كشف تحقيق نشر مؤخرا، أن منظمة “زاكا” الإسرائيلية المعنية بالبحث والإنقاذ بعد 7 أكتوبر، لفقت تهم قطع رؤوس واغتاب ضد المقاومة الفلسطينية للدفع باتجاه الحرب وجمع التبرعات لأنها كانت مفلسة.
وبحسب ما نقل موقع “theintercept”، فإنه بعد تكليف رئيس العمليات في “زاكا”، بجمع رفات القتلى الإسرائيليين بعد السابع من أكتوبر، أثارت المنظمة اهتماما كبيرا في الإعلام العالمي، بسبب ما لفقته من “فظائع مروعة” ضد المقاومة، لدرجة أنه زعم رؤيته مستوطنة في بركة من الدماء زاعما أنه تم ذبح بطنها وطعن الجنين، عدا عن عشرات الروايات الكاذبة والملفقة من الإعدام والذبح وقطع الرؤوس والاغتصاب وغيرها.
تابع قناة شباب اف ام عبر تلغرام
ويؤكد التحقيق، أن أحدا لم يتمكن من العثور على دليل واحد على الأقل على وقوع “الفظائع” التي تحدثت عنها المنظمة ولا في أي مكان من تلك الأماكن التي اقتحمها مقاومو حماس وفصائل المقاومة في السابع من أكتوبر.
وبشأن حالة المستوطنة وجنينها، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن حادثة القتل لم تحدث، وأن أشخاصا آخرين جرى التكذيب بشأن طريقة مقتلهم؛ قتلوا بإطلاق نار من دبابة إسرائيلية.
المنظمة الإسرائيلية المذكورة، روت قصصا كثيرة مماثلة أمام الكاميرات، لوكالات أنباء ومؤسسات إعلامية عالمية، دون تقديم أي دليل، ورغم ذلك تناقلت وسائل الإعلام الأجنبية هذه الروايات باهتمام بالغ.
تابع منصة شباب اف ام عبر أنستغرام
اعتبرت الصحيفة، أن قصص “زاكا” كانت ضرورة إسرائيلية لتبرير الحرب الإسرائيلية الشاملة على قطاع غزة، والتي استشهد فيها نحو 30 ألف فلسطيني في أقل من خمسة أشهر لم تتوقف خلالها المنظمة عن رواية القصص المفبركة.
وكشف تقرير لصحيفة “هآرتس” العبرية، أن “زاكا” باتت تخضع للتدقيق في رواياتها من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية ولكن ليس من قبل وسائل الإعلام الأمريكية التي روجت رواياتها.
وأظهر التقرير، أنه بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، قام كبار القادة العسكريين الإسرائيليين بتهميش جنود الاحتلال المتخصصين في انتشال الجثث والحفاظ على الأدلة، وأرسلوا متطوعين من “زاكا” غير مدربين بدلاً من ذلك.
وقالت الصحيفة، إن “زاكا” حولت مواقع المجازر إلى “غرفة حرب للتبرعات”، واستخدم الجثث كوسيلة لجمع التبرعات، و”نشر روايات عن فظائع لم تحدث قط”، وأفسدت أهمية الطب الشرعي الذي يشكل أهمية مركزية في ادعاء الاحتلال بأن حماس نفذت حملة اغتصاب جماعي متعمدة.
تابع منصة شباب اف ام عبر منصة “يوتيوب”
وعندما شككت بعض وسائل الإعلام في روايات زاكا عن قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء، بحسب الصحيفة، كانت التحقيقات فاترة، وقال رئيس العمليات الجنوبية في زاكا إنه “أخطأ في التحدث في بعض الأحيان في أعقاب الهجوم مباشرة، وإن ما رآه بنفسه كان جثة صغيرة محترقة مع فقدان جزء من الرأس على الأقل، ربما بسبب قوة الانفجار”، وأضاف أنه من غير الواضح ما إذا كانت جثة مراهق أو شخص أصغر سنا، وفي ذات الوقت قال جيش الاحتلال إنه لا يستطيع تأكيد هذه الروايات والمزاعم.
في السياق، تشير وسائل إعلام، إلى أن منظمة “زاكا”؛ غارقة في الاعتداءات الجنسية والفضائح المالية لعقود من الزمن، واعتبرت أن العاملين فيها “كتاب خرافات ويروون قصصا مفرطة في السذاجة”.
وقال رئيس العمليات الجنوبية في المنظمة، في تصريحات مختلفة، إنه “عندما نذهب إلى المنزل، فإننا نستخدم خيالنا، الجثث تحكي لنا القصص التي حدثت لها”. وقال مسؤول آخر في زاكا في مقطع فيديو: “صرخ الحجر على الجدران: لقد اغتصبت”.
وادعى، مسؤول في زاكا، أن نساء عاريات تم ربطهن بالأشجار وقال إنه عثر على طفل صغير مثقوب بسكين في رأسه، وكذلك العثور على جثة امرأة مشوهة جنسياً تحت الأنقاض وقد أزيلت أعضاؤها، وهذه القصص وصفت في العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها “من وحي الخيال”، لأنه لم يتم تأكيدها من قبل أي شخص أو مصدر.
تابع منصة شباب اف ام عبر “إكس”
اعتبرت التقارير، أن متطوعي زاكا، جزء مهم من آلة الدعاية الإسرائيلية، التي صور فيها مسؤولون إسرائيليون، حركة حماس، على أنها “داعش” و”إرهابية”، واعتبروا مؤثرين بشكل فعال فيها، وفي تعميق تبريرات الاحتلال لشن حربه الدموية والمدمرة في قطاع غزة.
وقال الموقع: لقد كان الرد السياسي بعد 7 أكتوبر بمثابة حملة منسقة، قاد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الطريق، معلناً أن “حماس هي داعش” في 9 أكتوبر/تشرين الأول. واحتشد منافس نتنياهو وشريكه في الحكم، بيني غانتس، وراء هذا الشعار، كما فعل وزير الحرب يوآف غالانت ومسؤولون إسرائيليون آخرون، وفي غضون أيام، اصطف كبار المسؤولين الأميركيين أيضاً خلفهم، حتى أن الرئيس جو بايدن قال: “إن وحشية حماس – هذا التعطش للدماء – تعيد إلى الأذهان أسوأ أعمال العنف التي قام بها تنظيم داعش”.
باتت روايات زاكا محل شك، خاصة بعدم وجود أدلة أو حتى جمعها، وقالت هآرتس، إن دوافع الروايات ملفقة من قبل المنظمة التي تعتمد على التبرعات والمناقصات الحكومية لميزانيتها، ونشرت الصحيفة الإسرائيلية صورة لأعضاء زاكا وهم يقومون بأنشطة جمع التبرعات بالقرب من جثة هامدة؛ حيث لاحظت مصادر من مجموعات الإنقاذ الأخرى أن متطوعي زاكا يقومون بإجراء مكالمات لجمع التبرعات ومقاطع فيديو تظهر الجثث في الخلفية، وفي الأسبوع الثاني بعد السابع من أكتوبر، بدأت وزارة الحرب بالدفع مقابل عملها على الأرض.
تشير جميع الأدلة المتاحة، وفق الصحيفة، إلى أن زاكا كانت بحاجة إلى ضخ نقدي، حيث كانت المجموعة معسرة ماليا في 7 أكتوبر، ووفقًا لتحقيق أجرته صحيفة هآرتس عام 2022، حصلت زاكا على ملايين الدولارات من الأموال العامة على مدى السنوات الخمس الماضية من خلال المطالبة بأكثر من ثلاثة أضعاف عدد المتطوعين مما كان عليه، وكانت تعصف بالمنظمة مجموعة فضائح مالية واعتداءات جنسية، لم تحقق بها قوات الاحتلال في وقت سابق.
وتذكر الصحيفة، أن زاكا تجمع التبرعات من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وتشتري إعلانات جوجل للترويج للتبرعات، وبعد السابع من أكتوبر بدأت الأموال تتدفق لصالح المنظمة، وحصلت المجموعة على جزء من مبلغ 242 مليون دولار الذي أنفقه الاتحاد اليهودي في أمريكا الشمالية، شاركت بالتبرع بقيمة 15 مليون دولار من شركة Nvidia العملاقة لصناعة الشرائح الإلكترونية الذكية، وتعهد الملياردير رومان أبراموفيتش بمبلغ 2.2 مليون دولار لزاكا. وفي نوفمبر في مانهاتن، ظهرت لافتة تحمل مبلغ 1,000,430 دولار تم جمعها لزاكا.
وحسب حسابات صحيفة هآرتس، فقد جمعت زاكا ما لا يقل عن 13.7 مليون دولار منذ السابع من أكتوبر.
ووفقا لصحيفة “هآرتس”، فشلت زاكا في توثيق الرفات، ووضع أجزاء من جثث مختلفة في كيس واحد، ولم تجمع كل الرفات في المنازل والحقول.
جاء ملف زاكا في صحيفة نيويورك تايمز بعد المقال المثير للجدل الذي نشرته الصحيفة في 28 ديسمبر بعنوان “صرخات بلا كلمات” حول مزاعم الاعتداء الجنسي خلال هجوم 7 أكتوبر، وتعرض التقرير لانتقادات واسعة النطاق بسبب ضعف مصادره واستشهاده بحالات تفتقر إلى الأدلة المادية.
وذكرت صحيفة The Times وThe Intercept في شهر يناير/كانون الثاني، أنها سحبت حلقة ذات صلة من البودكاست الخاص بها بسبب مشكلات تتعلق بالمقال، مما أثار مخاوف داخلية من أنها قد تكون “كارثة صحفية”.
بحسب هآرتس، تعترف زاكا بأوجه القصور في شهادة أعضائها، وكشفت صحيفة هآرتس رواية المنظمة عن جثة المرأة الحامل في كيبوتس بئيري، وأكدت أنه لا يوجد أي تأكيد مستقل لادعاء المنظمة، ونفى كيبوتس بئيري وقوع الحادث هناك، وقالت شرطة الاحتلال إنه ليس لديهم سجل بالقضية، ولم يكن “مصدر علم الأمراض” في المشرحة الرئيسية على علم بالقضية.
وفي تصريح لصحيفة “هآرتس” حول عدم وجود أدلة داعمة لروايات المتطوعين، قالت زاكا: “إن المتطوعين ليسوا خبراء في علم الأمراض وليس لديهم الأدوات المهنية للتعرف على هوية القتيل وعمره، أو الإعلان عن كيفية مقتله، باستثناء شهادة شهود العيان”.
المصدر: ترجمة وكالات
ر.ن