تستطيع غزة، ولا تستطيع!

تستطيع غزة، ولا تستطيع!
زياد خدّاش
03 ديسمبر 2024

تُربكني غزة، تُحيّرني.

أكتبُ عن الشهداء فترسلُ لي رسالة: لا تكتبْ عن الشهداء، أنتَ مثل غيركَ تستثمر فيهم ولا تفهم معنى الحياة مع الحشرات في خيمة. ثم رمَتني ببلوك محكم.

ثم تُجنِّنني برسالة أُخرى بعد ثوان: زياد اكتب. اكتب عنا،  ما تتخلى عنا. هل نسيتَنا؟؟. نحن نحبك يا رجل.

في الحرب السابقة كتبَت صديقة على تويتر. اقطعوا النت عن زياد خداش، فهذا الذي يعيش في رام الله لا  يعرف وجعَنا من الحرب.

خجِلتُ وانكمشت.

ثم انهالت على قلبي رسالةُ غضب من صديق: لماذا لم تعد تكتب عن غزة؟ لماذا لم تعد تحبنا؟ هل خطفك ليلُ رام الله الهادئ؟ ثم رماني ببلوك محكم.

تُحيِّرُني غزة، تُربِكُني.

لكني والله ما زلتُ أُحبها في كل مشاعرها ومواقفها.

حين تصرخ في وجهي: اسكُتْ واحترِم وجعي. وبعد ثوانٍ:  كُن شجاعاً مثلَنا واكتُب عن أسطورة غزة.

تستطيع غزة أن ترميَني ببلوكات متواصلة. لكنها لا تستطيع أن تغادِرَ قلبي.

 

  • صحيفة الأيام
  • ي.ك