أبلغ مسؤولون إسرائيليون، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأن الهجوم البري على قطاع غزة سيستمر عدة أسابيع أخرى. جاء ذلك في حين أكد مسؤول أمريكي أن الانتقادات داخل إدارة جو بايدن للدعم المفتوح للعدوان الإسرائيل آخذ بالتزايد.
أنتوني بلينكن أوضح بأن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن استمرار الهجوم البري، خاصة بالحجم والكثافة التي كانت قبل الهدنة، سيزيد بشكل كبير من الضغوط الدولية على إسرائيل والولايات المتحدة
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت أبلغ أنتوني بلينكن بأن الحرب على قطاع غزة سوف تتواصل لشهور أخرى، فردّ عليه بلينكن “لا أعتقد أن لديكم هذه الفترة”.
وقال موقع “تايمز أوف إسرائيل”، إن مصادر مطلعة على اجتماع مجلس الحرب الذي حضره أنتوني بلينكن أفادت بأن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي قال لبلينكن إن “عملية” جيش الاحتلال سوف تتواصل بضعة أسابيع أخرى، بما يشمل جنوب قطاع غزة.
وبحسب الموقع، فإن بلينكن بادر للسؤال عن الفترة التي تحتاجها إسرائيل لإنهاء عمليتها التي تشارك فيها قوات برية كبيرة جدًا، وأنه أوضح بأن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن استمرار الهجوم البري، خاصة بالحجم والكثافة التي كانت قبل الهدنة، سيزيد بشكل كبير من الضغوط الدولية على إسرائيل والولايات المتحدة.
وأضافت مصادر “تايمز أوف إسرائيل”، أن أنتوني بلينكن طلب اتخاذ خطوات إضافية لضمان أن لا يؤدي الهجوم في قطاع غزة إلى أضرار “جسيمة” للمدنيين، مبينة أن بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت وهرتسي هاليفي أبلغوه بأن الهجوم البري في جنوب قطاع غزة سيؤدي إلى أضرار أقل للمدنيين من الهجمات الجوية.
هل تعارض إدارة بايدن استمرار العدوان؟
ويظهر من الكشف الإسرائيلي، أن إدارة جو بايدن ورغم أنها تواصل الادعاء بأنها تؤيد الهدنة، إلا أنها في الواقع لا توجه دعوة ملزمة إلى إسرائيل لوقف عدوانها، وهذا لم يحدث لا في الاتصال الأخير بين جو بايدن ونتنياهو يوم الأربعاء، ولا في زيارة أنتوني بلينكن الرابعة إلى المنطقة، التي جاءت بالتزامن مع مظاهرات حاشدة في ولايات أمريكية احتجاجًا على العدوان، وانتقادات داخل إدارة بايدن لدعم هذا الهجوم.
وقال مسؤول أمريكي لشبكة NBC، إن نطاق المعارضة داخل إدارة بايدن بسبب حرب غزة 2023 “استثنائي ولم يحدث في إدارات سابقة”.
وأوضح، أنه بمجرد ظهور صور لحجم الدمار في غزة وارتفاع عدد القتلى المدنيين “علمنا أن الذخائر المستخدمة من صناعة أمريكية”.
وكشف المسؤول، أن رسائل دبلوماسيين أمريكيين في الشرق الأوسط تحذر أن “سمعتنا تتضرر بشدة بسبب نهجنا”، مبينًا أن اعتقادًا يسود لدى موظفين في وزارة الخارجية بأن المساعدات الأمريكية لإسرائيل يجب أن تخضع لقيود.
ورغم ما يُنشر على أنه تسريبات في وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية حول خلافات بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية حول استمرار العدوان، إلا أن مراقبين يؤكدون أن بايدن وإدارته ليسوا جديين في الضغط على هذه الحكومة لوقف العدوان، وأنهم فقط يكتفون بالتحذير من عواقب الهجوم البري في جنوب قطاع غزة، وأنهم يحاولون فقط تخفيف عدد الضحايا وحجم الدمار لتقليل الضغط عليهم، خاصة مع استطلاعات الرأي التي تؤكد تراجع شعبية بايدن وأنه سيخسر الانتخابات القادمة.
المصدر: وكالات
ر.ن