استحوذ المسلسل المصري “سفاح الجيزة”، المستوحى من قصة حقيقة لسفاح قتل زوجته وصديقه، وشقيقة زوجته، وسيدة أخرى، على اهتمام المتابعين والنقاد بسبب ظهور بطل العمل أحمد فهمي، بشكل هادئ خلال الأحداث رغم بشاعة طريقة قتل ضحايا، والتركيز على اهتمامه بالطبخ، وأعاد المسلسل تذكير المتابعين بالقضية الشهيرة للسفاح، والذي مازال ينتظر تنفيذ عقوبة الإعدام شنقا.
وبدأت إحدى منصات المشاهدة المدفوعة، في 25 أغسطس/ آب الماضي، عرض أولى حلقات المسلسل، الذي من بطولة أحمد فهمي، وباسم سمرة، وميمي جمال، وحنان يوسف، ومن تأليف محمد صلاح العزب، وإخراج هادي الباجوري، وعرضت 4 حلقات من المسلسل المكون من 8 حلقات فقط.
وكانت الأجهزة الأمنية في مصر ألقت القبض على قذافي فراج عبد العاطي المعروف باسم “سفاح الجيزة” في عام 2020 لاتهامه بقضية سرقة محل ذهب مملوكة لوالد زوجته الخامسة منتحلا اسم صديقه رضا، إلا أنه عقب القبض عليه توجهت أسرة صديقه واكتشفت انتحال شخصية ذويهم، وتقدمت ببلاغ للتحقيق معه في قضية اختفاء رضا.
وبعد التحقيق مع قذافي كشف عن ارتكابه 4 وقائع قتل بدأت بصديقه رضا عام 2015، ودفنه في إحدى الشقق التي كان يملكها بالجيزة، وتلاه قتل زوجته ودفنها بذات الشقة، وبعدها قتل شقيقة زوجته الثالثة ودفنها أيضا في غرفة أخرى بنفس العقار، ثم انتقل للإسكندرية وقتل الضحية الرابعة ودفنها في مخزن مملوك له.
وقال الناقد الفني طارق الشناوي إن “المسلسل نال متابعة واسعة من الجمهور نتيجة عدة أسباب أولها قصة العمل طازجة عن مجرم خطير سقط في قبضة الأجهزة الأمنية منذ فترة قصيرة، ومازال حيا ولم ينفذ عقوبة الإعدام مما أثار اهتمام الجمهور لمتابعة العمل، وكذلك جرأة صناع المسلسل في تناول قصة حقيقة لمجرم خطير استطاع قتل 4 ضحايا وإخفاء جريمته، إضافة إلى الإيقاع السريع في تناول القصة دون مط أو تطويل، ويرجع ذلك لمخرج العمل هادي الباجوري، والذي عمل لسنوات طويلة في الإعلانات و(فيديو كليب) مما ترك أثرا على طريقة عرض الأحداث”.
ومع مطلع فبراير/ شباط 2021، أصدر النائب العام السابق قرارا بإحالة السفاح إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد لأربع ضحايا وهم زوجته وسيدتان ورجل مع سبق الإصرار خلال عامي 2015 و2017 وإخفائه جثاميهم بدفنها في مقابر أعدها لذلك، وصدرت ضده 4 أحكام بالإعدام في هذه الجرائم.
وأضاف الشناوي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن “مؤلف المسلسل محمد صلاح العزب استطاع كتابة أحداث العمل بطريقة مثيرة، وأضاف لأحداث القصة دون نقلها فقط، كما أن بطل العمل فهمي اهتم بكل تفاصيل الشخصية، وذلك يرجع لموهبته في الكتابة”، مشيدا بـ”جرأته في الابتعاد عن القالب الكوميدي، وتجديد الأدوار التي يلعبها مما أثبت موهبته الفنية”، كما أشاد باستخدام الأغاني في العمل عبر المزج بين موال “العدل فوق الجميع” للمطربة الشعبية الراحلة بدرية السيد، المشهورة باسم “بدارة”، وأغنية “العتمة” للمطربة الشابة سمر طارق، وكذلك أداء الفنانة حنان يوسف، والتي تتميز بـ”موهبة كبيرة”.
ويرى طارق الشناوي أنه “كان يجب على مؤلف المسلسل أن يضيف أبعادا أعماق للعمل بشكل يدفع المشاهد لتكرار مشاهدة العمل مرة ثانية، وأن يستمر العمل لسنوات طويلة”، غير أنه أشار إلى أنه “تم عرض 4 حلقات فقط من المسلسل وقد تظهر أبعاد أخرى للعمل في الحلقات المقبلة”.
وحول تأثير عدم إعدام المتهم على نهاية المسلسل، قال الناقد الفني إن “المسلسل لا يوثق لسيرة المتهم قذافي فراج، وعدم تنفيذ حكم الإعدام بسبب إجراءات قضائية لا يؤثر على العمل الفني”.
وردا على الهجوم على العمل لتناوله قصة مجرم خطير، قال الشناوي إن الهجوم على هذه النوعية من المسلسلات “غير جديد لأن هناك شخصيات تاريخية عديدة تركت أثر إيجابي في الوطن أولى بتناولها، ولكن يجب العلم أن هناك فارق بين القيمة الدرامية والقيمة الأدبية؛ فالفن يراهن على القيمة الدرامية بدليل أن قصة السفاحتين ريا وسكينة هي أكثر عمل فني تناول بأكثر من طريقة سواء كوميدية أو تراجيدية، وحققت معظمها نجاحا، خاصة وأن ما يجذب المبدع السلبي وليس الإيجابي، بدليل أن شخصيات القاتل والسفاح تم تناولها في العديد من الأعمال عن العلماء”.
س.ب