تروي المحفوظات السمعية والبصرية قصصًا عن معايش الناس وثقافاتهم. فهي تمثل تراثًا لا يقدر بثمن ومصدرا قيِّمًا للمعرفة لما لها من دور في إبراز التنوع الثقافي والاجتماعي واللغوي لمجتمعاتنا. والمحفوظات تساعدنا في النمو الإدراكي وتعميق الفهم بالعالم الذي نتشاركه جميعًا. ولذا، فإن صون هذا التراث وضمان إتاحته للجمهور والأجيال المقبلة يُعد هدفًا حيويًا لجميع المؤسسات المعنية بالذاكرة المجتمعية.
ويتيح اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري مناسبة لإذكاء الوعي العام بالحاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة وإدارك أهمية الوثائق السمعية والبصرية. وهو بمثابة فرصة للدول الأعضاء لتقييم أدائها فيما يتعلق بتنفيذ توصية 2015 المتعلقة بصون التراث الوثائقي، بما في ذلك التراث الرقمي، وإتاحة الانتفاع به، كما أنه يعزز التدفق الحر للأفكار بالكلمة والصورة باعتبارهما أداتا تمثيل لتراثنا المشترك ولذاكرتنا.
ومن خلال مبادرات اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري، وبرنامج ذاكرة العالم، ومشروع أرشيف اليونسكو ❞رقمنة تاريخنا المشترك❝، يتم تشجيع عمل المتخصصين في مجال صيانة المحفوظات بما يضمن المحافظة على العوامل التقنية والسياسية والاجتماعية والمالية وغيرها من العوامل الأخرى التي تساهم في حماية تراثنا السمعي والبصري.
اعتمدت الدورة الثالثة والثلاثون للمؤتمر العام لليونسكو القرار 33 م/53 لإعلان 27 تشرين الأول/أكتوبر يوما عالميا للتراث السمعي البصري، وبمناسبة قيام الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر العام في عام 1980 باعتماد توصية صون وحفظ نقل الصور .
وفي حين أن هذه التوصية ساعدت على زيادة الوعي بأهمية تراثنا السمعي البصري وكانت مفيدة في ضمان الحفاظ على هذه الشهادة الفريدة في كثير من الأحيان للتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للأجيال المقبلة، يلزم بذل مزيد من الجهود لأن التسجيلات السمعية البصرية معرضة بشكل خاص، تتطلب اهتماما خاصا لأمنها على المدى الطويل. وتعتبر الذكرى السنوية لاعتماد التوصية فرصة مناسبة في الوقت المناسب لبدء حركة الاعتراف بفوائد الحفاظ على التراث السمعي البصري.
التسجيلات الصوتية والصور المتحركة هي عرضة للغاية لأنها يمكن أن تكون سريعة وتدمير عمدا. إن تراثنا السمعي البصري، الذي يعتبر رمزا أساسيا في القرن العشرين، يمكن أن يفقد بشكل لا رجعة فيه نتيجة للإهمال والتدهور الطبيعي والتقادم التكنولوجي. ويجب إشراك الوعي العام بأهمية الحفاظ على هذه التسجيلات، ويهدف اليوم العالمي للتراث السمعي البصري ليكون منصة لبناء الوعي العالمي.
وتشمل الأنشطة التي تحدث خلال هذه الفعالية ما يلي:
- المسابقات، مثل مسابقة شعار، لتعزيز اليوم العالمي للتراث السمعي البصري.
- برامج محلية نظمت كجهد مشترك بين أرشيف الأفلام الوطنية، والمجتمعات السمعية البصرية، ومحطات التلفزيون أو الإذاعة، والحكومات؛
- عقد حلقات نقاش ومؤتمرات ومحادثات عامة بشأن أهمية الحفاظ على الوثائق السمعية البصرية الهامة؛
- عروض أفلام خاصة.
المصدر: الأمم المتحدة
ر.ن