“الرمال”.. من أرقى أحياء غزة إلى تلال من الركام

"الرمال".. من أرقى أحياء غزة إلى تلال من الركام
23 نوفمبر 2024
(شباب اف ام) -

حيّ الرمال لم يعد ذاك الحي الراقي الذي كان يقصده مواطنو قطاع غزة من كل مناطقه ومحافظاته الخمس وألوانه السياسية وشرائحه الاجتماعية، فقد حوّلت الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة الحي، الذي كان يضم كل شيء جميل ومهم، أثراً بعد عين؛ بعد أن دمرت مساحات شاسعة من مبانيه عن الخارطة وسوّتها بالأرض.

وتحوّل الحي من مكان رائع وراقٍ، يضم المقاهي والمتنزهات والمحال التجارية الراقية والفخمة والترفيهية والمرافق الحكومية والخاصة، إلى تلال ضخمة من الرمال ومقتنيات المنازل والمحال التجارية.

حي الرمال - غزة

حي الرمال – غزة

ولم تعد الحياة في الحي ممكنة أو تطاق؛ بعد تدمير الشوارع والطرق والبنية التحتية؛ بفعل مئات الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال منذ بدء عدوانها على القطاع، صباح السبت الماضي، وبشكل مكثف خلال الساعات الخمسين الماضية.

وبعد أن كان السير في شوارع الحي الجميلة والنظيفة والمليئة بالحياة والحيوية مرناً وسهلاً، لم يعد ممكناً السير لعشرة أمتار؛ بسبب شدة الدمار الذي تناثر من مئات المباني وعشرات الأبراج السكنية التي تحولت إلى تلال وجبال من الركام.

وعدا الدمار الشامل، الذي طال معظم الأبراج والمباني السكنية المرتفعة والجميلة في الحي، تعرضت المباني والوحدات والفيلات السكنية الأخرى لأضرار مادية جسيمة تحد من قدرة ساكنيها على البقاء حتى لساعات.

حي الرمال - غزة

حي الرمال – غزة

وباتت الخسارة في الحي أضعاف المناطق الثانية؛ بسبب الثقل الاقتصادي التي يتمتع به الحي ومبانيه؛ لتواجد كم كبير جداً من المولات التجارية الضخمة والمراكز الطبية الخاصة، والبنوك، ومحال التجميل والصرافة وبيع المجوهرات والأجهزة الكهربائية والجوالات وأجهزة الاتصالات الحديثة، والملبوسات، والمكتبات والبقالات، ومكاتب الصحافيين ووسائل الإعلام، وغيرها.

وبصعوبة بالغة وبخطورة عالية يمكن للفرد العادي التحرك في عدد محدود من الشوارع والطرق الفرعية؛ بسبب مخاطر انهيار ركام يعتلي بعض المباني التي لم تسقط بأكملها خلال القصف، مثل مجمع صبرة التجاري الذي يتوسط الحي.

وألقى الدمار الهائل، الذي تعرضت له العشرات من المباني المرتفعة التي كانت تضم مئات المحال التجارية، بآلاف القطع التجارية في الشوارع، ما دفع الشرطة إلى وضع بعض من أفرادها بزيّهم المدني في المنطقة لحراستها.

وبعد أن كان الحي مقراً لشركات الاتصالات والكهرباء والخدمات التكنولوجية، لم يعد الحي يتمتع بأي من هذه الخدمات، بل فقد كل الخدمات التي يمكن لأي بلدية تقديمها.

وبات الخطر يهدد حياة من تبقى من السكان؛ في ظل الانقطاع المتواصل للكهرباء والمياه وكل مقومات الحياة، وأصبحوا تحت أمر واقع لا مفر منه، ألا وهو مغادرة الحي والبحث عن ملاذ يوفر لهم الحد الأدنى من مقومات الحياة.

وطال القصف الجوي الإسرائيلي المكثف أهم المفاصل في الحي، من عمارات وبنايات ومفترقات، من شماله إلى جنوبه ووسطه وغربه وشرقه، ومرافقه الحكومية وغيرها.

ومن بين المرافق التي تم قصفها، مقر شركة الاتصالات، ووزارات العمل والمالية والأوقاف، ونقابات، ومجمعات شرطية وأمنية، وبنايات تجارية وأخرى سكنية، ومؤسسات تعليمية، وشوارع.

ويمثل الحي العاصمة السياسية والاقتصادية لقطاع غزة، إذ يضم جميع المرافق الحكومية والوزارات، ومقار الفصائل والقوى الأمنية والشرطية، عدا المحال التجارية ومقار الشركات الكبرى، والفنادق السياحية والتجارية والمطاعم والمتنزهات والأسواق الحديثة، وميناء غزة البحري، والمؤسسات الحكومية والدولية والمحلية، والمراكز الصحية وأهم مستشفيات القطاع، والمراكز الثقافية.

المصدر: جريدة الأيام

س.ب