الدوحة 13-12-2022 محمد العمري
صنع المنتخب المغربي الشقيق، تاريخا جديدا في بطولات كأس العالم، بعد تأهله بجدارة واستحقاق إلى الدور نصف النهائي من مونديال قطر 2022، ليصبح ثالث منتخب من خارج قارتي أوروبا وأميركا الجنوبية ينجح في تحقيق ذلك.
لم يسبق المنتخب المغربي إلى هذا الدور “المربع الذهبي” من القارتين المذكورتين، سوى الولايات المتحدة الأميركية في أول نسخة في مونديال 1930، ومنتخب كوريا الجنوبية في نسخة 2002، حينما استضاف البطولة بالشراكة مع منتخب اليابان آنذاك، ولم ينجح أي منهما في الوصول للمباراة النهائية.
الجماهير في فلسطين تنتظر وتترقب هذا اللقاء الهام لمنتخب “أسود الأطلس”، وتأمل أن يواصل المنتخب نتائجه المبهرة والوصول للمباراة النهائية، بعد مشواره الرائع في المباريات السابقة وقدرته على مجاراة المنتخبات الكبيرة والتفوق عليها.
في السياق، أعلن رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الفريق جبريل الرجوب، عن تنظيم فعالية لمؤازرة المنتخب المغربي الشقيق بالتزامن مع مباراته مع المنتخب الفرنسي، ضمن المربع الذهبي لبطولة كأس العالم قطر 2022.
وقال الرجوب: إن قاعة أحمد الشقيري في مقر الرئاسة بمدينة رام الله ستحتضن الفعالية يوم غد الأربعاء الساعة الثامنة مساء، والتي تقام تحت رعاية الرئيس محمود عباس، بالتعاون مع سفارة المملكة المغربية لدى دولة فلسطين، وسيشارك فيها قطاعات مختلفة من أبناء شعبنا من كافة المستويات الرسمية والشعبية والرياضية والدينية.
يلتقي المنتخبان المغربي والفرنسي للمرة الأولى رسمياً في بطولة كبرى عندما يتواجهان الساعة التاسعة من مساء غد الأربعاء على إستاد البيت في مدينة الخور ضمن الدور نصف النهائي في كأس العالم، والتقيا من قبل في 5 لقاءات لكنها كانت جميعها ودية.
ويفتتح الدور نصف النهائي مساء اليوم بلقاء ناري متوازن يقام الساعة التاسعة مساء بتوقيت القدس بين منتخب الأرجنتين المرشح الأوفر لحصد اللقب والمنتخب الكرواتي الذي قدم أداء رائعا أوصله لهذا الدور، خاصة أنه أقصى المنتخب البرازيلي في الدور الماضي.
وبات منتخب “أسود الأطلس” أول منتخب عربي وإفريقي في التاريخ يصعد لنصف نهائي كأس العالم، حيث لم يسبق لأي منتخب عربي أن حقق أفضل من التأهل للدور الثاني، ففي افريقيا لم تتأهل سوى ثلاثة منتخبات لدور الثمانية وهي: الكاميرون والسنغال وغانا.
يعتبر المنتخب المغربي المفاجأة الكبرى في النسخة الحالية لكأس العالم أو الحصان الأسود للبطولة، في ظل ما حقق من نتائج مبهرة، وهو سيكون مدعوما في لقاء الغد كما اللقاءات السابقة، بمجموعة كبيرة من المشجعين من الجاليتين المغربية والعربية في قطر، إضافة إلى عشاقه القادمين من مختلف أنحاء العالم.
“أسود الأطلس” ومنذ اللقاء الأول أمام كرواتيا وصيفة العالم كانوا يتطلعون لعبور الدور الثاني، رغم صعوبة المجموعة “السادسة” التي كانت فيها أيضا بلجيكا ثالثة العالم والمنتخب الكندي العائد بعد غياب 36 عاما.
كسر المنتخب المغربي كل الحدود، وتعادل مع كرواتيا في الافتتاح سلبا، بعد أن قدم أداء رائعا، وبعدها انتصر بكل جدارة على بلجيكا بهدفين نظيفين، وفي اللقاء الثالث ضمن دور المجموعات حقق فوزا سهلا على منتخب كندا بهدفين لهدف، ليتصدر المجموعة برصيد 7 نقاط.
وضرب منتخب المغرب في الدور الثاني موعدا مع المنتخب الاسباني في لقاء ناري، وأجبروا الماتادور الاسباني على لعب شوطين إضافيين وبعدها ذهبوا لركلات الترجيح وفازوا بها بعد تألق الحارس النجم ياسين بونو أحد أفضل حراس البطولة، والذي تصدى لركلتين.
وفي الدور ربع النهائي واجه المغاربة منتخب البرتغال أقوى المرشحين للقب العالمي والذي فاز في الدور الثاني على منتخب سويسرا القوي بنتيجة كبيرة وبواقع ستة أهداف لهدف، وكان الجميع يتوقع فوز البرتغال ومواصلة المشوار، لكن كان لنجوم أسود الأطلس رأي آخر وحققوا فوزا تاريخيا بهدف وحيد جاء قبل نهاية الشوط الأول بدقائق عبر النجم يوسف النصيري.
ويعتمد منتخب “أسود الأطلس” على صلابته الدفاعية، حيث دخل مرماه هدف واحد فقط في دور المجموعات، ومن نيران صديقة عندما سجل المدافع نايف أكرد في المباراة ضد كندا بالخطأ في مرمى الحارس بونو.
ويقود المنتخب المدرب الرائع وليد الركراكي الذي قدم لقيادة الأسود قبل أشهر قليلة على انطلاق البطولة، على قائمة مميزة، يتصدر هذه القائمة الحارس ياسين بونو الذي تألق بشكل رهيب أمام اسبانيا وهو محترف في صفوف اشبيلية الاسباني، كما أن بديله منير المحمدي لا يقل عنه وتألق في لقاء بلجيكا، وفي الدفاع هناك النجم أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي سجل الركلة الأخيرة أمام اسبانيا، ونصير مزراوي نجم بايرن ميونخ، ويحيى عطية الله، وجواد الياميق.
وفي الوسط نجم تشيلسي حكيم زياش الذي كان مميزا بالدور الأول، وسفيان بوفال، وسفيان إمرابط أحد أبرز نجوم البطولة، وعز الدين اوناحي المحترف في صفوف انجيه الفرنسي، الذي ظهر بشكل لافت أمام اسبانيا ويعد أفضل النجوم، وتتسابق في هذه الأيام مختلف الأندية العالمية لضمه، وعبد الحميد صابري، وسليم أملاح، وفي الهجوم زكريا أبو خلال، وعبد الرزاق حمد الله، والنجم يوسف النصيري.
أمام فرنسا، سيُحرم المنتخب المغربي من خدمات مهاجمه البديل وليد شديرة المحترف في صفوف نادي باري الإيطالي لطرده السبت أمام البرتغال بسبب تلقيه بطاقتين صفراوين، ومن المحتمل أن يغيب أيضا عن اللقاء بسبب الاصابة رومان سايس الذي لعب أمام البرتغال وغادر خلال الشوط الثاني، ونوصير مزراوي، ونايف أكراد اللذين غابا عن لقاء البرتغال للإصابة.
كان هناك خمس مواجهات فقط بين المغرب وفرنسا، لم تكن أي منها في مسابقة رسمية وجميعها لقاءات ودية، وتميل الكفة لصالح منتخب فرنسا الذي فاز في ثلاث مباريات، وانتهى لقاءان بالتعادل، بينهما واحد حسمه المغرب بركلات الترجيح.
كان اللقاء خلال المباراة الأخيرة لعام 2007 في العاصمة الفرنسية باريس على استاد سان دوني، ووقتها عاد منتخب المغرب من بعيد وأدرك التعادل بهدفين لمثلهما في الدقائق الأخيرة من زمن اللقاء.
ويسعى منتخب فرنسا، حامل اللقب في مونديال روسيا 2018 ليكون ثالث منتخب فقط يحتفظ باللقب في كأس العالم بعد إيطاليا (1934 و1938) والبرازيل (1958 و1962)، كما أنه توج باللقب الأول في تاريخه عندما استضاف البطولة العام 1998.
وصعد منتخب “الديوك” للدور نصف النهائي بعد فوزهم الصعب في الدور ربع النهائي على منتخب انجلترا بهدفين لهدف، وكان قد تصدّر مجموعته بانتصارين، واستهل المشوار بفوز كاسح على منتخب استراليا برباعية لهدف، وبعدها تجاوز منتخب الدنمارك بهدفين لهدف، ليخسر اللقاء الثالث في دور المجموعات أمام المنتخب التونسي بهدف وحيد.
وفي الدور الثاني تغلب بسهولة على منتخب بولندا بثلاثة أهداف لهدف، في لقاء تألق فيه هدّافه كيليان مبابي الذي يتصدر هدافي كأس العالم برصيد 5 أهداف، كما برز في صفوف “الديوك” عثمان ديمبلي، واوليفيه جيرو الذي سجل 4 أهداف بالمونديال بالتساوي مع النجم الارجنتيني ميسي، والثنائي أوريلين تشواميني ودايوت أوباميكانو المهددان بالغياب بداعي الإصابة، وثيو هيرنانديز وغيرهم من النجوم.
أخيرا، المنتخب المغربي الشقيق قادر على مواصلة الحلم وتحقيق انجاز آخر في ظل ما يملكه من تشكيلة قوية بقيادة الركراكي، وليس صعبا على نجومه تجاوز المنتخب الفرنسي بعيدا عن التاريخ.
المصدر: وكالة وفا