نجح الهلال في خطف صفقة تاريخية من غريمه النصر في اللحظات الأخيرة بضم متعب الحربي من الشباب، لكن مستقبل اللاعب يصطدم بتجربة غير ناجحة، ما يثير المخاوف.
تابع منصة شباب اف ام عبر منصة “يوتيوب”
الهلال فاجأ الجميع، وانقض على الصفقة، بعدما كان اللاعب الدولي في طريقه نحو النصر، فبعد أن اتفق الشباب مع العالمي مساء السبت، تدخل الزعيم فجر الأحد، وأغرى إدارة الليوث بعرض غير مسبوق.
ودخل الحربي تاريخ الكرة السعودية بعدما بات أغلى لاعب محلي، إذ دفع أزرق العاصمة 123 مليون ريال، مع إعارة مصعب الجوير لمدة عام، لاستقطابه بعقد لمدة 5 أعوام.
تابع منصة شباب اف ام عبر “إكس”
ذروة التألق
لكن تجربة حسان تمبكتي، المنتقل من الشباب إلى الهلال أيضًا الصيف الماضي، لا تبشّر بالخير، خصوصًا أنه كان يحمل كذلك لقب الأغلى.
ولعب تمبكتي في صفوف الشباب 3 أعوام، تدرج مستواه خلالها إلى أن بلغ ذروته في 2023، حين أصبح أحد أبرز مدافعي الكرة السعودية.
وخلال موسمه الأخير مع الشباب (2022-2023)، كان تمبكتي عنصرًا لا غنى عنه في دفاع الفريق، حيث خاض 28 مباراة، جاءت كلها ضمن التشكيل الأساسي، منها 27 في الدوري.
تابع منصة شباب اف ام عبر أنستغرام
صاحب الـ25 عامًا قدم أداءً رائعًا في ذلك الموسم، ليس فقط على المستوى الدفاعي، وإنما كان أبرز ما يميّزه بين المدافعين امتلاكه مهارات إضافية، مثل التسليم والتسلم، ما يساعد زملاءه في بناء اللعب.
ووفقًا لإحصائيات “سوفا سكور”، استخلص تمبكتي الكرة بمعدل 2.5 مرة في المباراة الواحدة، كما أنه لم يرتكب طوال الموسم أخطاءً أدت إلى أهداف، كذلك لم يتسبب في أي ركلات جزاء للخصوم.
إضافة إلى ذلك، قدم تمبكتي ما معدله 48.8 تمريرة صحيحة في كل مباراة، بنسبة دقة بلغت 91%، كما أن نسبة مراوغاته الناجحة على مدار الموسم بلغت 92%، وذلك رغم كونه مدافعًا.
وساهم تمبكتي في إنهاء الشباب ذلك الموسم في المركز الرابع بجدول ترتيب الدوري، وهو مركز متقدم للفريق، خصوصًا إذا علمنا أنه احتل المركز الثامن في الموسم التالي، بعد أن كان ينافس لتفادي الهبوط في النصف الأول من ذلك الموسم.
وعلى المستوى الدولي، ثبّت تمبكتي أقدامه في المنتخب السعودي كأحد العناصر الأساسية بالتزامن مع تولي الإيطالي روبرتو مانشيني مهمة قيادة الأخضر.
تجربة مخيفة
لكن كل هذه الأرقام الإيجابية تحولت في الموسم الماضي إلى سلبية، بعد أن انتقل المدافع إلى الهلال.
تمبكتي انتقل إلى الزعيم الصيف الماضي في صفقة قدرتها وسائل الإعلام بـ90 مليون ريال، ليصبح أغلى لاعب سعودي وقتها، ما رفع سقف التوقعات بشأنه.
لكن يمكن القول إن “نجمه انطفأ” في تجربته مع فريق المدرب جورجي جيسوس، إذ فقد فرصة اللعب بانتظام، ما أبعده عن الأنظار، بعدما كان المدافع السعودي الأبرز.
فبعد أن كان أساسيًا مع الشباب، تحول تمبكتي مع فريقه الحالي إلى مدافع بديل، يشارك على فترات، كلما أراد جيسوس إراحة أحد قلبي الدفاع الأساسيين، كاليدو كوليبالي، وعلي البليهي، أو عند إصابة أو إيقاف أحدهما.
وبدأ تمبكتي 13 مباراة فقط مع الهلال ضمن التشكيل الأساسي في كل البطولات خلال الموسم الماضي، منها 6 فقط في الدوري، علمًا بأن الزعيم خرج بشباك نظيفة مرة وحيدة خلال تلك المباريات الست. وتراجع معدل استخلاصه للكرات، ليصل إلى 0.8 مرة في كل مباراة.
مزيد من الأخبار على قناة شباب اف ام عبر تلغرام
وبناءً عليه، تراجعت فرص المدافع في حجز مكان في التشكيل الأساسي لمانشيني بمنتخب السعودية، حيث غاب اللاعب عن معسكري مارس/ آذار ويونيو/ حزيران.
تحديات الحربي
بالعودة إلى الصفقة التي أثارت الجدل على مدار الساعات الماضية، فإن الحربي يواجه تحديات كبيرة، كي يحافظ على مكانته ويتجنب مصير تمبكتي، لا سيما أن الظروف متشابهة للغاية.
فبخلاف لقب “أغلى لاعب سعودي” الذي انتزعه الحربي من تمبكتي، فإن الظهير الأيسر يمر أيضًا بفترة صعود في المستوى مع الشباب، لفتت أنظار مانشيني، وأجبرته على الاستعانة به. ويصل الحربي في سن 24 عامًا، وهو نفس عمر تمبكتي الموسم الماضي.
لكن الحربي جاء في ظروف أفضل من تمبكتي، إذ لديه فرصة أكبر للعب ضمن التشكيل الأساسي منذ بداية الموسم، بعد رحيل منافسه المباشر رينان لودي في مركز الظهير الأيسر، لرغبة النادي في قيد محترفين آخرين.
ولا يضم الهلال في قائمته ظهيرًا آخر بالجبهة اليسرى غير المخضرم ياسر الشهراني، 32 عامًا، وتبدو فرصه ضئيلة في الحصول على دقائق كأساسي مع الفريق، لتقدمه في العمر، إذ كان جيسوس يفضّل لودي عليه رغم المستوى المتذبذب للبرازيلي.
لقب الأغلى يتأرجح بين المدافعين
اللافت للانتباه أن مدافعًا يتسلم من آخر يلعب في الخط الخلفي لقب “أغلى لاعب سعودي في التاريخ”، رغم أن مثل هذه المبالغ الضخمة عادة ما تدفعها الأندية الأوروبية لضم المهاجمين، أو على الأقل لاعبي الوسط، بينما خرج عن هذه القاعدة حالات نادرة تُعد على أصابع اليد في الأعوام الأخيرة.
وتعاني الأندية السعودية في الفترة الأخيرة من صداع في مراكز الدفاع، لقلة الخيارات المتاحة من اللاعبين المحليين، وحتى مع استقدام الأجانب، فإن هذه المشكلة مازالت قائمة.
وباستثناء كوليبالي، لم ينجح أي مدافع أجنبي في إثبات جدارته بالدوري السعودي منذ ثورة الانتقالات الصيف الماضي.
وبالحديث عن صفقة الحربي، يمكن القول إن الأندية السعودية الكبرى تعاني من مشكلة في مركز الظهير الأيسر تحديدًا في الوقت الحالي، ما يفسّر تهافت الهلال والنصر، وبدرجة أقل الأهلي، على ضم لاعب الشباب، حتى لو كانت قيمة الصفقة مبالغًا فيها.
المصدر: كورة
س.ب