نظمت الجامعة العربية الأمريكية وإدارة مكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية ندوة بعنوان “دور وسائل الإعلام في الوقاية من المخدرات”، ضمن حملة أطلقتها الجامعة بالتعاون مع الشرطة بعنوان “القرار قرارك”، كما تم الإعلان عن انطلاق دورات تدريبية حول آلية الوقاية من المخدرات، تشمل الحملة حرمي الجامعة في جنين ورام الله، وذلك تحت رعاية القائم بأعمال رئيس الجامعة الدكتور براء عصفور.
بحضور، ممثل محافظ جنين الأستاذ أحمد القسام، ومدير إدارة مكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية العميد عبد الله العليوي، ومدير دائرة العلاقات العامة والإعلام في شرطة محافظة جنين العميد مجاهد ربايعة، ونائب رئيس الجامعة العربية الأمريكية للشؤون الأكاديمية الأستاذ الدكتور حازم خنفر، ومساعد رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية الدكتورة ليلى حرز الله، وممثلو المؤسسات الحكومية والدينية والصحية، وعدد من أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وطلبة الجامعة.
وخلال عرافتها للندوة، أشارت مساعد رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية الدكتورة ليلى حرز الله، أن الجامعة العربية الأمريكية هي أول جامعة تطلق مثل هذه الحملات من حرمها، تأكيدا على ضرورة حماية الشباب، بالإضافة إلى تثقيفهم وترشيدهم بآلية الوقاية من هذه الآفة، مشيرا إلى أن الدورات التدريبية التي سيتم تنظيمها في الفترات القادمة تتضمن آلية معرفة المخدرات وأنواعها وآلية التعامل مع المتعاطي والتعرف على القوانين الخاصة بالمتعاطين وتجار هذه السموم.
وبدأت الندوة بكلمة رحب فيها نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الأستاذ الدكتور حازم خنفر بالحضور، ناقلا تحيات القائم بأعمال رئيس الجامعة الدكتور براء عصفور، وقال، ” إن الجامعة ليست فقط مكانا للدراسة الأكاديمية والحصول على الدرجات العلمية، بل هي مساحة لتحقيق الإنجازات وتطوير الذات وبناء شخصية متكاملة”، مشيرا إلى أن المرحلة الجامعية هي نقطة تحول كبيرة في حياة الطلبة، وتتيح لهم الفرصة لتعلم مهارات جديدة، تؤهلهم ليكونوا فردا فاعلا في المجتمع.
وتابع الأستاذ الدكتور خنفر كلمته موجها حديثه إلى الطلبة قائلا لهم، “في هذه المرحلة الهامة من حياتكم، وأنتم على أعتاب بناء مستقبلكم وتطوير مهاراتكم، ولتحقيق ذلك، لا بد من المحافظة على صحة أجسادكم وعقولكم، والابتعاد عن كل ما يعيق تقدمكم الأكاديمي والشخصي، ومن هنا ونشعر بمسؤوليتنا في تسليط الضوء على قضية تؤثر سلبا على مسار حياتكم، ألا وهي المخدرات”، مشيرا إلى أنها فخ يدمر الإنسان بشكل كامل، بالإضافة إلى ترك آثار سلبية على الأسرة والمجتمع ككل.
من جهته، وجه العميد عبد الله العليوي مدير إدارة مكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية الشكر إلى الجامعة العربية الأمريكية على استضافتهم وتعاونهم في تنظيم هذه الندوة التوعوية لطلبة الجامعة، حيث أطلقت الشرطة حملة الوقاية من المخدرات في الأول من الشهر الماضي وستستمر لغاية نهاية العام الجاري، بهدف خلق جيل واعد رافض لآفة المخدرات التي انتشرت وتوسعت في الفترة الأخيرة، وأكثر الفئات إقبالا على هذه الظاهرة هي الفئة الشبابية من عمر 20 سنة إلى 30 سنة لأسباب عدة أبرزها الظروف البيئية والأسرية.
وأشار إلى أن إدارة مكافحة المخدرات لها العديد من المهام من أجل تحقيق أهدافها، منها، تنفيذ القوانين، بالإضافة إلى الشراكة مع المؤسسات الفلسطينية، عدا عن التوعية وتثقيف المجتمع الفلسطيني عن هذه الآفة والظاهرة التي تفتك بالشباب، موضحا أن هناك العديد من العراقيل والعقبات التي تواجه عمل الشرطة في مكافحتها للمخدرات، أبرزها وجود الاحتلال والسيطرة الأمنية على العديد من المناطق الفلسطينية.
وختم حديثه بنصائح وجهها للشباب الفلسطيني، بالابتعاد عن كل هو سبيل سهل للوصول إلى المخدرات، وناشد الأهالي الذين لديهم أبناء متعاطين أن يتم تسليمهم للشرطة التي ستتعامل معهم حسب القانون، مؤكدا على ضرورة تعاون الجميع في محاربة هذه الظاهرة.
بدوره، أكد ممثل محافظ جنين الأستاذ أحمد القسام على أن المخدرات باتت مصدر قلل على المجتمعات وما تلحقه من خسائر بشرية ومادية وتساعد على ارتكاب الجرائم، مشيرا إلى أن المستهدفين في تدميرهم هم فئة الشباب، مؤكدا على ضرورة وضع برامج علاجية وتوعوية والتعاون من قبل الجميع، من أجل حماية المجتمع وخاصة الشباب، من هذه الآفة الخطيرة على المجتمع والتي تنافي ديننا الإسلامي.
من جانبه، أكد رئيس قسم اللغة العربية والإعلام الأستاذ صدقي موسى على أن الإعلام قوة حاضرة في كل مكان تشكل أفكارا ومواقف وسلوكيات، وتمتلك القدرة على التنوير والتضليل، وفي مجال الوقاية من المخدرات، للإعلام دور مهم وريادي، ويكون أداة قوية للتثقيف والإلهام، أو يمكن أن تعزز السلوكيات الضارة وتضفي عليها بريقا.
وقدم تصورا للحملات الإعلامية المؤثرة للوقاية من المخدرات مبنية على دراسات علمية، انطلاقا من مفهوم الإعلام الوقائي وصولا إلى ترسيخ مبدأ الاتصال والتواصل الوقائي، موضحا العوامل التي تفشل الحملات الإعلامية أو تنجحها المتعلقة بالوقاية من المخدرات، من بينها، أن تكون الحملة الإعلامية مبنية على أسس علمية، وضرورة وجود رؤية، والاستخدام الفعال لقنوات الإعلام، والمحتوى، ودمج الحملات الإعلامية مع استراتيجيات أخرى لمكافحة المخدرات، مثل برامج الوقاية والتدخل المبكر، واستمرار الحملة على المدى الطويل، ولا تقتصر على فترة زمنية محددة، ودراسة مدى الحملة ومدى نجاعتها وتقييم تأثيرها والبناء على النتائج.
وتخللت الندوة عرض أفلام وثائقية منها، فيلم تعريفي بالجامعة العربية الأمريكية، وفيم يعرض دور إدارة مكافحة المخدرات في محاربة الظاهرة، وفيلم يتحدث عن أبرز الإنجازات التي قامت بها إدارة مكافحة المخدرات خلال الشهر الماضي.
ع.د