احتفالات عيد الأضحى في مختلف البلاد
تختلف عادات وتقاليد الشعوب العربية والإسلامية في الاستعداد لعيد الأضحى الكريم أو كما يسميه البعض “العيد الكبير” من بلد إلى آخر وحتى داخل البلد الواحد، ولهذا فلنتعرف على بعض من هذه العادات لدى الشعوب:
- المغرب
يبدأ يوم العيد لدى المغاربة بالخروج في وقت مبكر من الصباح لأداء صلاة العيد وهم يرتدون ألبسة تقليدية، فيظهر الرجال بالجلابيب، أو ما يعرف بــ”فوقية”، وغالبا ما يجري اصطحاب الأطفال ليعيشوا أجواء المناسبة الدينية منذ الصغر.
تؤدى الصلاة في مساجد أو في ساحات واسعة، وتذهب النساء بدورهن إلى المصليات لأجل أداء صلاة العيد، بينما تبقى أخريات في البيوت، من أجل تحضير أطباق الحلوى فيما تعرف ب “كعب الغزال” وما جاورها، إلى جانب كؤوس الشاي المغربي المنعنع.
بمجرد ذبح الخروف، تبدأ عادات المغاربة في الطعام، من خلال تحضير قطع مشوية من كبد الخروف أو ما يسمى بـ”بولفاف”، وهذا الاسم جرى اتخاذه لأن الوجبة تكون ملفوفة بالشحم الرقيق، وهي مرفوقة في الغالب بكؤوس الشاي. ولأن اللحم حاضر بقوة في احتفالات عيد الأضحى لدى المغاربة، فإن وجبة الغداء بدورها تكون من الخروف.
ومن الطقوس التي يذكرها المغاربة أن جلد الخروف لا يجري رميه ولا بيعه، لأنه كان يتحول إلى ما يشبه سجادة صغيرة للصلاة أو الديكور وما يسمى ب “الهيضورة” وهي بمثابة حذق من سيدة البيت في المغرب، لأنها تحرص على الاستفادة من كافة المواد المتوافرة، فلا تهدر أي شيء.
ومن عادتهم غير التقليدية في عيد الأضحى هي “بوجلود”، وهي أن يكون هناك رجل يلبس قرون الخروف وفروه ويمر على أصحاب الأضاحي ويجمع منهم صوف الخرفان ويبيعها في السوق.
- تونس
صباح يوم العيد، ينظم التونسيون، خاصة من سكان الأحياء العتيقة بمدينة تونس “خرجة العيد” في اتجاه المساجد هناك، لجمع أكبر عدد ممكن من المصلين، وخرجة العيد هي مسيرة يتجمع فيها المصلون نساء ورجالا، هاتفين “الله أكبر الله أكبر ولله الحمد لا إله الا الله”، مرورا بمنازل الحي وأزقته ليلتحق بهم السكان ويتجهوا أفواجا لأداء صلاة العيد.
بعد الصلاة مباشرة ينتشر في شوارع المدن جزارون يعلنون استعدادهم لنحر و«سلخ» الأضاحي منهم المحترفون والهواة، تبدأ مهمة هذه الفئة في الصباح وتنتهي قبل صلاة الظهر.
فور الانتهاء من صلاة العيد وذبح الأضحيات وسلخها، تشرع العائلات التونسية في عملية شواء اللحم على الفحم. وعادة ما يكون تناول اللحم مصحوبًا بأنواع مختلفة من السلطة وخبز يتمّ إعداده في المنازل، وإعداد “العصبان” الذي يتمّ تحضيره لاستعماله في طبخ الكسكسي (الذي عادة ما يكون جاهزًا ثاني أيام العيد) أو الأرز.
وتطبخ بعد عملية الشواء، أكلات متنوعة خلال أيام العيد الكبير والأيام التي تليه كـ”القلاية” و”المصلي” و”الكمونية” و”المرقة الحلوة”.
- غات
في مدينة غات، التي يقطنها الطوارق في أقصى الجنوب الغربي من ليبيا، يبدأ الأهالي احتفالاتهم بعيد الأضحى بأداء صلاة العيد في الساحات المخصصة لها، وبعد الانتهاء من خطبة العيد يذهب الإمام مسرعًا لذبح أضحيته، وبعد ذبحها يقوم الإمام برش دم الأضحية على سعفة من النخيل وتعليقها أمام منزله ليعرف الناس أنه قد ذبح الأضحية ليبدأ المواطنون ذبح أضاحيهم.
ويتبادل الأهالي المعايدات فيما بينهم لثلاثة أيام، وفي ثاني أيام العيد يجري تبادل العزائم بين الأقارب والعائلات، والتي تقدم فيها الأكلات الشعبية المعروفة من الفتات بمختلف الأنواع والأصناف، وفي المساء يتجمع الأهل والأصدقاء للحديث عن ذكريات الماضي وكيف كان يتم الاحتفال بأيام عيد العيد.
- السعودية
في المملكة العربية السعودية الاحتفال بالعيد يكون مختلفا عن أي دولة أخرى لأنها تحتفل بوجود الحجاج وتوافدهم على بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج، حيث يبدأ صباح العيد بالتكبيرات التي تنتشر بكل مكان في المملكة، وقبل اجتماع العائلات يتم دبح الأضحية ويؤخذ منها للطعام.
أما عن أشهر وجبات عيد الأضحى في السعودية فهي الحميس، والهريس، والمرقوق، والمراهيف، والمصابيب والمراصيع وغيرها، وبعد تناول أشهر وجبات عيد الأضحى يتبادلون الزيارات، ثم يتجمعون مرة أخرى وقت المغرب لعمل احتفالات ويتم توزيع حلويات العيد الشهيرة مثل المعمول.
- لبنان
في لبنان احتفالات عيد الاضحى تبدأ قبل العيد بأيام، وأول شىء يقومون به تنظيف البيوت وتزينيها وتبخيرها، وإذا كان هناك أثاث قديم يتم تجديده، وفي صباح أول أيام العيد يتم ذبح الأضاحي وبعد ذلك تبدأ الزيارات العائلية ويتم التباشر بالأطفال في ذلك اليوم فيكون التركيز على إسعادهم وجعلهم يلعبون كنوع من البهجة والسرور.
- مصر
في مصر بنبدأ بتجهيز المنزل لاستقبال عيد الأضحى بتنظيفه وأحيانا وضع ديكورات “خروف العيد”، وبالطبع شراء ملابس العيد، وتبدأ احتفالات أول يوم في التجمع ل صلاة العيد مع صوت التكبيرات في المساجد، وبعد ذلك ذبح الأضاحي وتوزيع “العيدية” على الأطفال، ولابد من الإفطار في الصباح على “الفتة” والغذاء يكون فتة ورقاق باللحم المفروم والممبار.
- الجزائر
من أغرب عادات عيد الأضحى في الجزائر تنظيم ما يسمى بـ “مصارعة أضاحي”، قبل حلول العيد، وتجمع هذه المصارعات حشوداً كبيرة من المشاهدين.
وقبل يوم العيد يبدأ الأطفال في الغناء والرقص في الشوارع كنوع من البهجة لاستقبال العيد، وتقوم النساء بوضع الحناء على جبين الأضاحي، كما يقوم الرجال والأطفال بوضع الحناء على أيديهم.
وفي أول يوم العيد أو ما يسمونه “يوم الرأس”، يتم ذبح الأضاحي بعيدا عن رؤية الأطفال، وذلك بعد نطق الشهادة قبل ذبحه، وبعد سلخ الأضحية يتم تحضير الغذاء وأشهر طبق يقدمونه في هذا اليوم هو طبق “المُشرملة” المصنوع من كبد ورئة الخروف بالمرق.
المصدر: وكالات