(أ ف ب) -بوشرت في أربع مناطق تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا، الجمعة، استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا، فيما أعلنت كييف تقدّم قواتها في شرق البلاد.
والاستفتاءات التي تجري في دونيتسك ولوغانسك بشرق أوكرانيا، كما في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الواقعتين جنوبا، أثارت إدانات واسعة واعتبرها حلفاء كييف زائفة.
في غضون ذلك، تواصلت تعبئة مئات آلاف جنود الاحتياط الروس بعد تقدّم الجيش الأوكراني الذي يستخدم شحنات الأسلحة الغربية.
وحضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العالم الجمعة على إدانة “الاستفتاءات الزائفة” التي بدأت روسيا تنظيمها لضمّ مناطق تسيطر عليها في أوكرانيا.
وقال في خطابه اليومي للأمة “سيتفاعل العالم بشكل عادل تماما مع الاستفتاءات الزائفة – ستتم إدانتها بشكل قاطع”.
من جهته تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان الجمعة أن الولايات المتحدة “ستعمل مع حلفائها وشركائها لفرض إجراءات اقتصادية إضافية سريعة وحازمة ضد روسيا” إذا ضمت أراضي أوكرانية.
واعتبر بايدن أن “الاستفتاءات الروسية صورية وذريعة كاذبة لمحاولة ضمّ أجزاء من أوكرانيا بالقوة”.
في وقت سابق هذا الشهر استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على غالبية منطقة خاركيف (شمال شرق) في هجوم كبير مضاد حررت خلاله مئات القرى والبلدات التي ظلت لأشهر تحت السيطرة الروسية.
واتهم محققو الأمم المتحدة الجمعة موسكو بارتكاب “جرائم حرب” في أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في أواخر شباط/فبراير الماضي، عارضين تقريرا يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى الآن.
وأعلنت السلطات الأوكرانية الجمعة أنها قامت بإخراج 447 جثة كانت مدفونة في غابة قرب مدينة إيزيوم التي استعيدت من الروس، 30 منها تحمل “آثار تعذيب”.
وقالت النيابة الاقليمية عبر فيسبوك “في إيزيوم، انتهى إخراج جميع الجثث من موقع المقبرة الجماعية (…) تم إخراج 447 جثة”، بينها 425 جثة لمدنيين منهم خمسة أطفال، إضافة الى جثث 22 عسكريا أوكرانيا.
ووجه الاتحاد الأوروبي رسالة إلى الأمم المتحدة الجمعة لمطالبتها بنشر تقرير عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للاتصالات في أوكرانيا خلال سبعة أشهر من الغزو الروسي.
توازيا، بدأت الاستفتاءات الجمعة عند الخامسة صباحًا بتوقيت غرينتش وتستمرّ خمسة أيام، وتأتي في أعقاب إعلان الرئيس فلاديمير بوتين هذا الأسبوع تعبئة جزئية لنحو 300 ألف من عناصر الاحتياط.
والجمعة بثت وكالة تاس الروسية للأنباء مشاهد تظهر مسؤولين في باحات مبان في دونيتسك وهم يبلغون السكان بالمذياع أن التصويت بدأ وكانوا يحيطون بأحد المواطنين لدى إدلائه بصوته.
في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الواقعتين شرقا، واللتين اعترف بوتين باستقلالهما حتى قبل بدء غزو أوكرانيا في شباط/فبراير، سيُطلب من السكان الإجابة عما إذا كانوا يؤيدون “انضمام جمهوريتهم إلى روسيا”، بحسب وكالة الأنباء الروسية تاس.
وفي خيرسون وزابوريجيا سيُطرح سؤال “هل تؤيد الانفصال عن أوكرانيا، وإقامة دولة مستقلة وانضمامها إلى الاتحاد الروسي بوصفها تابعة للاتحاد الروسي؟”.
لم تصل الصين القريبة من موسكو إلى حد التنديد بالاستفتاءات، لكنها دعت إلى احترام وحدة الأراضي.
وحصل لقاء مفاجئ الجمعة في نيويورك بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا.
في المقابل، وجهت أوكرانيا الجمعة انتقادًا إلى إيران لإرسالها أسلحة إلى روسيا، منددة بإجراءات تتنافى ووحدة اراضي البلاد، وذلك تزامنا مع ضربة روسية بواسطة طائرة مسيرة إيرانية على مدينة أوديسا (جنوب) أسفرت عن سقوط قتيل.
وكتب سيرغي نيكيفوروف المتحدث باسم الرئيس فولوديمير زيلينسكي على فيسبوك “إنها اجراءات إيرانية تتعارض مع سيادة دولتنا ووحدة أراضيها، وتتعارض أيضا مع حياة المواطنين الأوكرانيين وصحتهم”.
وأعلن الجيش الأوكراني الجمعة استعادة بلدة ياتسكيفكا من القوات الروسية في منطقة دونيتسك بشرق البلاد.
وقال أوليكسي غروموف المسؤول في هيئة الأركان العسكرية الأوكرانية للتلفزيون إن “الأوكرانيين استعادوا أيضا السيطرة على مواقع جنوب باخموت”، المدينة الرئيسية في منطقة دونيتسك والمستهدفة منذ أسابيع بهجمات روسية.
وقال دنيس بوشيلين زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك مساء الخميس “إن الوضع في شمال (دونيتسك) صعب للغاية”.
في منطقة لوغانسك، تحدّث ممثل العسكريين الموالين لروسيا أندري ماروتشكو عن قصف أوكراني، مشيرًا إلى أن قوات كييف “تريد أن تفعل كل شيء لعرقلة الاستفتاء”.
بدأت موسكو الخميس الاستدعاء الإلزامي لقواتها، بعد أن أعلن بوتين تعبئة 300 ألف عنصر من الاحتياط للمشاركة في الحرب.
وكان ميخايل سوتين (29 عامًا) يتوقّع أن يُعتقل حين ذهب الأربعاء للتظاهر في موسكو احتجاجا على إرسال مئات آلاف جنود الاحتياط إلى أوكرانيا. لكن ما لم يكن يتوقّعه هو أن يتلقّى أمر تجنيد ليتوجّه إلى جبهة القتال.
وروى الشاب لوكالة فرانس برس خلال حديث هاتفي الخميس “كنت أتوقّع حصول (الإجراءات) الاعتيادية: الاعتقال ثمّ مركز الشرطة ثمّ المحكمة … لكن أن أسمع: ستذهب غدًا إلى الحرب … كان مفاجئًا”.
عشية إعلان التعبئة، صوّت البرلمان الثلاثاء على عقوبات بالسجن لمن يرفض الالتحاق بالجيش أو يفرّ من الخدمة العسكرية. غير أن النص لم يدخل حيّز التنفيذ بعد.
وأبلغ حرس الحدود في كازاخستان عن تدفق فارّين من روسيا على الحدود الروسية الكازاخستانية، مؤكّدين أن الوضع “تحت سيطرة استثنائية”.
وقال شخص تحدثت وكالة فرانس برس اليه وفضّل عدم كشف هويته إنه انتظر ثماني ساعات لدخول كازاخستان و12 ساعة أخرى للوصول إلى منغوليا.
وتضاعف عدد الروس الوافدين إلى فنلندا منذ أعلنت موسكو التعبئة، وفق ما أفاد ناطق باسم وكالة الحدود فرانس برس الجمعة، في وقت تستعد الدولة الشمالية لفرض قيود على دخولهم.
المصدر: وكالة الانباء الفرنسية
ع.د