حذّر مسؤولون أميركيون وغربيون في محادثات مع نظرائهم اللبنانيين، من أن إسرائيل جادة في تهديداتها وتعتزم التحرك عسكريا ضد لبنان، إذا ما فشلت المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي المواجهات الحدودية المتصاعدة بين حزب الله وجيش الاحتلال، بحسب ما أوردت الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان”، صباح اليوم، الثلاثاء.
يأتي ذلك على خلفية تصاعد القلق الدولي إزاء تصاعد المواجهات الحدودية المتواصلة منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بين إسرائيل وحزب الله على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وتزايد خطر نشوب صراع أوسع في المنطقة بمشاركة إيرانية، وسط مساع للتوصل إلى حل دبلوماسي، فيما يربط حزب الله التهدئة بإنهاء الحرب على غزة.
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بالـ”مطلعة” قولها إن الدبلوماسيين الغربيين يطالبون لبنان بكبح جماح حزب الله، ويشددون على أن “إسرائيل جادة عندما تقول إنها ستتحرك” عسكريا ضد لبنان لضرب قدرات حزب الله وإبعاد مقاتليه عن المنطقة الحدودية جنوبي لبنان إلى ما وراء نهر الليطاني شمالا.
ونقل موقع “واللا” عن مسؤول أميركي رفيع وآخر إسرائيلي وثالث وصفه بأنه “دبلوماسي غربي”، أن مبعوث الرئيس الأميركي إلى المنطقة، عاموس هوكشتاين، شدد خلال اجتماعه مع المسؤولين اللبنانيين، الأسبوع الماضي، على أن “حزب الله مخطئ إذا اعتقد أن واشنطن ستكون قادرة على منع إسرائيل من شن عملية برية ضد لبنان إذا استمر في تصعيد هجماته”.
وأشار التقرير إلى أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، “تشعر بقلق بالغ من أن كلاً من إسرائيل وحزب الله يسيئان التقدير عندما يصعدان تهديداتهما العلنية، وهجماتهما على الأرض معتقدين أنهما قادران على تجنب حرب شاملة”، كما يشعر كبار المسؤولين الأميركيين بـ”القلق” من أن عدم التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة، يزيد من احتمالات نشوب حرب أوسع بين إسرائيل وحزب الله.
وتعتبر الإدارة في واشنطن أن ذلك سيؤدي إلى “تفاقم الأزمة الإقليمية بشكل كبير ويجر الولايات المتحدة إلى عمق الصراع”؛ وبحسب “واللا”، حث هوكشتاين الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في رسالة نقلها عبر رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، بـ”إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بدلاً من زيادة التوترات”.
ولفت التقرير إلى أن الرسالة الأميركية لحزب الله تأتي “على خلفية اعتقاد العديد من المسؤولين الأميركيين أن إسرائيل ستنفذ عملية كبيرة ضد حزب الله داخل لبنان في الأسابيع المقبلة”؛ علما بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، صرّح بأن إسرائيل قد ترسل مزيدا من القوات إلى الشمال، مع انتهاء العمليات الشديدة في غزة.
وقال مسؤولان أميركيان لـ”بوليتيكو” إن حزب الله “بحاجة إلى أن يفهم أن واشنطن ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها إذا صعد الوضع”. وشدد المسؤولون أنفسهم على أنه لا ينبغي لحزب الله أن يعتمد على الولايات المتحدة للجم عملية صنع القرار في إسرائيل؛ وذلك مع تصاعد الدعوات في تل أبيب لشن حرب أوسع على لبنان وحزب الله.
وأضاف المسؤولان الأميركيان أن “إدارة بايدن ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها في أي سيناريو ضد حزب الله، بدءًا من تجديد المخزون الصاروخي لنظام ‘القبة الحديدية‘ وحتى تقديم المعلومات الاستخبارية”. وأضافا “إذا تعرضت إسرائيل لضغوط شديدة، فقد تقدم لها الولايات المتحدة المزيد من الدعم العسكري المباشر”، دون الخوض في تفاصيل حول ما يعنيه ذلك.
س.ب