إرث طويل الأمد في سهولة الوصول والحركة في أنحاء البلاد وفّرته دولة قطر لذوي الاحتياجات الخاصة خلال بطولة كأس العالم قطر 2022، حتى تمنح لهذه الفئة من المجتمع حقها في الاستمتاع ليس بمباريات كأس العالم فحسب، بل بالفعاليات المصاحبة أيضا.
تعزيز سهولة الوصول والحركة لذوي الإعاقة تجاوز في مونديال 2022 مجرد توفير البنية التحتية الأساسية التي تلبي احتياجات هذه الفئة من المشجعين، ليشمل إتاحة كافة السبل التي تضمن أن يشعر الجميع بالترحيب والمشاركة بفاعلية في هذا الحدث العالمي.
فغرف المساعدة الحسية كانت من أبرز المنتجات الجديدة المقدمة للمشجعين من ذوي التوحد وصعوبات الإدراك الحسي، لتمكينهم من الاستمتاع بحضور مباريات المونديال، وذلك بإشراف فريق من الخبراء في 3 من ملاعب المونديال، وهي: البيت ولوسيل والمدينة التعليمية.
وتوفر هذه الغرف مساحة مجهزة خصيصا بالتكنولوجيا الحديثة والإضاءة الملائمة لهذه الفئة من المشجعين، لتخفيف شعورهم بالاضطراب والقلق الذي قد ينتابهم أثناء المباريات، مما يجعل مونديال قطر النسخة الأكثر إتاحة في تاريخ البطولة بمرافق وخدمات خاصة تلبي كافة احتياجات ذوي الإعاقة.
ويرى المدير التنفيذي للتواصل المجتمعي والشؤون التجارية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث خالد النعمة أن الإتاحة وسهولة الوصول والحركة جاءت في مقدمة اهتمامات اللجنة أثناء مرحلة الإعداد لاستضافة كأس العالم قطر 2022، وذلك تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030 وإستراتيجية الاستدامة للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” (FIFA).
وأشار النعمة إلى حرص اللجنة العليا، من خلال العمل مع منتدى التمكين الذي يضم ممثلين عن ذوي الإعاقة، على إتاحة الفرصة أمامهم للإسهام بدور مباشر في تحديد الخدمات والتسهيلات التي يحتاجونها خلال البطولة، وكيف يمكن لبطولة كأس العالم أن تبني إرثا طويل الأمد في سهولة الوصول والحركة في أنحاء البلاد وفي المنطقة بأسرها.
أما رئيس قسم الاستدامة والبيئة في الفيفا فيديريكو أديتشي فأكد نجاح كأس العالم قطر 2022 في ريادة مشهد الأحداث الرياضية الكبرى الأخرى على صعيد تعزيز سهولة الوصول والحركة لذوي الإعاقة، الذي يتجاوز مجرد توفير البنية التحتية الأساسية التي تلبي احتياجات هذه الفئة من المشجعين.
وتشهد النسخة الحالية من كأس العالم أكبر استخدام لغرف المساعدة الحسية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة في حدث رياضي بهذا الحجم في تاريخ استضافة الأحداث الرياضية الكبرى في العالم.
كما جهزت اللجنة العليا عددا من غرف المساعدة الحسية المتنقلة في أنحاء قطر لمنح المشجعين فرصة الابتعاد عن الحشود الكبيرة أو الموسيقى الصاخبة، وذلك على كورنيش الدوحة الذي شهد مجموعة واسعة من الفعاليات والأنشطة الترفيهية والثقافية، وكذلك في مهرجان الفيفا للمشجعين في حديقة البدع في الدوحة.
وقال المشجع المغربي ياسين شهبوب (30 عاما) إن حضور كأس العالم كان حلما طالما تمنى تحقيقه طوال حياته، بسبب معاناته من احتياجات حسية تجعل من الصعب عليه الحضور بين المشجعين على مدرجات الملعب، حيث تشكل الحشود الكبيرة والأصوات الصاخبة والأضواء الساطعة في مثل هذه الفعاليات أجواء مربكة له، ولكن مع توفر الغرف الحسية في مونديال قطر، أصبح بإمكانه تحقيق حلمه والاستمتاع بمتابعة المباريات.
وأضاف شهبوب “لم أتوقع يوما أنني سأكون قادرا على تشجيع منتخبي المفضل من المدرجات، خاصة في كأس العالم، وعندما سمعت أن قطر تقدم مساحات هادئة معزولة عن الضوضاء تتيح لي الابتعاد عن الضجيج الذي لا أحتمله، بادرت على الفور بحجز تذاكر لحضور مباريات مونديال قطر 2022”.
من جهته، قال عادل العواد الذي يصطحب ابن شقيقه إبراهيم البالغ من العمر 13 عاما إلى مباريات كأس العالم، إن غرف المساعدة الحسية تعد تجربة مهمة لإبراهيم.
وأضاف “أشعر بالسعادة لمشاهدة إبراهيم وهو ينال الفرصة لحضور مباريات كرة القدم في البطولة العالمية، فهو يحب هذه اللعبة ويتحمس كثيرا لمتابعة المباريات في الملعب”.
المصدر: الجزيرة
أ.ج