تواصل القوات الروسية، لليوم الخامس على التوالي، عملياتها العسكرية في أوكرانيا، فيما ارتفع العدد المعلن للقتلى المدنيين إلى 352، وعشرات آخرين من الجنود الذين لم يعلن عن عددهم.
وبحسب الأمم المتحدة، فإنه حتى اليوم الاثنين، سجلت مقتل 102 مدني، بينهم سبعة أطفال، وإصابة 304 آخرين، مشيرةً إلى أن الحصيلة الحقيقية “أعلى بكثير”.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان ميشيل باشليه في افتتاح جلسة المجلس “قُتل معظم هؤلاء المدنيين بأسلحة متفجرة واسعة النطاق، وخصوصًا بنيران المدفعية الثقيلة وقذائف متوعة والغارات الجوية، وأخشى أن تكون الأعداد الحقيقية أعلى من ذلك بكثير”.
ووصل الوفد الأوكراني صباح اليوم إلى موقع إجراء المفاوضات مع روسيا، حيث سيطالب ب، “وقف فوري لإطلاق النار” وسحب القوات الروسية، بحسب ما أعلنت الرئاسة الأوكرانية.
ويقود الوفد الأوكراني وزير الدفاع اليكسي رزنيكوف ويرافقه خصوصًا المستشار الرئاسي ميخائيلو بودولياك
وقالت موسكو في اليوم الخامس من هجومها على أوكرانيا إنها تريد التوصل إلى “اتفاق” مع كييف.
وأوضح المفاوض الروسي ومستشار الكرملين فلاديمير مدينسكي للتلفزيون الروسي “كلما طال النزاع لساعة إضافية كلما قضى مواطنون وجنود أوكرانيون، اتفقنا على التوصل إلى اتفاق لكن يجب أن يصب في مصلحة الطرفين”.
ويفترض أن تجري المفاوضات في بيلاروس قرب الحدود مع أوكرانيا في منطقة غوميل بالقرب من محطة تشرنوبيل النووية الواقعة في أراضي أوكرانيا.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، الجنود الروس إلى “القاء السلاح” في شريط مصور نشر قبيل المفاوضات مع موسكو.
وقال زيلينسكي متحدثا باللغة الروسية “القوا أسلحتكم لا تصدقوا قادتكم انقدوا أرواحكم بكل بساطة”، مشيرًا إلى أن 4500 جندي روسي قتلوا منذ بداية المعارك.
وبحسب آخر التطورات الميدانية، قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية أبطأت من وتيرة “عدوانها”، وهو الأمر الذي أكدته وزارة الدفاع البريطانية التي قالت إن القوات الروسية لا زالت على بعد أكثر من 30 كيلومترًا شمالي كييف، مشيرةً إلى أن القتال الشرس مستمر حول تشيرنهيف وخاركيف لكن المدينتين تحت السيطرة الأوكرانية.
فيما قالت وزارة الدفاع الروسية، إن سلاح الطيران التابع لها يسيطر على كل أجواء أوكرانيا، وأن قواتها سيطرت على محطة زاباروجيا النووية للطاقة الكهربائية، كما سيطرت مدينتي بيرديانسك وإنيرغودار..
وأشارت إلى أنه منذ بداية العمليات دمرت قواتها 1114 موقعًا عسكريًا، و 314 دبابة ومدرعة و 57 راجمة صواريخ و121 مدفعًا.
ودعت جميع المدنيين في كييف مغادرة المدينة عبر طريق كييف – فاسيلكوف السريع.
وأشات إلى أن قوات دونيتسك تتقدم 19 كيلومترا أخرى وتسيطر على منطقة فولنوفاكا بالكامل.
وسبق ذلك أن أعلن الجيش الأوكراني أن العمليات الروسية باتجاه العاصمة كييف استمرت خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، في وقت شهد فيه عدد قتلى العملية ارتفاعًا وصل إلى 352 مدنيًا، وعشرات آخرين من الجنود الأوكرانيين.
وذكرت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، عبر موقع فيسبوك، أن الجيش الروسي يحاول بناء جسر عائم في شمال كييف لعبور نهر إيربين.
وأعلنت عن محاولة أخرى فاشلة للاستيلاء على مدينة إيربين على مشارف كييف.
وأكد الجيش صباح اليوم، أن القوات الروسية حاولت “مرات عدة” مهاجمة مشارف كييف خلال الليل إلا ان كل الهجمات صدت، مؤكدًا أن “الوضع في عاصمة بلدنا تحت السيطرة”.
واستهدفت المدينة التي كانت خاضعة لحظر تجول حتى الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (الساعة السادسة ت غ) من يوم الاثنين، خلال الليل أيضًا بإطلاق ثلاثة صواريخ دمر أحدها على ما أوضح مستشار الرئيس الأوكراني اوليكسي اريتوفيتش.
وأكد المسؤول نفسه في شريط مصور نشره عبر تلغرام ليل الأحد الاثنين أن مدينة برديانسك في الجنوب والبالغ عدد سكانها 110 آلاف نسمة، بات في المقابل “محتلة من قبل العدو”.
وأشارت وسائل إعلام أوكرانية إلى سماع دوي انفجارات قوية ليلا في خاركيف ثاني مدن البلاد في الشمال الشرق التي أعلنت القوات الأوكرانية أنها استعادت السيطرة عليها بعد خول مدرعات روسية إليها ليلاً.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها طوقت مدينة خيرسون الواقعة في الجنوب والبالغ عدد سكانها 290 ألف نسمة.
وسبق ذلك أن أصاب صاروخًا روسيًا في الساعات الأولى من صباح اليوم، مبنى سكنيًا وسط مدينة تشيرنيهيف شمال أوكرانيا، ما سبب اندلاع حريق.
وذكرت الخدمة الحكومية للاتصالات الخاصة وحماية المعلومات في أوكرانيا عبر تطبيق تيليجرام أنه “في الساعة 45:02، أصاب صاروخ مبنى سكنيًا وسط تشيرنيهيف، ما تسبب في اشتعال النيران بالطابقين السفليين، ولا يزال عدد الجرحى غير معروف حاليًا”، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الأوكرانية “يوكرينفورم”.
وقال أولكسندر إيفتشينكو، المتحدث باسم إدارة الطوارئ الحكومية في تشيرنيهيف، لوسائل الإعلام إن امرأة أصيبت بجروح طفيفة، وقد إخماد الحريق بالفعل.
وفي وقت سابق، أفادت الأنباء بسماع دوي انفجارات في العاصمة كييف، وفي منطقة خاركيف.
وأفادت وزارة الداخلية الأوكرانية بمقتل 352 مدنيًا، بينهم 14 طفلاً، منذ بدأت روسيا هجومها في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي.
كما أسفرت العمليات، وفقًا لبيانات الوزارة، عن إصابة 1684 آخرين، بينهم 116 طفلاً، حتى ليلة الأحد.
ومن المقرر انطلاق محادثات سلام اليوم بين موسكو وكييف على الحدود بين أوكرانيا وبيلاروس.
وذكرت وكالة أنباء ((سبوتنيك)) صباح اليوم، أن الوفد الأوكراني الذي سيجري محادثات مع روسيا موجود الآن في بيلاروس.
المصدر: القدس دوت كوم ووكالات
غ.ج