أصيب اليوم الخميس، عشرات المرابطين المتواجدين بالمسجد الأقصى المبارك، بالاختناق ورصاص الاحتلال المعدني المغلف بالمطاط، فيما حطم رصاص الاحتلال زجاج منبر صلاح الدين الأيوبي في المسجد الأقصى.
وأفادت الوكالة الرسمية بأن قوات الاحتلال قمعت المرابطين في المسجد الأقصى، ما أسفر عن إصابات بالاختناق والرصاص المطاطي، وحاصرت قسم منهم داخل المصلى القبلي.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال، جددت محاولاتها اقتحام المصلى القبلي عن طريق اطلاق القنابل الصوتية ومحاولة اقتحام غرفة الصوتيات الملاصقة له، وسط تصدي المرابطين والمرابطات.
يشار إلى أن ما تسمى بجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة، دعت إلى اقتحام واسع للمسجد الاقصى ورفع علم الاحتلال عليه وفي ساحاته.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أصدر أمس الأربعاء، تعليمات بالسماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى اليوم، احتفالًا بإعلان دولة الاحتلال.
في حين أكدت الشرطة الإسرائيلية، أن المسجد الأقصى سُيفتح اليوم أمام اقتحام المستوطنين من الساعة 7:00 إلى 11:00 صباحًا ومن 1:30 إلى 2:30 مساءًا، في قرار دلالة على التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.
في حين قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ، إن رفع علم دولة الاحتلال وغناء النشيد الإسرائيلي في الحرم الشريف تحد صارخ لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين.
وأضاف الشيخ في تغريدة على تويتر، إن تهديد المستوطنين بذلك هو استمرار لحملات متطرفة عنصرية تسعى لتكريس التقسيم في الحرم الشريف، وإشعال حرب وطنية دينية في المنطقة.
بدورها دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” إلى النفير العام وشد الرحال إلى القدس، اليوم الخميس، لمواجهة اقتحامات مزمعة للمستوطنين للمسجد الأقصى.
كما دعت كوادرها وأبناء شعبنا الفلسطيني إلى النفير العام في كافة مناطق التماس، وشد الرحال إلى مدينة القدس والمسجد الاقصى“.
وأكدت الحركة أنها “ستواصل التصدي للعدوان الاسرائيلي على مدينة القدس وجنين وكافة محافظات الوطن، بكل السبل المتاحة والتي كفلها القانون الدولي في مواجهة الاستعمار الاستيطاني.
هذا وحذر قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، من التداعيات الخطيرة جدا على المنطقة والعالم إذا نفذ المستوطنون مخططهم باقتحام المسجد الأقصى المبارك اليوم، والمغامرة برفع الأعلام الاسرائيلية والغناء في باحاته المقدسة.
ودعا الهباش، “العقلاء في المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليتهم ومنع فتيل الانفجار الذي يسعى المتطرفون من المستوطنين لإشعاله، مؤكداَ ان عصابات المستوطنين تسعى بكل الطرق لارتكاب جريمة في المسجد الأقصى المبارك وإشعال نار الحرب الدينية التي سوف تأكل الأخضر واليابس وعندها لا ينفع الندم”.
بدوره حذر المجلس الوطني الفلسطيني، من اعتزام المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى غدا الخميس وتنفيذ ما يخططون له برفع العلم الإسرائيلي وترديد نشيدهم العنصري.
وأدان المجلس في بيان له، استمرار الاعتداءات وقطع الأسلاك عن سماعات المسجد الأقصى، والتضييق على الاخوة المسيحيين ووضع العراقيل للحيلولة دون إتمام صلواتهم.
وأكد المجلس أن جماهير شعبنا عازمة على مواصلة التصدي لهذا العدوان ولانتهاكات الجماعات اليمينية المتطرفة التي تجري تحت حماية وإشراف حكومة الاحتلال العنصرية، وهي توفر الغطاء والحماية لهذه الأعمال العنصرية الهمجية تجاه أبناء شعبنا ومقدساته.
وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية حاتم البكري إن اعتزام المستوطنين رفع أعلام الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى وغناء “النشيد الوطني الإسرائيلي” هو إساءة لمقدساتنا واعتداء صارخ عليها.
وأوضح أن تنفيذ هذه الخطوة يعتبر “تحدياً صارخاً لمشاعر المسلمين في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي، وانتهاكا لأكثر مقدساتنا الإسلامية حساسية في فلسطين، ألا وهو المسجد الأقصى، الذي يعتبر مسجدا إسلاميا خالصا بكافة مكوناته داخل أسواره، في خطوة لا يمكن تفسيرها إلا برغبة حكومة هذا الاحتلال ذات الصبغة الاستيطانية في إشعال حرب دينية يمكنهم البدء بها إلاَّ أنهم لن يكونوا قادرين على إيقافها“.
المصدر: وفا
ع.د