أفشل صمود المرابطين والمعتكفين الفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى المبارك حتى اللحظة، مخطط الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المتطرفين إدخال “قرابين الفصح” للمسجد، رغم عمليات القمع والاعتداء والتنكيل التي تعرضوا لها إثر اقتحام المسجد.
وصباح الأحد، أغلق المرابطون مسار المقتحمين في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى بالمخلفات والردم الذي يمنع قوات الاحتلال إخراجه من المسجد، ما أجبرها على تأخير اقتحامات المستوطنين لمدة نصف ساعة.
ومنع المرابطون، المستوطنين من أداء طقوس تلمودية في المنطقة الشرقية من الأقصى أو التوقف أثناء الاقتحام، مع اتخاذ مسار أسرع وأقصر من مسارهم المعتاد.
وانتظر المتطرفون دورهم أمام جسر المغاربة، تمهيدًا لاقتحام الأقصى، بعدما أمنت القوات الخاصة لهم طريقًا بديلًا عن طريقهم المعتاد في الساحة الشرقية، والذي أغلقه المرابطون تمامًا.
وبهذا الصدد، قال مدير منظمة “جيل الهيكل في أيدينا” المتطرف تومي نيساني: إن “الشرطة الإسرائيلية أخرت اقتحام المستوطنين نصف ساعة بعد أن وجدت مسار الساحة الشرقية للمسجد الأقصى مغلقًا بالعوائق، وفرضت على المجموعات المقتحمة قيودًا أمنية إضافية”.
وأضاف أن الشرطة قللت عدد المستوطنين في كل فوج من المجموعات المقتحمة، متهمًا إياها بالتقصير لأنها “تركت المخربين العرب يسدون طريق اليهود طوال الليل”.
وهذا وبحسب مراقبين ما يدعو لوضع مزيد من العوائق في طريق المقتحمين، والتأكيد على أنه سيبقى حتى يوم الخميس المقبل، ومن ينظفه ويزيله يكون شريكًا في تسهيل الاقتحامات.
– عشرات الإصابات:
وفي هذا السياق، أصيب ما لا يقل عن 19 مواطنا بينهم نساء، واعتقل خمسة آخرون، إثر اعتداءات قوات الاحتلال على المتواجدين في المسجد الأقصى، لتأمين الاقتحامات الجماعية للمستوطنين، تلبية لدعوات أطلقتها منظمات الهيكل المزعوم لمناسبة عيد الفصح العبري.
وذكرت جميعة الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس أن طواقمها تعاملت مع 19 إصابة خلال اعتداءات قوات الاحتلال على المتواجدين في باحات المسجد الأقصى ومصلياته، نقلت 5 منها للمستشفى، مؤكدة منع الاحتلال لطاقمها من الدخول للمسجد.
وكانت قوات الاحتلال معززة بالوحدات الخاصة، اقتحمت صباح اليوم ساحات المسجد الأقصى، حيث انتشرت في ساحات الحرم وشرعت بملاحقة المصلين واعتدت عليهم بالضرب وأخلت معظمهم من الساحات، لتوفير الحراسة لاقتحامات المستوطنين للأقصى لمناسبة ما يسمى عيد “الفصح العبري“.
وأفادت مراسلتنا بأن قوات الاحتلال لاحقت النساء واحتجزتهن في منطقة صحن قبة الصخرة، والرجال في المسجد القبلي، لإفراغ ساحات الأقصى من المصلين والمرابطين، وفرضت تقييدات على دخول المواطنين للمسجد عند ساعات الفجر، حيث منعت كل من هم دون الـ40 عاما من دخوله.
وأضافت أن تلك قوات الاحتلال اعتدت على المصلين في ساحات الحرم، واعتقلت عددا من الشبان، وهددت المئات من المعتكفين بالقمع وأطلقت قنابل الصوت صوبهم وطالبتهم بمغادرة الساحات، وأجبرت الفلسطينيين ممن تواجدوا بساحات الحرم بالدخول إلى المصليات وإغلاق الأبواب عليهم، لحين انتهاء اقتحامات المستوطنين.
وأضافت أن مكبرات الصوت في الأقصى صدحت بنداءات استغاثة أطلقها المحاصرون في مصليات المسجد لفك الحصار عنهم ووقف الاعتداءات عليهم.
واعتلت قوات الاحتلال سطح المصلى القبلي عقب محاصرة المصلين داخله، كما حاصرت النساء المتواجدات في قبة الصخرة، واعتدت عليهن بالضرب بالهراوات.
واقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى، وأدوا طقوسا تلمودية وجولات استفزازية في رحاب المسجد، لمناسبة عيد الفصح العبري.
واستمرت اقتحامات المستوطنين بالتزامن مع اعتداءات قوات الاحتلال على المصلين، ومنع المواطنين من الوصول للمسجد الأقصى وفرض حصار عند أبوابه، كما وضعت حواجز حديدية لمنع دخول أي مصل بالتزامن مع الاقتحامات.
وكانت دعواتٌ فلسطينية أطلقت عبرَ مواقع التواصل الاجتماعي لتكثيفِ الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك منذ الليلة الماضية للتصدي لاقتحامات المستوطنين.
ودعت ما تسمى “إدارة جبل الهيكل” التابعة لـ”اتحاد منظمات المعبد” لتكثيف أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى رغم أحداث أمس الأول الجمعة، وتزامن ذلك مع محاولات مستمرة لإدخال القرابين إلى المسجد الأقصى، التي بدأت منذ أمس الأول، وسط دعوات مستوطنين مكثفة لتغيير الوضع القائم في الأقصى وأداء كافة الطقوس التلمودية في قلبه.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت فجر الجمعة نحو 470 مواطنًا من المسجد الأقصى وأصابت بقنابلها ورصاصها وهراواتها أكثر من 170 من بينهم أطفال ونساء وكبار في السن.
المصدر: وكالات
ي.ك