حذّر الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند من أن حلقة العنف المفرغة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لن تتوقف ما لم تنه إسرائيل احتلالها، لا بل على العكس، تنبأت النتائج الأولية لانتخابات “الكنيست” الإسرائيلية بحكومة جديدة عازمة على حكم دائم للفلسطينيين.
وقال إيغلاند في تصريح له، اليوم الأربعاء، عقب زيارته خلال الأسبوع الجاري للأراضي الفلسطينية المحتلة، “أشعر بالارتياب من تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي كنت شاهدا عليها بنفسي هذا الأسبوع”.
وأضاف: أنظر إلى الحياة اليومية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وكيف أنه ليس هناك أي فرصة يشعرون فيها بالراحة أو الاطمئنان، إن آمال الفلسطينيين في مستقبل طبيعي تتضاءل كل يوم يُجبر فيه الناس على العيش في ظل احتلال قمعي طويل الأمد، نحن بحاجة إلى إجراءات دولية حازمة لضمان عدم التصعيد”.
وحمّل إسرائيل، كقوة محتلة، مسؤولية ضمان رفاهية الفلسطينيين، منوها إلى أنها بدلا من أن تفعل ذلك، تظهر المزيد من التمييز والقمع المنهجي والمؤسسي، الذي يتسبب بالحرمان، والعدم للفلسطينيين.
وأضاف إيغلاند، “بفعل الاحتلال فقد فُرض على المراهقين في غزة أن يقضوا حياتهم كلها تحت الحصار، حيث لم يعرفوا مكانا آخر لأنهم لا يستطيعون الخروج، وبالنسبة للقرويين في الضفة الغربية، تستمر احتمالية أن يتم إطلاق النار عليهم أو اعتقالهم دون تهمة أو حتى هدم منازلهم. وأيضا بسبب الاحتلال يُلاحظ أن عنف المستوطنين في تصاعد مستمر، وغالبًا يتم ذلك وسط إفلات كامل من العقاب وتحت حماية القوات الإسرائيلية”.
ونوه إلى أن المجلس النرويجي للاجئين يدعم حاليًا أكثر من 4000 أسرة في قضايا قانونية تتعلق بالهدم والإخلاء القسري وإلغاء الإقامة، هذه الأرقام لا تمثل سوى جزء من إجمالي الحالات وتظهر الحاجة المستمرة مع استمرار السلطات الإسرائيلية في ممارساتها غير القانونية.
وأشار إلى أن “إسرائيل وحلفاءها يواصلون تجاهل معاناة ملايين الفلسطينيين، ورسالتنا إلى حكومة إسرائيل القادمة واضحة: أنهوا احتلالكم غير المبرر للأراضي الفلسطينية. كأي منتهك آخر لحقوق الإنسان والقانون الدولي، يجب محاسبة إسرائيل على أفعالها، لا يمكن أن يكون هناك حل بلا عدالة”.
وأضاف إيغلاند “التقيت هذا الأسبوع ببعض الأمهات في غزة، أخبروني كيف خسروا المنزل الذي بنوه مع عائلاتهم بعد أن دمره القصف الصاروخي، كما أخبروني كيف أن أطفالهم لا يعرفون كيف يبدو العالم الخارجي، وكيف أنه لا يُسمح لهم بالذهاب لمسافة تزيد على ساعة بالسيارة بسبب الحصار الذي تفرضه اسرائيل”.
وحثّ المجلس النرويجي للاجئين الحكومة الإسرائيلية على إلغاء القيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع، بما يتماشى مع الالتزامات القانونية الدولية للسماح بالتعافي الاقتصادي والتنمية المستدامين.
ودعا إلى ضرورة أن يضغط المجتمع الدولي على السلطات الإسرائيلية لوقف الترحيل القسري للمجتمعات في المنطقة “ج”، والتي لا تزال تشهد استخدامًا مفرطًا للقوة، وتدميرًا للممتلكات، وعنفًا من قبل المستوطنين.
كما شجع المجلس النرويجي للاجئين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على إعطاء الأولوية لزيارة عاجلة وإشراك الأطراف، وفي مقدمتها إسرائيل، القوة المحتلة، لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح، والمزيد من المعاناة، والإصابات ضمن صفوف الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأشار إلى أنه يواصل دعم آلاف العائلات الفلسطينية للتعافي من الصدمات المتعددة، كالعنف، وعمليات الإخلاء، والانهيار الاقتصادي، والاحتلال، ولكن هذا لا يكفي، ولا يمكن أن يستمر إذا استمرت إسرائيل في احتلالها القاسي”.
ر.ن