلة “نعم”، أو “لا”، وأحيانًا يقول “شكرًا”، ثم ينظر إلى الأسفل ولا يتكلم كثيرًا”.
وأشاد كاسكياري بإصرار ميسي -حينها- على التحدث باللهجة المحلية الأرجنتينة، بدلًا من محاولة تقليد اللهجة الكاتالونية، وهو ما جعله أقرب لقلوب المهاجرين، وهو ما عبّر عنه كاسيكاري قائلًا: “لقد شعرنا بارتياح كبير؛ لأن هذا الفتى واحد منا، إنه أحد أولئك الذين حافظوا على لهجتهم”.
وتابع حديثه حول إعجاب المهاجرين باستمرار ميسي في الاحتفاظ بتلك اللهجة، حتى بعدما أصبح نجم برشلونة الأول، وكيف استمروا في متابعته خلال اللقاءات الصحفية باهتمام، للتأكد من استخدامه لهجتهم بالرغم من صعوبة الاحتفاظ باللهجة الأصلية وسط المجتمع الجديد، لكنها كذلك جزء من الهُوية، ووسيلة للحفاظ على العادات الأصلية.
وعبّر كاسيكاري عن ذلك قائلًا: “كانت اللهجة خندقنا الأخير للحفاظ على عاداتنا وطريقة حديثنا، وميسي كان قائدًا بشكل لا يصدّق في تلك المعركة، كنا نحتفل حين نرى المتة (مشروب شهير في الأرجنتين) في غرفة الملابس، ميسي الذي أصبح أشهر إنسان في برشلونة كان مثلنا تمامًا، ولم يتوقف عن كونه أرجنتينيًا مغتربًا في بلد آخر”.
وأضاف: “من الصعب شرح مقدار السعادة التي صنعها لمن عاشوا بعيدًا عن الوطن، وكيف أخرجنا من ملل مجتمع رتيب، لقد ساعدنا ميسي حتى لا نفقد بوصلتنا وتوجهنا وجعلنا سعداء”.
وأشار كاسيكاري إلى الفترة التي عاني خلالها ميسي من انتقادات الشعب الأرجنتيني بعد الهزائم المتكررة مع المنتخب، وكيف طاردته نظرات الازدراء هناك.
وعلّق: “لا يمكنني التفكير في كابوس قد يكون أكثر رعبًا من سماع أصوات الازدراء تأتي من أشخاص في أكثر مكان تحبه في العالم، لا يوجد ألم أكثر من سماع عبارة كالتي سمعها ميسي من ابنه تياغو: أبي لماذا يقتلونك في الأرجنتين؟”.
ميسي من الاعتزال إلى لقب المونديال
وحكي كاسيكاري قصة اعتزال ميسي دوليًا في 2016 حين قرر الاعتزال دوليًا، وانهالت عليه الرسائل التي تطالبه بالعودة من الاعتزال، أحدها كان من طفل في عمر 15 عامًا يطلب منه يستمر مع المنتخب ليستمتع بكرة القدم ولا يستمع للانتقادات، وهي الرسالة التي جعلته -مع مئات الرسائل غيرها- يتراجع عن قراراه ويعود إلى صفوف التانغو، وهي الرسالة التي تبيّن -فيما بعد- أن كاتبها كان إينزو فيرنانديز؛ أفضل لاعب شاب في مونديال قطر، والذي زامل ميسي في رحلة تحقيق كأس العالم.
كما تحدث عن الفرحة الكبيرة التي عمّت الشعب الأرجنتيني والمهاجرين منهم بشكل خاص بعد أن فاز ميسي بالمونديال، حيث عدّوه انتصارًا لهم، وانتصارًا للفتي الصغير الذي حافظ على هويته وهويتهم، وفرح له الجميع، لأن هناك شخصًا عاديًا على قمة العالم أخيرًا، على حد تعبيره.
وختم كاسيكاري حديثه: ” في 20 ديسمبر/كانون الأول الحالي، كما هو الحال في كل عام شاهدنا ميسي يعود من أوروبا ليقضي عطلة أعياد الميلاد مع عائلته في روزاريو، وليلقي التحية على جيرانه كذلك، فتقاليده لا تتغير والشيء الوحيد الذي تغير هو أنه هذه المرة أحضر لنا في حقيبته كأس العالم.
وحظيت تلك الكلمات باهتمام واسع من رواد المنصات، وشاركها الآلاف مبدين تأثرهم من تلك العلاقة القوية التي أنشأها ميسي مع المغتربين من بلاده دون أن يدري.
وانتشر المقطع حتى وصل إلى ميسي نفسه، والذي استمع إليه مع زوجته أنتونيلا، وتأثرا بما قاله كاسيكاري لدرجة دفعتهما إلى البكاء.
وأرسل ميسي رسالة للبرنامج الإذاعي يعبّر فيها عن شكره لهم على مشاركة تلك القصة، ووجّه تحيته لكاسيكاري على رسالته الرائعة التي تأثر بها.