أكّدت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للأسرى في سجون الاحتلال، اليوم الخميس، أنهم ماضون في استعدادهم لخطوة الإضراب المقررة في الـ25 من آذار/مارس الجاريّ، رفضًا للهجمة المضاعفة التي تنفذها إدارة السّجون بحقّهم.
ووجهت اللجنة في عدة رسائل وبيانات صدرت عنها، نداءً إلى كل أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والمهجر بضرورة التحرك لإسنادهم في معركتهم القادمة، التي تبقى على موعدها ثمانية أيام، الأمر الذي يتطلب جهدًا مضاعفًا من الجميع.
وأوضح نادي الأسير، أن إدارة السّجون تحاول منذ الأمس عقد جلسات لثني الأسرى عن الإضراب ومطالبتهم بتأجيل الخطوة، إلا أن الأسرى أبلغوها بشكل واضح أنّ إجراءاتها التنكيلية هي من حددت توقيت وتاريخ الإضراب، ولم يعد هذا القرار خيارًا بل أصبح مسارًا لا بد منه.
ولفت إلى أنّ هذا الإضراب، جاء بعد سلسلة معارك نفذها الأسرى على مدار سنوات للحفاظ على منجزاتهم التي حققوها عبر نضال طويل وعلى مدار عقود، وكذلك بعد مجموعة من التحولات التي تحاول إدارة السّجون فرضها على الأسرى كواقع وبقرار من حكومة الاحتلال، وتحديدًا منذ أن خرجت حكومة الاحتلال بلجان في عام 2018 ومنها ما عُرفت في حينه بلجنة “أردان”، والتي أوصت فعليًا بالقضاء على منجزات الأسرى، وفرض واقع جديد عليهم، وتضاعف هذا الأمر مع اللجنة الجديدة التي شُكّلت في أعقاب عملية “نفق الحرّية”.
ويذكر أن من ضمن ما خرجت به لجنة “أردان” عام 2018: المسّ بالتّمثيل التّنظيمي والنّضالي للأسرى، ومشتريات “الكانتينا”، وتقييد الحركة داخل الأقسام، والمس بمدّة ومواعيد “الفورة”- الخروج إلى ساحة السّجن، وزيارات العائلات، إضافة إلى المسّ بكمية ونوعية الطّعام السيئة أصلًا، وكذلك كمية المياه المتوفّرة، وعدد الكتب المسموح بها، والتّعليم والدّراسة.
وفي حينه ومن ضمن ما نفذته إدارة السجون استنادًا إلى تلك التوصيات، الاستيلاء على آلاف الكتب والمخطوطات التّعليمية من سجني “هداريم” و”نفحه”، وتشغيل كاميرا مراقبة في ساحة “الفورة” المخصصة للأسيرات في سجن “هشارون”، قبل نقلهم إلى سجن “الدامون” لاحقًا، وضاعفت من عمليات التفتيش اليومي للأسرى.
وخلال عام 2019 نفذت اقتحامات كانت الأشد عنفًا منذ أكثر من عشر سنوات، وخلالها أصيب العشرات من الأسرى بدرجات متفاوتة، ولم تتوقف تداعياتها حتّى اليوم.
وفي عام 2020، أقدمت مخابرات الاحتلال على إصدار أوامر عسكريّة، استهدفت حقوق الأسرى وعائلاتهم، وكانت من أخطر الأوامر التي تصدر، وهي فعليًا تمسّ الوجود الفلسطيني ونضاله.
ولاحقًا في عام 2021، أصدرت أمرا عسكريا استهدفت فيه مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني ومنها مؤسسات حقوقية تعنى بشؤون الأسرى.
وبناء على ما سبق، أكد نادي الأسير مجددًا، أن الهجمة القائمة على الأسرى لم تبدأ منذ شهور قليلة، بل إنها امتداد لعدوان تنفذه أجهزة الاحتلال بمختلف مستوياتها وأدواتها وأن الإضراب القادم ما هو إلا نتيجة حتمية لكل ما واجهه الأسرى على مدار سنوات، إلا أنها تستخدم تمكن ستة أسرى من انتزاع حريتهم من سجلن جلبوع كذريعة لاستكمال مخططها القائم أصلًا.
وفي وقت سابق، قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس، إن على إدارة سجون الاحتلال التوقف عن إجراءاتها ضد الأسرى لتفادي انفجار الأوضاع داخل المعتقلات.
وأضاف فارس في حديث لبرنامج “ملف اليوم” عبر تلفزيون فلسطين: “إن الحركة الأسيرة قررت الشروع بإضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من الـ25 من آذار الجاري، واتخذت هذا القرار بناءً على إجراءات الاحتلال ضدهم، والإجراءات المرتبطة بلجنة “أردان” واللجنة التي شكلت بعد عملية نفق الحرية”.
وشدد على أن المعتقلين اليوم يقاتلون تحت راية واحدة، كون المعركة تدار من قبل قيادة موحدة وهي لجنة “الطوارىء الوطنية العليا”، وتضم كافة التنظيمات، وستشارك فيها كل المعتقلات.
وحول الوضع الصحي الخطير للأسير ناصر أبو حميد، قال: “تقارير الأسير أبو حميد الطبية، تذكرني بحالة الشهيد كمال أبو وعر وسامي أبو دياك، هذا السيناريو المؤلم يكرر نفسه، وسنصل إلى نفس المصير إن لم تعالج قضية ناصر بطريقة أخرى غير تلك التي حدثت مع الأسرى المرضى الذين سبقوه وارتقوا شهداء”.
من جانبها، أكدت عائلة الأسير أبو حميد ضرورة أن يقف العالم وأصحاب الضمائر الحية إلى جانب قضية الأسرى خاصة المرضى منهم، وقال شقيقه ناجي، إن ناصر نقل من سجن الرملة إلى سجن “آساف هاروفيه” بعد أن كان يتابع سابقا في مستشفى “برزلاي”، بضغط من محامي الصليب الأحمر لقربها من عيادات سجن الرملة، وأجريت له عملية تصوير نووي.
وأضاف: “النتيجة سيئة جداً، وهي تضع العالم أمام مسؤولياته بأن يتحرك كل ذي ضمير حي من أجل إنقاذ ناصر الذي يؤكد التقرير أنه في مراحل متقدمة جدا من المرض”.
بدورها، قالت والدة الأسير أبو حميد: “لم أقم بزيارة ناصر منذ شهرين ومن حقي كأم أن أطالب بعلاج ابني خارج السجون، فناصر لم يعد يتعرف على شقيقته وشقيقه اللذين يزورانه باستمرار”.
وأضافت: “وضع ناصر خطير جداً وإدارة السجون تتحمل المسؤولية حيال ذلك، وهذا يستدعي وقفات جادة من العالم”.
س.م
المصدر: الحياة الجديدة