دون سابق إنذار
عندما قصفت إسرائيل وقتلت ثلاثة صحافيين في لبنان مؤخراً بينما كانوا نياماً، رددت وسائل الإعلام الأجنبية والعربية عبارة «دون سابق إنذار»، وكأن الأمر سيكون مشروعاً لو كان بسابق إنذار! لقد أوصلتنا إسرائيل في روايتها حول التحذيرات المسبقة للتسليم بما هو ليس مسلّماً به. رواية كتبت إسرائيل مبتدأها وكتبنا نحن خبرها.
تساؤلات غزّية
ونحن نتابع من خلف شاشات التلفاز والحواسيب والأجهزة الذكية ما يحدث في قطاع غزة من جرائم ترتكب يومياً، وتشتد يوماً بعد يوم، يتساءل الغزّيون إلى متى؟ وماذا تحقق؟ وكم من الجرائم يجب أن ترتكب؟ وأسئلة كثيرة تدور في أذهانهم لا نعرفها ولا ندركها.
شوكة في حلق الإعلام الغربي
قبل أن أستأنف فكرتي، لا بد من الإشارة إلى أنني لا أعمل حالياً مع أي وسيلة إعلام غربية. المطالبات باستقالة الإعلاميين الفلسطينيين من وسائل الإعلام الأجنبية احتجاجاً على سياساتها التحريرية وتغطيتها للحرب على غزة أعتبرها غير ناضجة، لأننا كنا دائماً شوكة في حلق المحررين. لا أحد يمكن أن يتصور كمّ المعارك التي خضناها ويخوضها زملاؤنا لتثبيت الرواية الفلسطينية ولو بالحد الأدنى. وأعطي هنا بعض الأمثلة، لقد كان عليّ أن أخوض معارك حول المصطلحات ومنها «جيش الدفاع الإسرائيلي» و»السياج الأمني» و»المعابر»، إضافة إلى المعارك حول صحة المعلومات الفلسطينية التي يتم التشكيك بها دائماً. وجودنا مهم ويجب أن يعي ذلك الجميع.
تضييع الفرص
لطالما ردد الإسرائيليون أن الفلسطينيين «لا يضيّعون فرصة لتضييع الفرصة»، وعلى ما أذكر أن أول من قال هذا كان آبا إيبان وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق. الحقيقة أن إسرائيل هي التي أضاعت الفرصة تلو الأخرى، لا بل ولا تفوت فرصة للسير قدماً بمخططها وتعميق احتلالها وقمعها واستيطانها وتطرفها.
لو كنت مسؤولاً
لما أضعت وقتي بعقد اجتماعات فاشلة سواء داخلية أو خارجية بهدف التقاط الصور، ولأحظى بخمس عشرة دقيقة من الشهرة، بينما يمكن استغلال هذا الوقت لخدمة المواطنين.
الشاطر أنا
أنا دايماً بقول الحمد لله وشكراً، حتى لما بسحب مصاري من الماكنة تلقائياً بتلاقيني بقول شكراً بعد ما آخذ المصاري. ولما بلاقي حالي بين أسماء إعلامية كبيرة، وبتشارك معهم في عمل، أو في لجنة تحكيم محلية أو إقليمية أو دولية، ولما بحس انه رأيي مهم ومش جايبيني ديكور، بقول الحمد لله وشكراً. الحمد لله اني وصلت لهون بشطارتي ومش بالواسطة ولا المحسوبية، بشطارتي الحقيقية ومش بالفهلوة. وشكراً لكل الناس اللي كان لهم فضل في اني وصلت لهون من أهل وعائلة وأصدقاء ومدراء وزملاء.
- صحيفة الأيام
- ي.ك