نابلس – أكد محافظ نابلس اللواء ابراهيم رمضان في بيان صدر اليوم الاحد الموافق 10/4/2022 أن قبر يوسف يقع في الاراضي الخاضعة للسلطة الوطنية الفلسطينية وبالتالي فإن السلطة الفلسطينية هي من تتولى الاشراف عليه وحمايته وترميمه.
يأتي هذا البيان بعد قيام عدد من الشبان بتحطيم أجزاء من القبر الذي يعتبر مكاناً دينياً بحسب وزارة الاوقاف الاسلامية، حيث أشار اللواء رمضان الى أن المحافظة ستقوم بشكل عاجل بترميم واصلاح الضرر الواقع في القبر ولن يتم السماح لأي جهات خارجية بالتدخل واصلاحه.
وأكد رمضان أن نابلس مدينة حاضنة للديانات الثلاث حيث يتعايش كافة مواطنيها تحت راية المحبة والتسامح والسلام وتقع على عاتق المحافظة حماية كافة الاماكن الدينية المقدسة واحترام الشعائر الدينية كافة بغض النظر عن طبيعتها، وحيث أن القبر مسجل لدى دائرة الاوقاف الدينية والاسلامية كأثر اسلامي فإن حمايته والاشراف عليه هي من مسؤلياتنا. (تحديث)
وكان عشرات الفلسطينيين شاركوا في مسيرة انطلقت من وسط مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرقي نابلس، تنديدا بالإجراءات الإسرائيلية في مدينة جنين (شمال) ومخيمها.
وأوضح الشهود، أن المسيرة وصلت إلى مقام يوسف، في بلدة بلاطة البلد، حيث حطم المشاركون الأبواب ودمروا رخام القبر ومقتنياته، وأشعلوا النار في جزء منه.
ولفتوا، إلى أن قوة من الشرطة الفلسطينية وصلت للموقع، وأخلته.
ويعدّ هذا البيان الذي صدر عن المحافظ أول تعقيب فلسطيني رسمي حول الحادثة، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قال في وقت سابق في تصريح صحفي إن “انتهاك حرمة قبر يوسف أمر خطير للغاية، وإسرائيل ستحرص على ترميم المكان، وإعادته إلى سابق عهده على وجه السرعة، واتخاذ كافة التدابير تجنبًا لتكرار مثل هذا الحادث”.
وأضاف في تصريحات أوردها موقع “واللا” العبري: “نقلت هذا الصباح رسالة حادة إلى السلطة الفلسطينية، المطلوب منها تكثيف تواجد قواتها في المكان فورًا، واتخاذ الإجراءات بحق الذين يمسون بالاستقرار والأمن والأماكن المقدسة”.
بدوره، دعا ما يسمى برئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة، يوسي داغان، الجيش الإسرائيلي لإعادة السيطرة على قبر يوسف، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
تفنيد الرواية الإسرائيلية
يشار إلى أنه وحسب الادعاء الإسرائيلي المبني على الرواية اليهودية، فإن عظام النبي يوسف بن يعقوب، أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان، لكن عددًا من علماء الآثار نفوا صدق الرواية الإسرائيلية، قائلين إن عمر المقام لا يتجاوز بضعة قرون، وإنه مقام (ضريح) لشيخ مسلم اسمه “يوسف دويكات”.
وفيما يقول اليهود، إن المقام، يضم قبر النبي يوسف عليه السلام، يقول الفلسطينيون إن المقام وقف إسلامي، وليس للنبي يوسف أي صلة به.
وقال أستاذ التاريخ في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، أمين أبو بكر، إن المقام وقف إسلامي، ومسجل في الأرشيف العثماني، ولا دخل لليهود فيه.
وأضاف في حديث مع وكالة الأناضول، “تنتشر في فلسطين وبلاد الشام المقامات بشكل كبير، وبحسب الروايات يعود عمر القبر إلى 200 عام ليس أكثر”.
وتابع: “هناك عدة مقامات حملت اسم سيدنا يوسف، في مصر، وجنوب لبنان، وفلسطين بمنطقة جب يوسف، في عرابة قرب جنين ونابلس (شمال)، والخليل (جنوب)، وهذا دليل على أنها تسميات لا علاقة لها بالواقع”.
وذكر أن الناس سابقا كانوا يطلقون أسماء الأنبياء على المقامات تقديسا لهم، ليس أكثر.
وعن مقام يوسف قال إن “الرسومات والصور القديمة لقبر يوسف، والتي يعود تاريخها للنصف الثاني من القرن التاسع عشر، تشير إلى أنه كان عبارة عن كهف صغير، ولم يكن يولى أي اهتمام”.
وتابع “الرحالة الأجانب الذين مروا بالمكان، لم يشيروا لوجود مجسم بنائي فوق المقام، وإنما كان كهفاً صغيراً يتم النزول إليه بعدة درجات”.
بؤرة توتر وحجج دائمة
يوجد “قبر يوسف”، في الطرف الشرقي لنابلس الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، ويعتبره اليهود مقامًا مقدسًا منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967.
ومنذ ذلك الحين أصبح “القبر” وجهة دائمة للمستوطنين للصلاة فيه وإقامة الطقوس التلمودية، وفي العام 1986 أنشأ الاحتلال في المقام مدرسة يهودية لتدريس التوراة.
وفي عام 1990 تحول القبر إلى نقطة عسكرية يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، وفي ذات العام صنفت وزارة الأديان الإسرائيلية القبر وقفا يهوديا.
وشهد محيط “قبر يوسف” طوال السنوات السابقة صدامات دامية قتل فيها عدد كبير من الإسرائيليين والفلسطينيين أبرزها في العام 1996 عندما اشتبك الأمن الوطني الفلسطيني مع الجنود الإسرائيليين وسقط آنذاك قتلى من الطرفين، فيما يعرف بـ”هبة النفق”.
وفي بداية الانتفاضة الثانية عام 2000 وقعت اشتباكات عنيفة في محيط المقام بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي أدت إلى قتلى من الطرفين.
واضطر الإسرائيليون للانسحاب من المقام، وقام شبان فلسطينيون غاضبون بتدمير أجزاء من القبر لكن السلطة الفلسطينية قامت بترميمه فيما بعد.
وشكّل “قبر يوسف”، خلال السنوات الأخيرة، عنوان صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأسبوعيا يؤدي مئات المستوطنين طقوسا دينية في المقام بعد اقتحامه بحماية من الجيش الإسرائيلي ليلا.
وعادة ما تندلع مواجهات بين عشرات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي.
مصادر: الأناضول، أسوشيتد برس، محافظة نابلس
غ.ج