لم يخل اليوم الأخير من الدور الأول في نهائيات كأس العالم 2022 في قطر من الإثارة والتشويق اللذين اتسمت بهما المنافسة منذ يومها الأول، بعد أن عرف مجموعة من الأحداث المؤثرة والمشوقة واللقطات الاستثنائية، لعل أبرزها دموع حزن الأوروغواي وصرخة فرح كوريا الجنوبية، وبينهما احتفال غاني رغم الإقصاء.
فقد عرفت آخر مباراة في دور المجموعات اكتمال عقد المتأهلين إلى دور الـ16، بعد أن التحق كل من كوريا الجنوبية وسويسرا بالركب، بينما شهد اليوم سقوطا غير متوقع لمنتخبي البرتغال والبرازيل.
غانا وكابوس ضربات الجزاء
من منا لا يتذكر الواقعة الشهيرة في نسخة كأس العالم عام 2010 بجنوب أفريقيا؟ عندما أضاع أساموا جيان ضربة جزاء في وقت قاتل أمام الأوروغواي، كان بإمكانها أن تمنح منتخب بلاده بطاقة العبور إلى المربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخ المشاركات الأفريقية في المونديال.
بعد 12 سنة، عادت “اللعنة” لتطارد الغانيين من جديد، وأمام الأوروغواي أيضا، بعد أن أضاع أندري أيو ضربة جزاء كانت ستضع منتخب “النجوم السوداء” في المقدمة، وتمهّد الطريق لهم نحو تأهل تاريخي إلى الدور الثاني.
دموع سواريز
تألق المهاجم لويس سواريز في المباراة، ومنح تمريرة حاسمة سُجل على إثرها الهدف الثاني، كما شارك زملاءه فرحة الاقتراب من التأهل، لكن سرعان ما تحولت الفرحة إلى حزن درامي في آخر الدقائق، عندما نزل الخبر القادم من المباراة الأخرى كالصاعقة، بعد إعلان تقدم كوريا الجنوبية على البرتغال.
سواريز لم يقوَ على تحمل الصدمة واستسلم لدموعه في مشهد مؤثر تناقلته وسائل الإعلام ولقي تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي. ويبدو أن النجم السابق لبرشلونة سينهي مساره مع منتخب بلاده بـ”أسوأ ذكرى” ممكنة.
كافاني وشاشة الفار
وبعد صدمة الخروج المبكر من المونديال، وثقت لقطات الجمهور تعاملا غير مقبول من لاعب منتخب الأوروغواي إدينسون كافاني أثناء خروجه من أرضية الملعب، حين ظهر وهو يتجه نحو شاشة تقنية حكم الفيدو المساعد (فار) الموجودة على أرض الملعب، ويدفعها بيده لتسقط على الأرض.
واعترض كافاني على حكم اللقاء في آخر دقائق المباراة بسبب مطالبته بركلة جزاء، لكن الحكم أصر على قراره وهو ما أغضب اللاعب بشدة.
صرخة كورية جنوبية
التفوق على البرتغال هو واحد من أكبر المفاجآت التي حققتها كوريا الجنوبية في هذه البطولة، بعد أن انتصرت عليها 2-1 في مباراة مثيرة وبهدف قاتل.
ففي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن المباراة ستنتهي بالتعادل، وأن بطاقتي التأهل عن هذه المجموعة ستكونان من نصيب البرتغال والأوروغواي، ظهر الفنان هيونغ مين سون نجم توتنهام الإنجليزي، وقدم تمريرة ساحرة لزميله هي شان هوانغ الذي وجد نفسه وجها لوجه أمام حارس البرتغال، فأسكن الكرة في الشباك معلنا فوز بلاده.
وأسعد هذا الهدف والانتصار الكوريين بعد صفارة النهاية، لكنهم تجمعوا حول شاشة الهاتف لمتابعة المباراة الأخرى التي لم تنته بعد بين الأوروغواي وغانا، ثم أطلقوا صرختهم الكبرى بعد انتهائها وإعلانهم متأهلين للدور الثاني بأفضلية عدد الأهداف المسجلة.
ولم تقتصر الفرحة على الكوريين، إذ انضم إليهم جماهير المنتخب الغاني الذين عبروا عن فرحتهم لخروج الأوروغواي التي حرمتهم من نصف نهائي مونديال 2010.
هدف تاريخي وبطاقة حمراء
وعلى الرغم من عدم نجاحه في قيادة منتخب “الأسود غير المروضة” للدور الثاني، فإن فينسنت أبو بكر دخل قلوب الملايين من الكاميرونيين، وسيظل بطلا في بلاده لفترة طويلة، بعد أن قاد منتخب بلاده للفوز على البرازيل.
فبعد هدفه الجميل أمام صربيا في المباراة الماضية، تمكن مهاجم النصر السعودي من وضع بصمته الثانية في المونديال، ووقع على هدف قاتل في مرمى البرازيل في الدقيقة 94 من رأسية رائعة، معلنا عن تحقيق واحدة من أكبر المفاجآت في هذه البطولة.
ويبدو أن فرحة الهدف التاريخي أنست أبو بكر البطاقة الصفراء التي حصل عليها في المباراة، فخلع قميصه احتفالا بالهدف، فما كان من الحكم الأميركي المغربي إسماعيل الفتح الذي أدار اللقاء سوى أن أشهر في وجهه البطاقة الصفراء الثانية، ثم الحمراء.
ويعتبر أبو بكر ثاني لاعب في تاريخ المونديال يتلقى البطاقة الحمراء بعد تسجيله هدفا في المباراة، بعد الفرنسي زين الدين زيدان وواقعة النطح الشهيرة أمام إيطاليا في نهائي نسخة 2014 في ألمانيا.
قميص بيليه يزين سماء الدوحة
وفي مشهد مبهر، زيّن قميص الأسطورة البرازيلي بيليه سماء كورنيش الدوحة، في استعراض بالليزر أثار إعجاب زوار المدينة من كل أنحاء العالم.
وتأتي هذه الالتفاتة تكريما للنجم البرازيلي، أحد أبرز من لعب الكرة على مرّ العصور، في ظل تواتر الأخبار عن تدهور وضعه الصحي بعد أن تم إدخاله المستشفى منذ أيام لتلقي العلاج.