قبل أن تنتهي المهلة التي حددها ترمب، جاء رد حماس بنقاط إيجابية كما كان متوقعًا، فما من إمكانية للرفض في ظل سياسة أمريكا المنحازة للاحتلال، وتعالي رئيسها الفظ في تعامله، والمفرط بالإعجاب بنفسه، والشرس في بعض الأحيان. وهذا -بظني- أحد مبررات إيجابية الرد من قبل حماس، التي تعي جدية تهديدات ترمب هذه المرة، فما عاد زمن المماطلة يفيد، وليس من جدوى للتذاكي، بل إن أي مماطلة هذه الأيام ستجلب المزيد من الويلات، ولن يكون بوسع حماس أن تناور بعدها على شيء.
وقف الحرب والقتل، وإدخال المساعدات الطبية والغذائية العاجلة لإنقاذ الناس في غزة، والإفراج عن الأسرى، خاصة المحكومين بالسجن المؤبد، هو أبرز ما يحمله الاتفاق في يومه الأول فور التوقيع عليه. وهذا ما يحتاجه الناس في غزة بعيدًا عن الحديث حول موازين الربح والخسارة، والانتصار والهزيمة، فمن تعرّض لحرب الإبادة طوال عامين، استخدمت فيها كل عمليات القتل والقصف، لن يلتفت لنظريات الهزيمة والانتصار، خاصة وأن هذه الإبادة لم تمنح الاحتلال الانتصار، بل جعلته مجرم حرب يعيش عزلة دولية وعالمية لم تحدث من قبل.
جاء الجواب قبل انتهاء المهلة التي حددها ترمب للرد على مبادرته، التي من يومها الأول سوف تجرّد حماس من ورقتها التي تناور بها، وهي ورقة الأسرى لديها، فما بعد هذا البند لا يعود لحماس أي قدرة على المناورة، وعليها فقط إتمام باقي البنود التالية.
إن الجميع يدرك أن خطة ترمب ليست خطة لغزة وحدها، بل هي خطة للمنطقة برمتها، وفق ما يريده من تفعيل خطط السلام الإبراهيمي، الذي تحدثت عنه الخطة وفق رؤيا ترمب المنحازة للاحتلال في السلم والحرب.
موافقة كانت متوقعة، خاصة أنها جاءت بالتشاور مع دول الإقليم العربية، إضافة إلى تركيا الدولة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع بعض قيادات حماس، ومع دول الوساطة مصر وقطر، وهذا يعني نجاح الصفقة، بما لها وما عليها.
المهم فلسطينيًا أن اللحظة الراهنة والخطة المتفق عليها قد تفضي في نهاية الأمر إلى سلطة فلسطينية واحدة تحكم الضفة والقطاع، هذا إذا التقط الكل الفلسطيني اللحظة بمسؤولية وطنية عالية وبذكاء بعيد عن التشدد، فالواقع لا يحتمل المزيد من الأخطاء.
———
المهم فلسطينيًا أن اللحظة الراهنة والخطة المتفق عليها قد تفضي في نهاية الأمر إلى سلطة فلسطينية واحدة تحكم الضفة والقطاع، هذا إذا التقط الكل الفلسطيني اللحظة بمسؤولية وطنية عالية وبذكاء بعيد عن التشدد.
- صحيفة القدس
- ي.ك

