الخبيرة الإسرائيلية شمريت مائير تشكك في واقعية الأهداف المعلنة من الحرب على غزة

الخبيرة الإسرائيلية شمريت مائير تشكك في واقعية الأهداف المعلنة من الحرب على غزة
25 نوفمبر 2024
(شباب اف ام) -

شكّكت شمريت مائير، الخبيرة الإسرائيلية في الشون العربية والفلسطينية، في واقعية الأهداف التي أعلنتها حكومة الاحتلال من الحرب على قطاع غزة، مؤكدة أنه ليس بالإمكان فصل حركة حماس عن الشعب الفلسطيني كما تحاول الإدارة الأمريكية أن تفعل.

شمريت مائير، المستشارة السياسية لنفتالي بينيت عندما كان رئيسًا للوزراء، قالت في مقال نشرته، الأحد، إن المناقشات حول إعادة إقامة “غوش قطيف” -وهي مستوطنة إسرائيلية في قطاع غزة قبل الانسحاب- أو إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت قيادة السلطة الفلسطينية، كلها “هراء وضرب من الأوهام” وفق وصفها، مضيفة: “نحن نتقاسم جلد الدب قبل اصطياده، والطريق إلى ذلك ستكون  طويلة وشاقة”.

وأكدت شمريت مائير، أنه “ليس هناك أي شيء جيد ينتظر إسرائيل في نهاية المعركة مع غزة، حتى لو استطاعت تقويض حركة حماس بشكل لا يبقيها في السلطة”.

وقالت مائير، إن حركة حماس لها “جذور عميقة في داخل شعبها، وهي حزب الشعب الذي تتمتع بدعمه، كما أن كتائب القسام هم الجيش الفلسطيني”، مشددة، أنه لا يمكن فصل حماس عن الشعب الفلسطيني، “رغم الإصرار الأمريكي العنيد على ذلك، وهي (حماس) ليست داعش بهذا المعنى”.

وأضافت: “لنفترض أننا نجحنا في احتلال غزة وتقويض حماس، فإن البديلين المقدمين لغزة في اليوم التالي هما: السلطة الفلسطينية بمظلة إقليمية، والاحتلال الإسرائيلي، وهذان الحلان ليسا واقعيين ولا جيدين”.

وتابعت: “من هو أبو مازن الذي سيحكم غزة؟ ذلك الذي لم يكن ليصمد دقيقة واحدة في رام الله من دون الحماية الإسرائيلية؟ من هم أولئك المجانين الذين سيتطوعون لتمويل هذا الشيء مع مرور الوقت؟ الدول العربية؟ لقد شاهدتم حالة الهستيريا التي أصابتهم الآن. ولنفترض أن ذلك سيحصل، ما هي حرية العمل الأمني التي سنتمتع بها في هذه الحالة؟”.

أما البديل الآخر في قطاع غزة عن حكم السلطة الفلسطينية، وفقًا لشمريت مائير، فهو “احتلال إسرائيلي كامل ومستمر لقطاع غزة، وهذا لن يوافق عليه الأمريكيون، وبشكل عام من وجهة نظري نكون مثل من عاقب نفسه على الجريمة التي ارتكبت بحقنا. غزة هي طريق باتجاه واحد لا مجال للخروج منه” حسب تعبيرها.

وأشارت شمريت مائير في مقالها إلى التصعيد مع حزب الله اللبناني في شمال فلسطين، وقالت، إن حزب الله يقوم بشد الحبل أكثر “ظنًا منه أن الأمريكيين يقيدون أيدينا”، معتبرة أن الحرب على جبهتين (مع غزة، وحزب الله) في وقت واحد لا يمكن أن تقع، إلا في حال كان الإسرائيليون راغبين في هذه الحرب.

ورأت، أنه في حال نجح الجيش في التقدم في قطاع غزة واقترب من تحقيق هدفه بتجريد حماس من السلطة، فإن وتيرة التصعيد سوف تزداد كثيرًا في شمال فلسطين، منوهة أن حزب الله يُعد في الفترة الماضية البنية التحتية الخطابية للجمهور اللبناني، “بأننا إذا لم ندافع عن لبنان فسيسحقوننا مثل غزة في نهاية المطاف”.

وأضافت، أن العدو الحقيقي الأكثر خطورة هو حزب الله، “وإذا كنا قد حشدنا كل قواتنا، غضبنا، طاقتنا، مواردنا، استعدادنا للتضحية من أجل حرب اسرائيل الكبرى في القرن الـ21، فإن حزب الله هو الذي يجب أن نلقي عليه كل ثقلنا، ويجب علينا أن لا نترك له المبادرة”.

وبحسب شمريت مائير، فإنه بالرغم من الخطابات الحماسية التي يلقيها قادة الاحتلال، “هناك احتمالٌ منطقيٌ أن تنتهي الحرب على غرار نهاية حرب 2014، بحيث يتم توجيه ضربة قاسية لحركة حماس في قطاع غزة وإيقاع عدد كبير جدًا من الضحايا، يصاحبها قيام الأمريكيين بكبح جماح الحدث حتى لا يتطور إقليميًا، ثم العودة إلى حبل رفيع للغاية على الحدود مع لبنان، والعودة أيضًا إلى الخلافات الداخلية الإسرائيلية وانعدام ثقة الجمهور بالقيادة.

ر.ن