كشف تقريرٌ لصحيفة “يديعوت أحرنوت”، الثلاثاء، أن وحدة الكوماندوز “دوفدفان”، رأس حربة الجيش الإسرائيلي، خسرت من جنودها في معركة طوفان الأقصى أكثر من نصف عدد الجنود الذي خسرته منذ إنشائها قبل 38 سنة.
وأوضح تقرير “يديعوت”، أن جنود وحدة “دوفدفان” ظلوا يقاتلون في الظل منذ ما يُقارب أربعة عقود، وحصلوا على أوسمة وشارات شرف إثر عمليات سرية قد لا يتم الكشف عنها أبدًا، وعلى مدار 38 سنة منذ إنشائها، فقدت الوحدة 18 قتيلاً، لكن الوضع تغير بعد 7 أكتوبر (عملية طوفان الأقصى)، إذ فقدت وحدة “دوفدفان” 7 جنود أثناء الاشتباكات مع مقاتلي كتائب القسام الذين عبروا لمستوطنات غلاف غزة، ثم بعد بدء الهجوم البري فقدت الوحدة جنديًا ثامنًا برتبة رقيب، وهذا الأسبوع، سُمح بنشر اسم قتيلين آخرين في معارك خانيونس، أحدهما يحمل رتبة مقدم والآخر يحمل رتبة رقيب.
تابع قناة شباب اف ام عبر تلغرام
وبحسب يوآف زيتون، المعلق العسكري لصحيفة “يديعوت”، تشارك وحدة “دوفدفان” في معارك خانيونس، إلى جانب وحدة ماجلان ووحدة أيغوز، وهي جميعًا من قوات النخبة الإسرائيلية. وهذا، وفقًا لمعدة التقرير، مؤشر على صعوبة المعارك في خانيونس التي بدأ بها جيش الاحتلال بعد انهيار الهدنة المؤقتة قبل ثلاثة أسابيع.
وأوضح الصحفي المتخصص في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب إلى أن وحدة “دوفدفان” تُعرف فلسطينيًا باسم “المستعربين”، لأن جنودها يتحدثون اللغة العربية بطلاقة ويعرفون العادات والتقالية العربية، وبالتحديد الفلسطينية، وقد أنشأها إيهود باراك في عام 1986، عندما كان قائدًا للضفة الغربية في جيش الاحتلال، وكان يرغب في أن يكون لجيش الاحتلال القدرة على العمل داخل التجمعات السكنية الفلسطينية والحصول على معلومات استخبارية “وإحباط الإرهاب بشكل جزئي”.
وفي رسالته إلى رئيس أركان الجيش، آنذاك، من أجل إنشاء وحدة “دوفدفان”، أوضح إيهود باراك الفكرة قائلاً: “أريد وحدة يبدو رجالها كالعرب، يتحدثون مثل العرب، ويركبون الدراجات في البلدة القديمة من نابلس، وكأنهم في شارع ديزنغوف في تل أبيب. رجال سيكونون قادرين على العمل بشكل جزئي وهم يتنكرون في هيئة عربية، بُغية إيجاد واقع عملياتي تنفيذي دون الحاجة إلى قوات كبيرة والانكشاف مبكرًا”.
تابع منصة شباب اف ام عبر أنستغرام
وبين أنس أبو عرقوب، أن جنود وحدة “دوفدفان” يتدربون على تنفيذ مهام استخبارية أُثناء القتال، وشعارها “سيف ذو حدين” مقتبس من أسطورة يهودية تزعم أن يهوديًا نجح باغتيال ملك موآب في قصره.
وأضاف، أن وحدة “دوفدفان” بقوة في الساحة الفلسطينية بعد اندلاع الانتفاضة الأولى، وبذلك كان إيهود باراك -وفق التعبير الإسرائيلي- قد استبق الداء بصنع الدواء، إذ نفذت الوحدة عمليات اغتيال واعتقال في قلب نابلس، بل إن باراك لشدة حماسه للفكرة التي تجلت في آلة القتل، شارك في إحدى العمليات متنكرًا، وفقًا لما أفادت به صحيفة “معاريف” قبل نحو عقدين.
وأشار أبو عرقوب إلى أن غادي آيزنكوت، الذي أصبح في عام 2015 رئيسًا للأركان، طور فكرة باراك مبلورًا العقيدة القتالية التي باتت تحمل اسم عقيدة “M16 بدل F16″، انطلاقًا من قناعته أن “القدرة على الوصول الى المطلوبين في كل مكان، وسحبهم من مخابئهم ومواجهتهم وجهًا لوجه، تردعهم أكثر بكثير من قنبلة أخرى تطلقها طائرة من سلاح الجو”.
يُذكر أن “دوفدفان” ليست وحدة النخبة الوحيدة التي تكبدت خسائر فادحة في عملية طوفان الأقصى، بل إن لواء “جولاني” أيضًا، فقد أكثر من 80 جنديًا وضابطًا من قواته منذ عملية طوفان الأقصى وحتى 74 يومًا من حرب غزة 2023، بينهم قائد الكتيبة 13، بينما يُعادل عدد الجرحى والقتلى الذين فقدهم لواء جولاني ربع إجمالي قواته، بحسب تصريحات لقائد سابق في لواء جولاني.
المصدر: ترجمة وكالات
ر.ن