أجرى مركز العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) بالتنسيق مع لجنة الانتخابات المركزية مسح اقتراع الناخبين للمرحلة الثانية من انتخابات مجالس الهيئات المحلية، التي عقدت أمس السبت.
ويهدف هذا المسح إلى قياس وفهم الآراء والتوجهات المختلفة لأفراد المجتمع ومواقفهم تجاه العملية الانتخابية، بالإضافة إلى فهم معايير الانتخاب وأولويات واحتياجات الناخبين وتقييمهم للعملية الانتخابية وأداء لجنة الانتخابات المركزية.
وشارك في المسح 1773 ناخباً وناخبة من 120 محطة اقتراع في 32 مركز اقتراع في 7 مواقع موزعة في مختلف مناطق الضفة الغربية، وتضمنت هذه المواقع مدناً كبيرة (الخليل ونابلس ورام الله وطولكرم)، وبلدات وقرى (اليامون – محافظة جنين، وبيت ساحور – محافظة بيت لحم، وقطنة – محافظة القدس).
وبحسب المركز، تم اختيار المشاركين في المسح بشكل منتظم عند مغادرتهم محطة الاقتراع، عبر مقابلات شخصية أجريت من خلال منصات إلكترونية محوسبة، مع الحرص على أن تمثل المجموعة المختارة خلفيات وقطاعات مختلفة تعكس تنوع المجتمع الفلسطيني. وتم تسجيل ردود المشاركين بشكل موثوق لضمان أمن وسرية البيانات.
خلفية المستطلعين
شكلت الإناث كما في الانتخابات السابقة، 46% من المستطلعين، بينما شكل الذكور 54%، وكان متوسط عمر المستطلعين 37 عاماً، فيما شكل الشباب (18-35 عاماً) 45% من العينة. ووفقاً لنتائج الاستطلاع، كان توزيع المستوى التعليمي للناخبين كما يلي: 47% حاصلون على درجة جامعية أو دبلوم متوسط؛ 33% أنهوا المرحلة الثانوية؛ 20% أقل من المرحلة الثانوية. وهذا يعني أن المتعلمين أكثر إقبالا على التصويت من الأقل تعليما، حيث أن متوسط تعليم المشاركين في التصويت هو أعلى من المعدلات الوطنية، وخصوصا أن هذه الانتخابات تمت في المدن.
تقييم إيجابي ملحوظ لأداء لجنة الانتخابات المركزية
أشارت الغالبية العظمى (95%) إلى أن إدارة العملية الانتخابية من قبل لجنة الانتخابات المركزية كانت إيجابية. وبالمثل، قال (93%) إن الانتخابات كانت نزيهة وشفافة. كما أفاد (90%) بأنهم لم يلاحظوا أي نوع من أنواع الضغوطات أو الترهيب خلال العملية الانتخابية.
أولويات الناخبين المستطلعين
أظهر الاستطلاع أن الأولويات الستة الأهم للناخبين المستطلعين كانت على النحو التالي:
تحسين الطرق.
تحسين خدمات الكهرباء.
تحسين خدمات المياه.
الاهتمام بالنظافة.
تحسين وبناء شبكات الصرف الصحي.
تحسين فرص الحياة للشباب.
معايير اختيار القائمة: معايير شخصية تفوقت على معايير جمعية
أظهر الاستطلاع أن هناك تبايناً ملحوظاً في المعايير التي دفعت المشاركين لاختيار قائمة دوناً عن القوائم الأخرى، ولكنها تمحورت حول صفات وخبرات وكفاءات المرشحين.
أشارت الغالبية العظمى (76%) من الناخبين المستطلعين إلى أن “السمعة الاجتماعية والأخلاق” تعتبر معياراً مهماً جداً عند اختيار القائمة.
أشار 73% من الناخبين المستطلعين إلى أن “اهتمام القائمة بالعدالة بين المواطنين” هو معيار مهم عند اختيار القائمة.
تلا ذلك الكفاءة المهنية لأعضاء القائمة (69%)، والكفاءة العلمية (68%) والصفات القيادية (67%).
أما واقع برنامج القائمة الانتخابي فكان مهماً جداً لنحو 66% من الناخبين، وتلاه اهتمام القائمة بفئة الشباب.
هذا، ويرى 58% من الناخبين أن المساهمة في النضال الوطني لأعضاء القائمة عاملاً مهماً جداً، ويلي ذلك في الأهمية اهتمام القائمة بالنساء (55%).
وفي نفس الوقت يرى 50% من الناخبين أن الانتماء السياسي للمرشحين مهم جداً. أما استقلالية أعضاء القائمة عن السلطة والأحزاب فكانت مهمة جداً لنحو 45% من الناخبين.
واعتبر 33% أن تدين أعضاء القائمة عامل مهم جداً في اختيارهم للقائمة.
كانت أقل معايير التصويت أهمية، بحسب الناخبين المستطلعين، وجود فرد من العائلة أو صديق من بين أعضائها، إذ أشار 28% إلى أن وجود فرد من العائلة ضمن القوائم الانتخابية مهم جداً في قرارهم، في حين أشار 28% إلى أن وجود صديق ضمن القوائم الانتخابية يؤثر كثيراً على قرارهم.
العائلية لا تشكل العامل الحاسم في المشاركة والتصويت
في الوقت الذي صرح به 65% من الناخبين أن القوائم المترشحة لا تشمل قريباً لهم من العائلة الممتدة، فإن 24% من الناخبين المستطلعين كان لديهم فرد على الأقل من عائلاتهم في قائمة انتخابية، بينما صرح 11% بأن لديهم أفراد من عائلاتهم في أكثر من قائمة.
ومن بين من لديهم قريب مرشح، صوت (83%) لقائمة تضم أحد أفراد الأسرة.أما من بين من كافة الناخبين المستطلعين، فإن 29% فقط صوتوا لقائمة تضم أحد أفراد العائلة الممتدة، و71% صوتوا لقائمة لا تضم قريباً لهم.
التزام كبير بين مؤيدي الأحزاب بالتصويت لقوائم تدعمها أحزابهم
لعب الانتماء السياسي للناخبين الحزبيين دوراً مهما في اختيار القائمة، ففي مدن نابلس وطولكرم والخليل على سبيل المثال، صوتت الغالبية العظمى من المستطلعين المؤيدين لحركة حماس لقوائم تشمل أعضاء هم أيضاً أقرب سياسياً لحركة حماس. وهذا التوجه لوحظ أيضاً عند المستطلعين الأقرب لحركة فتح، الذين بدورهم صوتوا لقوائم تشمل أعضاء أقرب سياسياً لحركة فتح، وخصوصاً في مدينة نابلس حيث كان الالتزام في التوصيت لقائمة الحركة شبه كامل من بين المصوتين المؤيدين لحركة فتح.
أما في مدينتي رام الله والخليل، حيث ترشحت قوائم غير مصنفة رسمياً بأنها تابعة لحركة فتح، فإن أكثر من ثلثي المستطلعين الناخبين المؤيديين لحركة فتح صوتوا لقائمة فتح المدعومة رسمياً من حركة فتح، أما الباقون فأدلوا بأصواتهم لقائمة ثانية تضم أعضاء من حركة فتح، لكن لم يتم اعتمادها بشكل رسمي من الحركة.
حظيت قوائم فتح بتأييد أعلى من الرجال مقارنةً بالنساء في بعض المواقع، بينما العكس هو الصحيح بالنسبة لقوائم حماس. ومن الأمثلة على ذلك الانتخابات في مدينة نابلس حيث صوتت النساء بشكل أكبر للقائمة المدعومة من حركة حماس. ولكن هذه الظاهرة التاريخية لم تعد تعمم بنفس الدرجة السابقة، حيث استطاعت قائمة حركة فتح أن تجتذب النساء بشكل أكبر من الرجال (بفارق يصل إلى 10%) في الخليل وطولكرم على سبيل المثال. وكان لترشح امرأة ناشطة على رأس قائمة حركة فتح في مدينة طولكرم دور مهم في ردم الفجوة الجندرية في التصويت للحركة.
المصدر : مركز (أوراد)
ع.د