عانى بايرن ميونخ من موسم للنسيان في الموسم الماضي، لم يتوج خلاله بأي لقب، وكانت السمة الأبرز، أزمات المدرب توماس توخيل المتلاحقة مع الجميع، التي أثرت وبشدة على مستوى ونتائج الفريق.
ولم يتمكن توخيل من السيطرة بشكل إيجابي على أجواء غرف خلع الملابس، وقلل من إمكانيات جوشوا كيميتش وليون جوريتسكا بشكل واضح من خلال الإلحاح في طلب التعاقد مع جواو بالينيا الصيف الماضي.
تابع منصة شباب اف ام عبر أنستغرام
وفي المباراة الأهم في الموسم الماضي لبايرن ميونخ أمام ليفركوزن لم يعتمد توخيل على كيميتش، مفضلًا الثنائي بافلوفيتش وجوريتسكا في وسط الميدان، بعدما كان كيميتش بمثابة القائد للبافاري في أرض الملعب مع جوليان ناجلسمان.
ومن بعدها أجلس توخيل جوريتسكا بديلًا في معظم المباريات، بينما دفع بكيميتش في مركز الظهير الأيمن، ليبدأ الأخير التفكير في الرحيل عن الفريق هذا الصيف.
كما أجلس توخيل أيضًا أحد رموز الفريق توماس مولر كبديل في معظم مباريات الموسم، ولم يكن الحال جيدًا أيضًا مع ألفونسو ديفيز أحد نجوم الفريق الذي بدأ من بعدها في التفكير بالمغادرة.
مهاجمة اللاعبين
لم يدافع توخيل عن لاعبيه في الأوقات الصعبة، فعقب السقوط في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي على أرضه أمام فيردر بريمن بهدف دون رد، شكك المدرب الألماني في سلوك لاعبيه، ووصف الفريق بأنه “يلعب كما لو كان يتصدر بفارق 10 نقاط وأمامه مباراة مقبلة في دوري الأبطال”.
كما انتقد قلة تحركات لاعبيه وسماحهم بعدد كبير من الهجمات المرتدة.
أفقد توخيل لاعبي البايرن الثقة في أنفسهم وبدأ الكل يشك في مدى جودته على الرغم من التتويج بالألقاب كل عام، فلم يعد هناك لاعب يرغب في الاستماع إلى الانتقادات طوال الموسم، حيث يمكن تقبلها مرة واحدة ولكن ليس لشهور، خاصة عندما توجه إلى لاعبين مثلوا أهمية كبيرة في تاريخ البايرن.
تابع منصة شباب اف ام عبر منصة “يوتيوب”
وعقب مباراة الذهاب لنصف نهائي دوري الأبطال، هاجم توخيل بشدة مدافعه كيم مين جاي، مشيرًا إلى افتقاده للشراسة والتسرع مرتين بعد تسببه في هدفين للريال، في الوقت الذي خرج فيه القائد مانويل نوير عقب اللقاء ليدافع عن زميله، مشيرًا إلى أنه لعب بشكل مميز في معظم أوقات المباراة، ولكن افتقد للقرارات الصحيحة في الأوقات الحاسمة.
انتقاد ورد
هاجم أولي هونيس، الرئيس الشرفي لبايرن ميونخ، أسلوب توخيل قبل مواجهة ريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، مشيرًا إلى افتقاده القدرة على تطوير اللاعبين، وأنه يفضل فقط التعاقدات الجديدة.
ولم يفوت توخيل الفرصة للرد سريعًا مشيرًا إلى أن أكثر ما ميزه في آخر 15 عامًا هو اعتماده على اللاعبين الشباب وتقديمهم لأداء جيد معه، مشيرًا إلى أن انتقادات هونيس بعيدة عن الحقيقة، الأمر الذي يظهر ضعف العلاقة بين الجانبين.
هجوم الأساطير
خرج فيليب لام أحد أساطير بايرن ميونخ السابقين لينتقد توخيل في شهر أبريل/ نيسان الماضي، مشيرًا إلى أن ناد مثل بايرن ميونخ لا يجب أن يسمح بزيادة الشكوك حول اللاعبين المهمين.
تعلم من الدرس
يملك بايرن ميونخ شعارًا شهيرًا منذ ثمانينيات القرن الماضي وهو “نحن كما نحن”، وهو الشعار الذي يتم تفسيره بشكل مختلف، فتوماس مولر على سبيل المثال يرى بأنه يتعلق بالرغبة التامة في تحقيق النجاح وامتلاك العقلية الانتصارية التي دائمًا ما تميز بايرن ميونخ.
أما لوثار ماتيوس فيرى أن معناه هو أن الفريق مثل الأسرة الواحدة، من لاعبين وسائقين ومنظفين وجماهير وكل من ينتمي للشعار.
ولم يكن ذلك حال بايرن ميونخ في آخر عامين مع توخيل، الأمر الذي أدى إلى خروج الفريق بموسم صفري للمرة الأولى منذ 12 عامًا.
ولكن يبدو أن المدرب الجديد فينسنت كومباني تعلم الدرس جيدًا، حيث عمل منذ اليوم الأول على وحدة الفريق، حيث يتحدث بصورة دائمة مع اللاعبين ويحتضنهم ويوفر أجواء إيجابية، أعادت البسمة لمولر على سبيل المثال في الفترة الإعدادية في كوريا الجنوبية، وهي أمور قادرة على صناعة الفارق.
أمل كين
انضم هاري كين إلى بايرن ميونخ الموسم الماضي بحثًا عن التتويج باللقب الأول في مسيرته، ولكن بدلًا من ذلك، نقل المهاجم الإنجليزي عقدته للبافاري.
تابع منصة شباب اف ام عبر “إكس”
ولكن هناك العديد من المؤشرات لإمكانية انتهاء تلك العقدة هذا الموسم، فبعض من المشاكل التي عانى من توخيل تم حلها هذا الموسم، من تدعيم وسط الملعب عبر ضم بالينيا، وتدعيم الجناح الهجومي بضم مايكل أوليسي، واستعادة البايرن الأجواء الإيجابية مع كومباني كما سبق ذكره.
ونجح كين في الظفر بجائزة هداف الدوري الألماني الموسم الماضي برصيد 36 هدفًا، وسيتمتع بحافز أكبر مع المدرب الجديد والروح المعنوية العالية هذا الموسم.
المصدر: كورة
س.ب