أبرز ما تناولته الصحف العبرية عن عملية وأحداث حوارة وقمة العقبة

أبرز ما تناولته الصحف العبرية عن عملية وأحداث حوارة وقمة العقبة
23 نوفمبر 2024
(شباب اف ام) -

 ركزت وسائل الإعلام العبرية، الصادرة الإثنين، على الأحداث التي شهدتها بلدة حوارة جنوب نابلس أمس، مرورًا بالعملية التي أدت لمقتل مستوطنين، وما جرى من عنف المستوطنين الانتقامي بحق الفلسطينيين، وصولًا لما يمكن أن تحقق “قمة العقبة” من نتائج ميدانية توقف التصعيد الحالي قبل شهر رمضان المبارك نهاية الشهر المقبل.

ووفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الحكومة اليمينية الحالية الأكثر فوضوية وتفككًا وفقدانًا للحكم والردع، سواء بفعل الخلافات الداخلية الإسرائيلية، أو الصراع مع الفلسطينيين، وهو ما يظهر من مقتل 13 إسرائيليًا في أقل من شهر، وهو ثمن الفشل الظاهر حاليًا.

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو كان كثيرًا ما يهاجم رؤساء الحكومات التي لم يكن مشاركًا فيها، ويتهمهم بفقدان الحكم والردع، ولكن هذه المرة الحكومة اليمينية الكاملة التي يقودها لم تكن على مستوى التوقعات.

ورأت أن ما جرى في حوارة الليلة الماضية لا يقل عن الأحداث التاريخية الأخرى التي تخلق معادلة أن اليمين الكامل في حكومة مثل الموجودة حاليًا لا يؤدي سوى إلى الفوضى والتفكك الكامل، وهذه الحكومة تحطم الأرقام القياسية في ذلك.

واعتبرت أن “قمة العقبة” مثال على ذلك، بعد إعلان الإدارة الأميركية أن إسرائيل تعهدت بتجميد البناء في المستوطنات، يخرج نتنياهو وينفي ذلك، فيما هاجم الوزيران إيتامار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، قرارات القمة وقالا أنها ليسة ملزمة، ما يطرح سؤالًا حول السياسة التي تتبناها هذه الحكومة تجاه الضفة، وموقفها من السلطة الفلسطينية، في ظل النهج المتعارض داخلها ما يخلق فوضى كبيرة زاد الشعور بها بعد أعمال الشغب من قبل المستوطنين، والذي دفع بالرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، ونتنياهو ووزير جيشه يؤاف غالانت لوقفها، في وقت كان يتوجه فيه وزراء وأعضاء كنيست إلى بؤرة افيتار الاستيطانية وإطلاق دعوات لـ “محو حوارة”.

وفي تقرير آخر في الصحيفةـ العبرية، تقول إن العملية في بلدة حوارة أمس والتي أدت لمقتل مستوطنين قد تكون علامة بارزة في الموجة الحالية المستمرة منذ عام، لأنها حدثت في ظل القمة التي انعقدت في العقبة، وما تلاها من رد فعل عنيف من المستوطنين، يوازيه عدم كفاءة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في التصدي لهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن عدد قتلى العمليات الفلسطينية بلغ 45 إسرائيليًا منذ آذار/ مارس 2022، حيث قتل 32 العام الماضي، قتل منهم 12 في ذروة الهجمات في مارس/ آذار الماضي، بينما قتل في أقل من 30 يومًا هذا العام 13 جميعهم قتلوا في عهد الحكومة اليمينية التي اكتشفت أنه لا يوجد حل عسكري في مواجهة هذه العمليات بدون خلفية أمنية وغير منظمة، خاصة وأن غالبية من نفذوا العمليات لا ينتمون لأحد وعملوا بشكل فردي.

وتقول الصحيفة: “لا توجد منظمة عسكرية واستخباراتية يمكنها الإجابة على هذا السؤال عندما يعيش الشعبان – الإسرائيليون والفلسطينيون – معًا ولا يوجد حقًا ما يحد من فكر إرهابي من القدس الشرقية يأخذ سكينًا أو مركبة أو سلاحًا أو كما جرى أمس في حوارة بأن يكون لديه مسدس ومن مسافة قصيرة وفي ازدحام مروري ينفذ عملية”.

وأشارت إلى أن التقديرات لدى الجيش الإسرائيلي كانت تشير إلى أن ما جرى في نابلس الأسبوع الماضي بعد قتل 11 فلسطينيًا لن يمر بدون رد انتقامي وليس فقط من غزة، ولكن من الضفة والقدس كما حدث عملية جنين وعمليات أخرى.

ورأت في قرار بنيامين نتنياهو إرسال كبار المسؤولين إلى “قمة العقبة” بأنه صائبًا، فضلًا عن عدم إعادتهم إلى إسرائيل بعد الهجوم، مشيرةً إلى أنه يتفهم أن الحل لتهدئة الأوضاع هو الحوار والتنسيق بين الأطراف وإن كان على حساب الحد من البناء الاستيطاني والعمليات العسكرية في داخل المدن الفلسطينية، رغم أنه كان يعارض ذلك حين كان في المعارضة ومن السهل معرفة ما سيقوله لو حصل ذلك في عهد لابيد أو بينيت.

وبالعودة للعملية، تقول الصحيفة إنه رغم معرفة الشاباك بمنطقة نابلس لكن العملية التي وقعت عند شافي شمرون وأدت لمقتل جندي قبل 4 أشهرـ، تشير إلى أن الوصول لمنفذي عملية أمس قد يستغرق 4 أشهر كما جرى مع الخلية التي نفذت العملية الأولى.

واعتبرت أن ما جرى في بلدة حوارة من هجمات للمستوطنين، بمثابة فشل للجيش الإسرائيلي والشاباك لأنه رغم معرفتهم بالتظاهرات للمستوطنين فشلوا في الاستعداد لها كما هو مطلوب للسيطرة على عمليات العنف.

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يلقي باللوم على الشرطة الإسرائيلية لعدم تمكنها من الاستجابة لما جرى، وفي ذات الوقت يرى أن المنطقة الأكبر يتواجد فيها أقل عدد من أفراد الشرطة، وكان يجب أن يكون هناك استعداد في أوساط الجيش، وما يخشاه حاليًا أن ما جرى في البلدة سيكون له رد فعل فلسطيني وقد لا يكون فقط من الضفة.

وذكرت أن الجيش الإسرائيلي لم ينفذ الليلة الماضية أيضًا عمليات بقرار من المستوى السياسي لتهدئة الأوضاع في المنطقة بضغط أميركي، مبينةً أن الجيش يركز حاليًا جهوده للبحث عن منفذ عملية حوارة، والعمليات الدفاعية في المحاور والنقاط العسكرية ومحيط المستوطنات، ولذلك نشر 3 كتائب لتعزيز القوات في نابلس ومحيطها، كما أنه قرر إغلاق المحال التجارية في حوارة حتى لا يتعرض أصحابها لهجمات من المستوطنين.

وتقول: “بدأ العد التنازلي لشهر رمضان بالفعل برسم التكتيكات والسيناريوهات في المؤسسة الأمنية، والآن لا وقت للخطأ، يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى التحرك بسرعة وبدعم من المستوى السياسي لإحباط الهجمات واستعادة النظام والقانون، وتجنب الصور المتفجرة التي لن تخدم سوى شبكة تحريض حماس الاجتماعية، وفقط بجهد مشترك سيكون من الممكن أن يمر شهر رمضان بسلام”.

من ناحيتها، قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن الوضع في الضفة الغربية وصل إلى نقطة الغليان وسيكون من الصعب إخماد الحريق المشتعل حاليًا، مشيرةً إلى أن حكومة نتنياهو وجيشها وشرطتها فقدوا السيطرة أمس بشكل كبير على ما جرى في حوارة ولم يتمكنوا من وقف ما يجري.

وترى الصحيفة أن هذه الأحداث قد تؤدي إلى إشعال صراع واسع النطاق في الضفة تحذر منه المؤسسة الأمنية منذ فترة طويلة.

وأشارت إلى أن عملية حوارة التي قتل فيها مستوطنين أمس، وقعت خلال “قمة العقبة”، مشيرةً إلى أنها نفذت بعد تراكم التحذيرات الاستخباراتية بشأن محاولات انتقامية بعد عملية نابلس الأخيرة يوم الأربعاء الماضي والتي قتل فيها الجيش الإسرائيلي 11 فلسطينيًا.

وتقول الصحيفة: “عرين الأسود، التي اعتقدت المؤسسة الأمنية أنها نجحت في القضاء عليها قبل نحو 4 أشهر، لا زالت حية وتركل بيديها وأقدامها، وبدلًا من نشطائها الذين قتلوا واعتقلوا، ظهر نشطاء جدد يستوحون قوتهم من الأساطير المحلية للمجموعة (في إشارة للشهداء) .. ما وصف في يوم من الأيام إلى حد السخرية من الجانب الإسرائيلي بأنهم حفنة من تراب، اليوم لهم مكانة حقيقية في نابلس، وحتى أنهم يتقدمون على المستوى السياسي والتنظيمي الفلسطيني، وهو ما أظهرته في دعوة الفلسطينيين للخروج للشوارع تنديدًا بموافقة السلطة الفلسطينية لإرسال ممثلين لقمة العقبة”.

ورأت الصحيفة أنه من الصعب على إسرائيل أن تلتزم بما تم الاتفاق عليه في “قمة العقبة”، فلا يعرف كيف ستوقف عملياتها في الضفة، وكيف ستلتزم بوقف البناء الاستيطاني، معتبرةً أن ما جرى في نابلس تجاوز نتائجها وما تم الاتفاق عليه.

وأجمعت على فشل الجيش الإسرائيلي والشرطة في التعامل مع عنف المستوطنين أمس ولم ترسل قوات كافية للمنطقة، وهذا ما يشير إلى أن الأوضاع يمكن أن تخرج عن السيطرة.

وقالت: “الوضع في الضفة حساس للغاية والسلطة الفلسطينية ضعيفة للغاية، بحيث لا يمكن وقف تدفق الأحداث بقليل من الضغط الخارجي والوعود بإيماءات أميركية تجاه الحكومة في رام الله .. ضعف القيادة الفلسطينية يجعل من الصعب على أجهزتها الأمنية الوفاء بالوعود التي قطعتها..  إذا كان الرقيب أو الضابط الصغير في نابلس يخشى أن تنهار السلطة في غضون أشهر قليلة، فليس لديه حافز للمخاطرة ومواجهة الرجال المسلحين من عرين الأسود”. كما قالت.

من ناحيتها، قالت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، إن نابلس أصبحت “عشًا إرهابيًا خطيرًا” في الأشهر الأخيرة، وأن العملية أمس لم تكن مفاجئة، مشيرةً إلى أن “عرين الأسود” تسببت بمشاكل كثيرة للجيش والشاباك، وأن هجوم أمس قد يكون ردًا على ما جرى خلال محاولة اعتقال اثنين من نشطاء المجموعة ما أدى لاشتباكات عنيفة استشهد فيها 11 فلسطينيًا.

وبينت أن حوارة تمثل نقطة ضعف معروفة بسبب الحاجة إلى العبور عبرها في الطريق إلى المستوطنات، وكثيرًا ما كنت مركزًا منتظمًا للمواجهات والعمليات المسلحة، إلا أن ما حدث بالأمس بعد هجمات المستوطنين المسلحين لم يكن عاديًا.

وأكدت هي الأخرى أن الجيش الإسرائيلي والشاباك فشلا في الاستعداد لمواجهة هذه الهجمات.

وأجمعت على أن ما جرى في حوارة أمس سواء من الفلسطينيين أو المستوطنين يشير إلى أن الواقع تجاوز نتائج قمة العقبة التي كان الهدف منها وقف التصعيد مع قرب شهر رمضان، مشيرةً إلى أن هناك عوامل متفجرة كافية لإشعال الأوضاع.

وشككت أن تنجح بنود القمة ومنها عمل السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية ضد الخلايا المسلحة، ما سيدفع بإسرائيل للعمل مجددًا ويعيد الأوضاع لنفس المربع.

 

المصدر: صحيفة القدس

ر.ن