قبل قرن من الزمان، تحديدًا فى ديسمبر 1913، طلبت صحيفة “نيويورك ورلد” الأمريكية من الصحفى البريطانى آرثر وين الذى يعمل لديها محررًا ومصمم أحجيات، أن يبتكر لعبة جديدة لإمتاع القراء وجذبهم.
وبالفعل، طور وين فكرته حتى ظهرت أول أحجية من الكلمات المتقاطعة للمرة الأولى فى 21 ديسمبر 1913، ولكن ليس بشكلها الحالى، حيث لم تكن تحوى مربعات سوداء بل كانت على شكل “معين”، وهو شكل رباعى مكون من مثلثين متساويى الساقين.
ولاقت اللعبة نجاحًا رائعًا فى الولايات المتحدة، وخلدت اسم صاحبها، وانتقلت بعدها إلى باقى دول العالم، بمختلف اللغات.
ومؤخرًا، أثبتت الدراسات العلمية أن “الكلمات المتقاطعة” ليست مجرد لعبة لتمضية الوقت، بل أشارت دراسة طبية ألمانية إلى أن حل الكلمات المتقاطعة يساعد على إبقاء الذهن نشيطًا، ويقلل من مخاطر الإصابة بأمراض الشيخوخة، وخاصة الخرف، وهو ما أيدته أيضًا دراسة أصدرتها جمعية الزهايمر البريطانية.
وفى الوطن العربى، لاقت اللعبة انتشارًا ونجاحًا واسعًا، فإضافة إلى انتشارها فى غالبية الصحف والمجلات المصرية والعربية، تبارى الكثير من العرب على إحراز أرقامًا قياسية فى الكلمات المتقاطعة.
ففى العام 2006 دخل الصحفى التونسى ناجى بن جنات موسوعة جينيس للأرقام القياسية بأكبر شبكة كلمات متقاطعة فى العالم، يبلغ طولها 20 مترًا وعرضها 3 أمتار، وتحتوى على 1845 مربعًا، ولكن فى العام نفسه، نجح الشاب السورى عبدالرازق مجذوب فى تحطيم هذا الرقم، بشبكة طولها 36 مترًا وعرضها 5 أمتار، وتتكون من 2920 مربعًا.
وكان آخر من حطم الرقم القياسى لأكبر شبكة كلمات متقاطعة فى العالم هو شاب مغربى يدعى “وزبير”، بشبكة يبلغ طولها 60 مترًا وعرضها 56 مترًا، وتضم 74348 لغزا ومعلومة متنوعة، وتضم 200282 خانة.